قصة صفقة.. رونالدو والريال "حلم تحقق" بمباركة الفيفا
حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم
تعج حكايات صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما أن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي، أحد أهم الصفقات التي حدثت بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وانتقاله من مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى ريال مدريد الإسباني.
دعم الفيفا
منذ انتقال رونالدو إلى مانشستر يونايتد في صيف 2003 قادما من سبورتنج لشبونة، ظهر جليا أن الفتى الصغير سيكون له شأن كبير في كرة القدم العالمية، حتى أنه في أول مواسمه مع الشياطين الحمر، ساهم في تتويجهم بكأس الاتحاد الإنجليزي، كما استطاع لعب دورا في الظفر بكأس الرابطة المحترفة بموسم 2005-2006.
وبالفعل، تطور رونالدو بصورة ملفتة موسم بعد الأخر، حتى بدأ يجني السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الأسطوري ثمار عمله مع الدون البرتغالي، من خلال تسجيل اللاعب للكثير من الأهداف وحصد الألقاب.
لعب رونالدو دورا مهما خلال الفترة من 2006 إلى 2008، في عودة الفريق للظفر بالألقاب الكبرى، وهو ما تحقق عبر الفوز مرتين متتاليتين بالدوري الإنجليزي الممتاز، ثم اللقب الأهم وهو دوري أبطال أوروبا عام 2008، إلى جانب كأس العالم للأندية والدرع الخيرية.
عقب تلك الانجازات الاستثنائية، لرونالدو مع مانشستر يونايتد، رأت إدارة ريال مدريد برئاسة رامون كالديرون أنه يجب التعاقد مع اللاعب البرتغالي، لشعورها بأنه سيشكل جزءا مهما من تاريخ النادي الملكي.
بدأت إدارة الريال التواصل مع رونالدو لمعرفة رأيه في امكانية الانتقال للنادي، ولكن دون علم مانشستر يونايتد، وبالفعل، أبلغ اللاعب "الميرينجي" برغبته الشديدة في الانتقال إليه.
علم مانشستر يونايتد بما يجري خلف ظهره، وثار غضب السير أليكس فيرجسون، لتقرر الإدارة تقديم شكوى رسمية ضد ريال مدريد، أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بسبب اتصاله مع رونالدو دون موافقة اليونايتد.
اشتعلت الأزمة، بعدما رفض الفيفا التحقيق في شكوى يونايتد بحجة عدم وجود أدلة تدين الريال، بل ودخل السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا على خطها، منتقدا ما وصفه بأنه "عبودية حديثة" يقوم بها النادي الإنجليزي مع اللاعب البرتغالي، لرفضه تحقيق رغبته بالانتقال إلى ريال مدريد.
قرر فيرجسون، التحدث مع رونالدو وإبلاغه بضرورة البقاء مع النادي، ليخرج اللاعب في تصريحات علانية، ويؤكد استمراره مع اليونايتد، على الرغم من أنه بداخله يحلم بارتداء قميص الملكي.
الحلم التاريخي
لم يستسلم ريال مدريد، وقرر الانتظار لموسم آخر، ومع تغيير الإدارة، وقدم فلورنتينو بيريز لرئاسة النادي من جديد، شعرت الجماهير أن حلم ضم رونالدو ممكنا، خاصة وأن بيريز له سوابق فيما يخص ضم النجوم كما حدث في حقبته الرئاسية الأولى مع البرتغالي لويس فيجو والفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو والإنجليزي ديفيد بيكهام.
انتهى موسم 2008-2009، بشكل كارثي لريال مدريد، حتى أنه تعرض لخسارة مذلة على أرضه 2-6 من الغريم الأزلي برشلونة، فيما أنهى رونالدو الموسم بطلا جديدا للبريمييرليج مع اليونايتد، فضلا عن الظفر بكأس رابطة المحترفين.
قرر بيريز إحداث ثورة تعاقدات يكون رونالدو على رأسها، وهو ما دفعه للسير عكس خطى سلفه كالديرون، من خلال الدخول في مفاوضات مباشرة مع مانشستر يونايتد لضم رونالدو وقدم عرضا قياسيا كان من الصعب على إدارة النادي الإنجليزي والمدرب فيرجسون رفضه.
خرج بيان من عائلة جلازر المالكة لمانشستر يونايتد، وأكد رحيل اللاعب، جاء فيه: "فيرجسون وافق على انتقال اللاعب لريال مدريد، ونؤكد أننا لم نكن لنوافق على تلك الصفقة لو كان المدرب اعترض عليها".
غادر رونالدو، مانشستر يونايتد بعد أن خاض 292 مباراة في كل المسابقات سجل خلالها 118 هدفا وصنع 70، ليعلن ريال مدريد عن الصفقة الحلم، وتعاقده مع الدون مقابل 94 مليون يورو، ليصبح حينها أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، موقعا على عقد مدته 6 سنوات بشرط جزائي يبلغ مليار يورو.
مراسم تقديم رونالدو في ملعب "سانتياجو برنابيو" كانت بما يتسحقه هذا الحدث الضخم، حيث بلغ عدد المشجعين الحاضرين لرؤية الدون، حوالي 80 الف متفرج، ليحطم الرقم القياسي الذي كان باسم الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا، والذي شهدت مراسم تقديمه لجماهير نابولي في ملعب "سان باولو"، حضور 75 ألف مشجعا.
رونالدو خاض مسيرة أسطورية مع ريال مدريد خلال الفترة من 2009 وحتى رحيله في 2018 صوب يوفنتوس الإيطالي، إذ حقق مع الملكي 15 لقبا بواقع 4 بطولات لدوري أبطال أوروبا و3 للسوبر الأوروبي ومثلهم لكأس العالم للأندية، فضلا عن لقبين للدوري الإسباني وكأس الملك والسوبر المحلي.
أصبح رونالدو الهداف التاريخي لريال مدريد في كل المسابقات برصيد 450 هدفا، منهم 311 هدفا في الليجا، ليصبح أيضا أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف بقميص الملكي في المسابقة.
