قصة صفقة.. هيجوايين يطعن نابولي بيوفنتوس
حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم
تعج حكايات صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما أن سوق التعاقدات، أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي، أحد الصفقات المثيرة التي حدثت في إيطاليا بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن الأرجنتيني جونزالو هيجوايين وانتقاله من نابولي إلى يوفنتوس.
خليفة مارادونا
في صيف 2013، قرر هيجوايين إنهاء مغامرته مع ريال مدريد الإسباني بعد مسيرة بدأت من يناير/ كانون الثاني 2007، وشهدت تحقيق 6 ألقاب منها 3 للدوري الإسباني.
كان أمام المهاجم الأرجنتيني عروضا مغرية من الدوري الإنجليزي أبرزها التي وصلته من أرسنال، لكن نابولي ظهر على الخط، وتدخل رئيسه أوريليو دي لورينتيس بنفسه في المفاوضات وأقنع اللاعب بقبول عرض نادي الجنوب الإيطالي.
وبالفعل، أعلن نابولي في 27 يوليو/ تموز 2013، تعاقده مع هيجوايين مقابل 40 مليون يورو، وبعقد مدته 5 سنوات، رغم أن التقارير الصحفية ذكرت أن راتب اللاعب مع "البارتينوبي" أقل من الذي كان معروضا عليه من أرسنال.
استطاع هيجوايين كسب قلوب وعقول جماهير نابولي مبكرا في أول مواسمه مع الفريق بعد مساهمته الفعالة في تتويجه بكأس إيطاليا، ثم تبعه لقب السوبر المحلي في 2014.
بلغ عدد أهداف هيجوايين مع نابولي بعد مرور 3 مواسم، 92 هدفا وذلك في 142 مباراة بمختلف المسابقات، منها 36 هدفا في 35 لقاء بالدوري الإيطالي موسم 2015-2016، ليصبح أول لاعب في تاريخ المسابقة يصل لهذا الرقم خلال موسم واحد منذ جينو روسيتي في 1928-1929.
كل هذه الأمور، جعلت جماهير نابولي تشبه حقبة هيجوايين مع النادي بفترة الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا خلال ثمانينيات القرن الماضي، حين قاد الفريق للقبين وحيدين في تاريخه بالدوري الإيطالي بالإضافة إلى عدة ألقاب محلية وقارية أخرى.
خيانة نابولي
وسط ذلك، يبحث غريم نابولي، وهو يوفنتوس تدعيم صفوفه ليس بغرض الألقاب المحلية التي يواصل السيطرة عليها منذ 2012، بل من أجل تحقيق الحلم الغائب وهو دوري أبطال أوروبا والذي توج به النادي لأخر مرة عام 1996.
يوفنتوس كان قريبا من ذلك الحلم في عام 2005، حين وصل لنهائي دوري الأبطال، لكنه خسر من برشلونة 1-3، وهو اللقاء الذي تبعه مغادرة ثنائي الهجوم، الأرجنتيني كارلوس تيفيز والإسباني ألفارو موراتا.
ظل يوفنتوس يبحث عن مهاجم يستطيع قيادة الفريق بصورة قوية، وهنا وقعت أعين الإدارة على هيجوايين الذي يتألق بصورة واضحة للغاية رفقة نابولي، غير أن هناك عقبة تتمثل في العداوة التاريخية بين الناديين، ما يصعب وجود مفاوضات مباشرة لاتمام الصفقة.
العداوة بين نابولي ويوفنتوس تعود للحساسية الشديدة والتنافس التاريخي من النواحي السياسية والاقتصادية بين منطقة الجنوب الإيطالي التي ينتمي لها "البارتينوبي" والشمال الذي ينحدر منه يوفنتوس.
الأمور ليست سهلة، لكن إدارة اليوفي استطلعت رأي هيجوايين، ووجدت قبول منه لفكرة الانتقال لكبير الكرة الإيطالية، لكن هناك عقبة تتمثل في استحالة قبول نابولي لفكرة التفاوض على بيع اللاعب.
علمت إدارة يوفنتوس بوجود شرط جزائي في عقد هيجوايين مع نابولي تبلغ قيمته 90 مليون يورو، وهو رقم ضخم للغاية، ولم يسبق أن دفعه نادٍ إيطالي نظير ضم أي لاعب.
ولكن جاء الحل عن طريق الفرنسي بول بوجبا، الذي كان مانشستر يونايتد يتفاوض على ضمه مقابل مبلغ ضخم، وصل لـ105 ملايين يورو، لتشعر إدارة يوفنتوس أنها قادرة على تعويض القيمة المالية التي ستدفع في هيجوايين سريعا، حتى لو تمت صفقة ضم الأخير، قبل رحيل اللاعب الفرنسي.
وبالفعل، وبعد الكثير من التكهنات، أعلن يوفنتوس في 26 يوليو 2016، تعاقده مع هيجوايين مقابل 90 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي في عقده مع نادي الجنوب الإيطالي، ليصبح الدولي الأرجنتيني أغلى صفقة حينها بتاريخ الكرة الإيطالية.
فتحت جماهير نابولي النار على هيجوايين ووصفت ما حدث بالخيانة الكبرى، وهو ما حاول اللاعب تبريره بوجود خلافات كبيرة مع أوريليو دي لورينتيس رئيس نابولي، دفعته لتلك الخطوة، غير أن أنصار النادي لم يقتنعوا بمبررات اللاعب، كونه اختار الرحيل إلى العدو اللدود يوفنتوس.
مسيرة هيجوايين مع يوفنتوس شهد تناقضات، حيث بدأت مثالية في موسمه الأول، بتسجيله 32 هدفا في كل المسابقات، والتتويج بالدوري والكأس الإيطاليين، فضلا عن المساهمة بصورة فعالة في وصول اليوفي لنهائي دوري أبطال أوروبا، لكن الحلم اصطدم بريال مدريد الذي انتصر في المباراة النهائية بنتيجة 4-1.
الموسم الثاني لهيجوايين مع يوفنتوس لم يكن مثل سابقه، صحيح أن الفريق توج بلقبي الدوري والكأس، لكن عدد أهداف اللاعب تقلص كثيرا وبلغ 23 هدفا فقط بمختلف المسابقات.
صيف 2018، شهد توترا واضحا في علاقة هيجوايين مع يوفنتوس، خاصة بعد تعاقد النادي مع البرتغالي كريستيانو رونالدو من ريال مدريد، ورغم أن علاقة اللاعبين معا جيدة بحكم تعاملهما السابق بالنادي المدريدي، لكنه شعر بأن الإدارة ترغب في الاستغناء عنه، مع نيتها الاعتماد على مواطنه باولو ديبالا بجوار الدون بشكل أساسي في خط الهجوم.
رحل هيجوايين معارا في تجربة قصيرة غير ناجحة مع ميلان، قبل أن يقطعها وينتقل أيضا لمدة 6 أشهر مع تشيلسي ويتوج معه بالدوري الأوروبي.
عاد هيجوايين ليوفنتوس في الصيف الماضي، رافضا الرحيل، ومتحديا الجميع، خاصة مع قدوم المدرب الذي عاصره في نابولي وتشيلسي لليوفي، وهنا الحديث عن ماوريسيو ساري.