قصة صفقة.. برشلونة يهزم يونايتد في صراع رونالدينيو
حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم.
تعج صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما أن سوق التعاقدات، أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي، أحد الصفقات المثيرة التي حدثت بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن صانع الألعاب البرازيلي رونالدينيو وانتقاله من باريس سان جيرمان الفرنسي إلى برشلونة الإسباني.
رغبة استعادة الأمجاد
منذ التتويج بلقب الدوري الإسباني عام 1999 تحت قيادة المدرب الهولندي لويس فان جال وبرشلونة يعاني من عدم الفوز بالألقاب، حتى أن جماهير النادي الكتالوني تشعر بغضب شديد وهي تشاهد الغريم ريال مدريد يتوج بالألقاب المحلية والقارية، وهنا الحديث عن دوري أبطال أوروبا 2002.
المحامي خوان لابورتا المرشح على انتخابات رئاسة برشلونة قرر مخاطبة ود أعضاء النادي، للحصول على مقعد الرجل الأول في "البلوجرانا" وذلك من خلال تقديم وعود باستقدام أسماء لامعة في كرة القدم العالمية تكون قادرة على جعل النادي هو الأول في عالم كرة القدم.
لابورتا أعلن أنه يستهدف أحد النجوم التالية وهي الإنجليزي ديفيد بيكهام جناح مانشستر يونايتد أو الفرنسي تييري هنري مهاجم أرسنال، فضلا عن البرازيلي رونالدينيو صانع ألعاب باريس سان جيرمان.
موضوع هنري تم حسمه سريعا، حيث أعلن أرسنال واللاعب رغبتهما في استكمال مغامرتهما معا، ليظل الخيار بين رونالدينيو وبيكهام.
للحظة وجيزة، بدا وكأن الرجل الذي يبحث عنه لابورتا هو ديفيد بيكهام، وذلك بعد أعلن لابورتا للصحافة في يونيو/ حزيران 2003، أنه أبرم اتفاق مع مانشستر يونايتد لجلب الأيقونة الإنجليزية بشرط أن يفوز في الانتخابات.
ويبدو أن إعلان لابورتا عن هذا الاتفاق جاء بثماره، حيث استطاع الفوز بالانتخابات وأصبح رئيس برشلونة، وانتظرت جماهير "البلوجرانا"، تنفيذ المحامي الإسباني لوعده بجلب بيكهام، لدرجة أن متاجر النادي بدأت طباعة قمصان النادي وعليها اسم "البيكس".
ولكن جاءت الصدمة، بإعلان الغريم ريال مدريد اتفاقه مع مانشستر يونايتد لضم بيكهام، وتوقيع اللاعب الإنجليزي على عقود انتقاله للفريق الملكي.
لم يعد أمام لابورتا لإنقاذ صورته أمام أعضاء سوى خيار رونالدينيو، وإن كان الأمر لن يكون بالأمر السهل، حتى وإن أعلن النجم البرازيلي رغبته في مغادرة سان جيرمان بعد فشله في المشاركة بأي بطولة أوروبية لموسم 2003-2004.
الصراع مع يونايتد
في الوقت الذي كان يبحث فيه برشلونة ضم رونالدينيو، كان مانشستر يونايتد يريد أيضا تعويض رحيل بيكهام، ووضع عينه على النجم البرازيلي، ليبدأ صراع الناديين على اللاعب.
دخل السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الأسطوري، في محادثات مباشرة مع اللاعب ووكيله لإقناعه بالقدوم لملعب "أولد ترافورد".
شعر لابورتا بالخطر، ليقرر الاعتماد على نائبه في مجلس إدارة برشلونة، ساندرو روسيل لحسم الأمور لصالح "البلوجرانا" في هذا الصراع والفوز بتوقيع رونالدينيو.
لجوء لابورتا لروسيل يعود إلى العلاقة الشخصية الممتازة التي يمتلكها الأخير مع رونالدينيو، بسبب عمله كمدير لفرع شركة "نايكي" الأمريكية للملابس الرياضية في البرازيل، والتي ترعى قميص منتخب "السامبا".
وبالفعل، استطاع روسيل التأثير على قرار رونالدينيو بخصوص خطوته المستقبلية، وذلك من خلال إقناع اللاعب بأنه سيكون النجم الأول في المشروع الجديد لبرشلونة وسيكون الرجل الذي يرفع النادي من حالة الركود والابتعاد عن الألقاب إلى المنافسة عليها والتتويج بها.
ويبدو أن لابورتا كان محقا بتلك الخطوة، ورفض رونالدينيو استكمال المفاوضات مع يونايتد وأبلغ سان جيرمان بموافقته على عرض برشلونة، ليقوم الأخير بالتفاوض مع النادي الباريسي وينجح في الاتفاق على ضمه مقابل 30 مليون يورو.
بعد عدة سنوات خرج بول سكولز أسطورة خط وسط مانشستر يونايتد وكشف عن الكيفية التي ضاعت بها صفقة رونالدينيو على الشياطين الحمر، قائلا في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "كنا قريبين من الإعلان عن التعاقد مع رونالدينيو ومنحه رقمًا، لكني قرر تغيير رأيه في اللحظة الأخيرة والتوقيع مع برشلونة".
التعاقد مع رونالدينيو، كان مكسبا كبيرا لبرشلونة، إذ أنه استطاع خلال الفترة من 2003 حتى رحيله في 2008 صوب ميلان الإيطالي، تسجيل 94 هدفا وصناعة 71 خلال 207 مباريات، وقاد الفريق للفوز بلقبين للدوري الإسباني ومثلهما للسوبر المحلي، فضلا عن تحقيق دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية بتاريخ البارسا.
aXA6IDE4LjE5MS44MS40NiA= جزيرة ام اند امز