قمة الحكومات في دبي ترسم خارطة الإبداع للشباب
المشاركون في قمة الحكومات يؤكدون أن الشباب هم الثروة الحقيقية لأي مجتمع يطمح للتطور، مشددين على ضرورة تعزيز قدرات الخريجين.
يشكل الدور المنتظر من الشباب في صناعة المستقبل أهمية لدى الحكومات في خططها الاستراتيجية وتجربتها التنموية، وهذا العنوان كان بارزاً في القمة العالمية للحكومات المنعقدة في الإمارات.
وتصدرت تطلعات وآمال ملايين الشباب حول العالم أجندة المشاركين في القمة في دورتها السابعة، التي أصبحت تشكل فرصة تاريخية لرسم مستقبلهم في ظل تغييرات يشهدها العالم بإيقاع متسارع في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وأكد عدد من المشاركين في قمة الحكومات أن الشباب هم الثروة الحقيقية لأي مجتمع يطمح للتطور، مشيرين إلى أن تعزيز قدرات الشباب الخريجين، وإشراكهم في وظائف القطاعين الحكومي والخاص يمثل تحدياً أمام الحكومات التي تستهدف الاعتماد على الشباب في بناء قدراتها التطويرية والتنموية.
وأضاف المشاركون أن ذلك يحتاج إلى قولبة قطاع التعليم، ووضع استراتيجيات تسمح لهم بالمشاركة في عالم اليوم ودعوة الحكومات إلى وضع برامج مجتمعية للشباب، تسهم في انخراطهم في العمل العام، ويبدأ ذلك من المستوى المحلي، ثم ينتقل إلى المستوى الوطني.
دماء جديدة
ونجحت القمة العالمية للحكومات على مدى 7 سنوات سابقة في تغيير توجه الحكومات نحو تأهيل جيل من القيادات الشابة؛ لضخ دماء جديدة في عروق أجهزتها ودولاب العمل في الدولة بشكل عام، ما يسهم في ضمان تأهيل أكبر عدد من الكوادر الوطنية لتولي مهامها في التنمية الشاملة في بلادهم.
ويقول عبدالله الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية في دبي، إن القمة العالمية للحكومات تطرح العديد من المواضيع التي تهم جميع أفراد المجتمع، خاصة فئة الشباب، باعتبارهم الثروة الحقيقية، وهم يؤدون دوراً مهماً في بناء المستقبل لأي مجتمع يطمح، مطالباً بصقل مهاراتهم عبر مشاركاتهم في المؤتمرات والمعارض؛ للخروج بشباب يمتلك خبرة مميزة.
وأضاف أنه من دون الشباب لا يمكن استشراف المستقبل، وتعزيز الابتكار والإبداع، وصياغة شخصية المستقبل، "إذ إن هؤلاء الشباب الذين نراهم اليوم، وهم في كل مجال وموقع يبدعون وينجحون، وأمام الحكومات تحدي استيعابهم في القطاعين الحكومي والخاص".
وأكد أن لدى الشباب العربي رغبة حقيقية في التعلم والتطور؛ كي يصبحوا قـادة المستقبل، في ظل ما توفره الدولة من مقومات للتنافسية والابتكار والتميز، مضيفاً أن العقول الشابة تتمتع بقدرات كبيرة تمكّنها من إحداث التغيير في العالم، داعيةً إلى أن تضطلع الحكومات بمسؤولياتها تجاه الشباب عن طريق تأهيلهم، خصوصاً في المجال التكنولوجي، إضافة إلى إتاحة الفرص أمامهم للتدريب العملي، ما يؤهلهم للحصول على وظائف تتناسب مع إمكاناتهم العلمية والتكنولوجية، وقدراتهم في إحداث التطوير.
وأكد حاجة الإمارات لجيل متخصص في تحليل البيانات، خصوصاً أن القمة العالمية للحكومات أكدت أن الذكاء الاصطناعي يولد ناتجاً قومياً عالمياً بقيمة 15 تريليون دولار، "والإمارات تريد أن تكون جزءاً من هذا الحراك"، لافتاً إلى جامعة حمدان تعمل ما بوسعها لتمكين الدولة من أداء هذا الدور.
مسيرة التطور
تأتي العديد من المبادرات الشبابية التي أطلقت في كل القمم السابقة، وفي مقدمتها منتدى رواد الشباب ليعكس الاهتمام الكبير به كونه أحد الأولويات ذات الأهمية الاستراتيجية في أجندتها.
وتهدف القمة إلى إتاحة المجال أمام الشباب للإبداع والابتكار، بما يخدم أهداف مبادرات الحكومات واستراتيجيتها لقيادة مسيرة التطور محلياً وإقليمياً، والمساهمة في تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وتعزيز الشباب في تعزيز الاقتصاد وضمان مستقبل مستدام.
وقال عبدالرحمن الحمادي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإمارات، إن أهمية تولية الشباب وإعداد صف ثان من القيادات تكمن في ضمان استمرار عجلة التنمية الشاملة والحفاظ على المستويات المتطورة، مشيراً إلى أن عملية "صناعة القيادات لا يجب أن تقترن بفترة معينة أو حدث ما بل هي عملية مستمرة ومتواصلة".
وأشار إلى أن المؤسسات التي تولت قيادتها كوادر شابة نجحت بشكل عام لاتباعها طرقا وأساليب إدارة متطورة وتتسق مع روح العصر، ما يعزز من المطالبة بتوسيع فرص الشباب في قيادة المؤسسات الحكومية.
ونوه بأهمية دور الشباب ومساهماتهم الفعالة في دفع مسيرة الاقتصاد، لا سيما أن شباب اليوم هم قادة الغد وحملة مشاعل التغيير لمستقبل أفضل اليوم وللأجيال القادمة، إذ ضمت القمة العديد من الاجندة والعناوين التي ترسم ملامح جيل جديد من القادة الشباب.
وأضاف أن الشباب هو عصب العصر الجديد، ومن خلالهم يمكن تحقيق "الأقصدة الفكرية"، أي ابتكار الأفكار القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي، وتحويلها إلى مصدر اقتصادي قوي للدول مثلما هو حاصل مع فيسبوك، وواتس آب وغيرها، إلا أن تحقيق هذا الأمر في الإمارات يحتاج بالإضافة إلى "القوننة" ووضع المنظومات المناسبة، الاستفادة من البيانات الضخمة المتوافرة حالياً لبناء نظام تعليمي يتضمن مناهج ومساقات تلبي القدرات الفردية لكل طالب على حدة، لكي يتحولوا لاحقاً إلى منتجين لـ"النفط الجديد".
وأكد سعيد العطر، الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد ال مكتوم، أن مجريات القمة بنسختها السابعة تواكب رؤية دولة الإمارات 2021 لبناء اقتصاد تنافسي قائم على الاستثمار في المعرفة، وداعم لمفاهيم الابتكار والإبداع وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في تعزيز رفاهية ورخاء الإنسان، كما تترجم أهداف الأجندة الوطنية للشباب الرامية إلى تقديم الدعم للشباب في كل العالم، وتوفير الفرص التي تمكنهم من الاستفادة من قدراتهم وتسخيرها في خدمة مجتمعاتهم.
وأوضح أن الاهتمام بشريحة الشباب والحرص على وجودهم في الحدث مشاركين بآرائهم ومقترحاتهم تأكيد لدورهم في تعزيز سبل الأمن والسلام، من خلال غرس قيم المواطنة الحقيقة في نفوسهم عبر توجيههم وتنويرهم وتوعيتهم بالمخاطر التي تحقيق بالعالم، وكيفية استهداف الشباب واستقطابهم وتحويلهم إلى أدوات للتدمير والخراب.
وقال: "على الجميع استشعار أهمية العمل وفق رؤية واضحة لتبني آليات وإجراءات تستهدف الشباب تتشارك فيها جميع المؤسسات المعنية بهم سواء مؤسسات تعليمية أو أندية وحتى الوزارات والأندية لغرس منظومة القيم والأخلاق الفضلى، وتكريس لغة الحوار والابتعاد عن الغلو، وتبصيرهم بمخاطر الانسياق وراء الأفكار السلبية المضللة".
aXA6IDE4LjIxNi45OS4xOCA= جزيرة ام اند امز