محافظ الحديدة لـ"العين الإخبارية": تحرير الميناء والمدينة وشيك ومحسوم
محافظ الحديدة أكد أن تحرير المدينة الساحلية ومينائها الاستراتيجي ضرورة ومسؤولية عالمية وأن الحسم بات وشيكا وسيراعي سلامة المدنيين.
قال محافظ الحديدة اليمنية، الحسن طاهر، إن تحرير المدينة الساحلية ومينائها الاستراتيجي، غربي البلاد، ضرورة ومسؤولية عالمية، لافتا إلى أن انطلاق العمليات العسكرية للحسم بات وشيكا.
وكشف طاهر، في لقاء خاص لـ"العين الإخبارية"، عن أن عملية التحرير المرتقبة ستعتمد عنصر المباغتة من التحالف العربي، وستراعي سلامة المدنيين وتجنيب المدينة والمنشآت الحكومية كلفة الأضرار، خلافا لما تعد له مليشيا الحوثي الانقلابية.
- صحف الإمارات: مهاجمة ناقلتي النفط السعوديتين تفضح دور إيران التخريبي
- تحرير الحديدة.. إنقاذ لليمن وتأمين للملاحة الدولية
وذكر المسؤول اليمني، أن الحكومة الشرعية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، العاملة ضمن التحالف العربي، تركتا مساحة للجهود الأممية خلال الأسابيع الماضية، للتعرف أكثر على نية الانقلابيين نحو السلام، قبل أن يصفعوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة كاملة، بالهجوم الإرهابي على ناقلتي النفط السعودية، لا سيما أن عملية الاستهداف تزامنت مع وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن.
وأشار طاهر، إلى أن القوات المشتركة على أهبة الاستعداد، وأن الألوية القتالية التي جرى تجهيزها بدعم من قوات التحالف العربي، قادرة على كبح جماح الإرهاب الحوثي، بعد تحويل المليشيا ميناء الحديدة لنقطة تهديد للملاحة العالمية في باب المندب.
إرهاب حوثي في الحديدة
و بحسب الدكتور طاهر فقد مثّل تزايد الهجمات الحوثية الإرهابية في ساحل اليمن الغربي تحولا خطيرا، في مسار التحدي الأمني للممرات المائية العالمية، لا سيما أن تدخل الأمم المتحدة، عمّق المأساة الإنسانية اليمنية أكثر، ووضع المنطقة على شفا كارثة بحرية في ظل الوجود الحوثي في محافظة الحديدة .
يقول المحافظ طاهر، في سياق حديثه لـ"العين الإخبارية": "على المجتمع الدولي أن يدعم جهود التحالف العربي السياسية والعسكرية، وتأكيد ضرورة خروج الحوثي، بالسلم أو الحرب".
وأضاف أن "الأمم المتحدة تحولت إلى أداة في أيدي الحوثيين ومن خلفهم، وتوقيت تدخلها للحل السياسي لا يتعدى كونه إطالة في عمر الحرب، كونها لم تكن المرة الأولى أو الثانية، ففي كل مرة توشك الهزيمة أن تُخضع الحوثي للقرارات الدولية، يقفز المجتمع الدولي بصراخ التنديد، والاستثمار المفضوح لمعاناة الإنسان اليمني التي تضاعفت بفضل تعنت الانقلابيين".
ميناء الحديدة.. منصة إرهاب مزدوج
واعتبر محافظ الحديدة، أن "المليشيات تستخدم ميناء المدينة الاستراتيجي في محورين إرهابين مزدوجين، فإلى جانب تهديدها مضيق باب المندب، أهم الممرات الدولية، و الذي تمر عبره نحو 4.8 مليون برميل نفط يوميا، تستخدم مليشيا الحوثي ميناء الحديدة في جني موارد مالية مهولة، تدر عليها ولخزينتها الحربية مئات المليارات ما يساعدها على تمويل حربها وتعميق معاناة الشعب اليمني".
وأضاف أن "جماعة الحوثي الإرهابية تستخدم ميناء الحديدة لاستعطاف العالم بضرورة تجنيب الميناء ومحيطه العمليات العسكرية باعتباره المنفذ الوحيد لدخول الإمدادات، لكنها تتمركز فيه كثكنة عسكرية لتهديد أمن وسلامة حرية الملاحة العالمية".
وذكر المسؤول اليمني، أن "مليشيات إيران أدركت خروجها الحتمي من المحافظة، فعمدت إلى عرقلة دخول السفن لتزيد سقف الاستعطاف الدولي".
ولفت طاهر إلى أن "التحالف العربي منح عشرات التراخيص لسفن تجارية ونفطية، إلى جانب عشرات السفن المتوقفة خارج مرسى الميناء نتيجة استثمار مليشيا الحوثي الانقلابية في عملية بقاء وتأخير السفن من أجل رفع أسعار المشتقات النفطية، التي تنعكس على أسعار المواد الغذائية وترفع من وتيرة عملية تجويع الشعب اليمني في مناطق سيطرته".
وأضاف: "لا يقتصر إرهاب الحوثي في الحديدة عند هذا الحد، فممارساتهم في الميناء تنطلق من خطط إرهابية هدفها إظهار التحالف بأنه يعرقل وصول سفن الغذاء، لكن التدقيق في الحقائق يضع الحوثي كجماعة إرهابية تمارس أبشع الأفعال الإجرامية التي تتلاعب بشعور الناس".
خيار حسم المعركة حتمي
مع استمرار تدفق أبناء تهامة إلى مشارف مدينتهم، يرى محافظ الحديدة، أن القوات المشتركة وبإسناد من تحالف دعم الشرعية لن تقف مكتوفة الأيدي، خصوصا أن مقاتلي تهامة يشاهدون أن منازلهم التي تم تهجيرهم منها، على مرمى أبصارهم، فكيف لا يدخلونها، خلافا لتزايد حجم التحديات الأمنية بالبحر الأحمر، والتي تضع خيار حسم معركة الحديدة، في قلب الأولويات، طال الزمن أو قصر.
وذكر طاهر، أن القوات المشتركة المكونة من "ألوية العمالقة، وحراس الجمهورية، والمقاومة التهامية"، إلى جانب الجيش الوطني اليمني، وبإسناد كبير ومباشر من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أصبحت على أهبة الاستعداد، في انتظار ساعة الصفر لانطلاق معركة الحسم.
وأشار إلى أن "القوات المجهزة قادرة على الوصول إلى ما هو أبعد من جغرافيا مدينة الحديدة، شمالا، وعلى الحوثيين ألا يراهنوا على خيارات جرى حسمها مسبقا".
وأشار المسؤول اليمني إلى أن "القوات المعدة وحدّت أبناء البلد في مواجهة أخطار إيران، وهي من جميع المحافظات، الجنوبية والشمالية، ويشارك فيها أبناء تهامة كقوة عسكرية تقف إلى جانب قوات التحالف العربي في قوة عربية مشتركة تمضي نحو هدف واحد"، لافتا إلى أنه "جرى إعداد المقاتلين وتوجيههم بضرورة مراعاة الجوانب الإنسانية بشكل رئيسي".
وعن دور التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة، ذكر طاهر أنه "دور رئيسي ومحوري، برا أو بحرا أو جوا"، مشيرا إلى أن "القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف، تقود العمليات العسكرية بالساحل الغربي ولها اليد الطولى".
الحديدة.. مدينة أشباح
وحول الوضع الإنساني في مدينة الحديدة، فنّد الدكتور الحسن طاهر سلوك المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران في اجتياحها وتحويلها إلى مدينة أشباح عبر تدمير كل ما هو جميل في المحافظة منذ سيطرتها وعملها، خلال أيامها الأخيرة حاليا، على حفر الخنادق بالشوارع وقطع شبكة المياه عن منازل المواطنين، فضلا عن الاستمرار في قطع التيار الكهربائي، في تدمير ممنهج لكل ملامح الحياة فيها".
وقال المحافظ طاهر: إن "القوات المشتركة تملك تنسيقا مع السكان داخل المدينة وهو على مستوى عالٍ جدا ومكثف ونحن على تواصل دائم معهم".
وأضاف: "هناك تزايد في حالة البطش التي يرتكبها الحوثيون بحق المواطنين، في مساعي الحكم بالحديد والنار، لكن سلوكياتهم هذه رفعت حالة الاحتقان لدى سكان المحافظة بأكملها، وأصبح الحوثي لا يملك قدرة البطش بالجميع".
وأشار إلى أن "حاضنة الحوثي في معقله تتهاوى ولن تستمر في المحافظات غير الحاضنة له، وفي مدينة الحديدة تطالعنا أحداث فردية هنا وهناك، إلا أن الفعل الحقيقي لم يبدأ بعد، والانتفاضة ستكون بكل شارع من شوارع المدينة، وستحشر الحوثي أمام خيارات الموت أو الاستسلام فيما الفرار سيكون محالا على مسلحيه".
ولفت إلى أن "التنسيق مع مَن هم في الداخل مستمر، وأنهم لم يبدأوا بأي تحرك حتى اللحظة، ولن تتم المجازفة بسلامتهم، وهناك خطة مدروسة ستعطيهم الإشارة في الوقت الذي تكون قوات دعم الشرعية قادرة على حمايتهم وإسنادهم بمتطلبات المعركة".
معركة زبيد
وحول امتلاك القوات المشتركة المسنودة من التحالف العربي خطة وقائية للتعامل مع الوضع في مدينة زبيد وتمترس المليشيات داخل المباني الأثرية، قال المحافظ طاهر، إن "جميع القوات تعرف قيمة زبيد ومكانتها التاريخية، ولذا نحن حريصون كل الحرص على أن نحافظ على كل حجرة في زبيد، وتم وضع الخطط التي تكفل عدم المساس بالأماكن الأثرية، وتحييدها عن العمليات".
وذكر أن "المخاوف ليس من القوات المشتركة التي تخوض معركة وجودية ونظامية، بل من الحوثيين كجماعة بلا بعد تاريخي أو ثقافي يجبرهم على صون مكانة المدينة التاريخية".
معركة إنسانية كبيرة للإمارات والسعودية
وفي سياق حديثه لـ" العين الإخبارية"، ذكر محافظ الحديدة، أن التحالف العربي سير جسرا جويا إغاثيا، يتولى الهلال الأحمر الإماراتي وبإسناد من مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية فيه، معركة إنسانية كبيرة".
وقال: "ترافق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جنبا إلى جنب القوات المسلحة، وهناك تنسيق عالي أن يتبع فور التحرير، تدخل مباشر من قبل الهلال الأحمر الإماراتي بالمساعدات لإغاثة الأهالي رغم المخاطر على الفرق العاملة فيه، وما حصل في التحيتا مؤخرا، ضف إلى ذلك، تدخل القوات الجوية الإماراتية والسعودية في إغاثة المناطق التي لا تملك طرقا برية بالوصول إليها جواً، نظرا لنقاط الاشتباك على امتداد مناطق الساحل الغربي".
ووفقا للمحافظ فقد "تم وضع خطة شاملة وطارئة لكل المناطق المحررة والتي جاري ومزمع تحريرها، وأنه تم إجراء نقاشات مكثفة بين القائمين على الهلال الأحمر الإماراتي ممثلا في أبو عبدالله الكعبي، وراشد أبو سعيد، وهما يتمتعان بكفاءة عالية وإخلاص فعلي في إنجاز العمل".
وكشف محافظ الحديدة، عن أنه جرى تحديد مديرية الخوخة كنقطة لمخيمات الاستقبال للأسر التي نزحت من تحت سيطرة الانقلابيين وتعمل الفرق على إنشاء عدد من المخيمات بذات المديرية كونها أقرب نقطة مؤمنة بالكامل من قصف المليشيات، إلى مدينة الحديدة.
وقال إنه من الطبيعي أن تشهد المدينة عملية نزوح بعد تمترس المليشيات داخل الأحياء والمساجد وعدد من المباني المرتفعة وخندقة شوارع المدينة، وهو ما تسبب في موجة نزوح عالية.
ووجه المحافظ دعوة للمدنيين بأن السلطة المحلية تستشعر حال الجميع، وأن من أراد النزوح من الحديدة عليه أن يتوجه صوب مدينة الخوخة وقطع مشوار المسافة نحو عدن، مؤكدا أن التنسيق المشترك بين الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان أتم جميع الترتيبات لاستقبال أي أعداد من النازحين.
ولفت إلى أن هناك حافلات نقل جماعي للهلال الأحمر الإماراتي لا تتوقف ليلاً أو نهارا في نقل الإغاثات إلى النازحين.
وطمأن المحافظ طاهر، في ختام حديثه لـ"العين الإخبارية"، سكان الحديدة، وقال إن "فترة النزوح لن تطول وعملية تحرير الحديدة بالكامل ستكون خاطفة والحسم بات قريبا ووشيكا جدا".