قصة صعود الذهب.. ملاذ آمن ضد هزات الاقتصاد
تزامنا مع جائحة كورونا حقق الذهب أرقاما قياسية وصعد بواقع 14.5%.
هزات اقتصادية وتحولات مر بها العالم خلال الأربع سنوات الماضية، ما بين تباطؤ نمو في الصين والولايات المتحدة، وتعثر في منطقة اليورو وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي وأزمات تمويل تضرب الأسواق الناشئة، إلا أن الذهب ظل صامدا ولم يشهد هبوطا عنيفا بل أصبح الملاذ الآمن ضد هذه العواصف.
679 دولارا للأوقية أو 64.1% هو إجمالي معدل صعود المعدن الأصفر خلال 4 أعوام ونصف العام، انطلاقا من مستوى 1060.30 دولارا للأوقية وصولا إلى 1739.08 دولار للأوقية في ختام جلسة أمس الجمعة.
وسجل المعدن النفيس ارتفاعا بمعدل 13.6% في نهاية 2017 بتحقيقه سعر 1306 دولارات للأوقية، قبل أن يتراجع قليلا إلى مستوى 1278.03دولار للأوقية في ختام 2018 فاقدا من رصيده 2.14%.
لكن الذهب زاد في العام التالي ليصعد 18.87% بعد أن وصل إلى مستوى 1519.05 دولار للأوقية.
وخلال أقل من 6 أشهر من عام 2020 تزامنا مع جائحة كورونا حقق الذهب أرقاما قياسية وصعد بواقع 14.5%.
وتذهب توقعات بنوك الاستثمار والمؤسسات الاستشارية العالمية إلى أن الذهب سيواصل ارتفاعه، إذ توقع جيف كريي، رئيس قطاع بحوث السلع في بنك الاستثمار جولدن مان ساكس، أن يصعد المعدن الأصفر إلى مستوى 1800 دولار للأوقية.
واستند كريي في حديثه لوكالة بلومبرج للأنباء إلى توجه المستثمرين للشراء في الذهب هذه الأيام كملاذ آمن للمدخرات في ظل ارتفاع مخاطر الأصول المالية الأخرى من الأسهم والسندات.
واتفق معه إدوارد مويا محلل الأسواق الكبير لدى أواندا للسمسرة، الذي أشار إلى أن المعدن الأصفر لا يزال يتمتع بطلب قوي لكونه الوجه الأكثر أمانا من جانب المتعاملين من المؤسسات".
يأتي ذلك في ظل ارتفاع في الآونة الأخيرة في عدد الإصابات بكوفيد-19 في نحو 12 ولاية أمريكية انعكاسا لعوامل منها زيادة الاختبار، لكن الكثير من تلك الولايات تشهد أيضا زيادة في الاستشفاء.
انحسار التفاؤل يدفع الذهب لأعلى مستوى في أسبوع
من جهة أخرى، يرتبط أداء الذهب الأيام المقبلة بتثبيت مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، الخميس الماضي، أسعار الفائدة عند صفر إلى 0.25%.
وبرأي بارت ميلك، رئيس الاستراتيجية العالمية بشركة تي دي للسمسرة، إن تثبيت أسعار الفائدة يعكس انخفاض ضغوط التضخم، والتي من شأنها تقليص فرص صعود الذهب خلال تداولات هذا الأسبوع.
وأشار إلى أن المعدن الثمين قد يواجه زيادة محدودة في تقلبات الأسعار، ليتحرك بين نطاقي 1650 حتى 1800 دولار للأوقية.
غير أن ميلك أكثر تفاؤلا على المدى الطويل، إذ يرى أن الذهب سيتخذ خلاله اتجاه صاعدا، مرجحا أنه بمجرد أن يبدأ التضخم في الارتفاع أواخر العام 2021 سيصل سعر الذهب إلى 2000 دولار للأوقية.