مدينة جرانيانو.. سبب شهرة إيطاليا بالمكرونة
جرانيانو هي بلدة ساحلية تقع في إقليم كمبانيا الإيطالي معروفة باسم "مدينة الباستا" تشتهر منذ أواخر القرن الثامن عشر بسبب المكرونة
من نسيم البحر في خليج نابولي الذي تنتشر فيه ذرات الغبار الصغيرة ذات اللون الذهبي المتجهة شرقا نحو جبل فيسوفيوس وصولا إلى جرانيانو، حيث تظهر الطبيعة في أفضل صورها، هنا ولدت مكرونة الجرانيانو Gragnano.
جرانيانو هي بلدة ساحلية تقع في إقليم كمبانيا الإيطالي في فالي دي موليني، جنوب البلاد، بناها الحرفيون المحليون منذ عام 1969 معروفة باسم "مدينة الباستا".
اشتهرت في أواخر القرن الثامن عشر بسبب إنتاج "الذهب الأبيض" أو المكرونة، العنصر الغذائي الذي ساهم وساعد على إنتاجه عوامل عدة منها برودة الجبال والهواء الغني باليود الذي ينبعث من البحر الذي كان يعد اقتصاد المدينة قديما حتى الآن، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وموقع "finedininglovers" الإيطالي.
وقبل أواخر القرن الثامن عشر، كانت جرانيانو معتمدة اعتمادا كُليا على صناعة الحرير، ثم تحول الأمر ليكرس معظم سكانها أنفسهم لإنتاج المكرونة، عندما بدأت ديدان الحرير في الموت فجأة بسبب غزو الآفات، ليصبح القرن التاسع عشر هو العصر الذهبي لـ"باستا دي جرانيانو".
وتتميز مكرونة جرانيانو بلون قش أصفر وخشونة بارزة، وتعتمد على عنصرين فقط لصنعها هما الماء والسميد من القمح القاسي، إذ تنتج على 4 مراحل، هي العجن، التشكيل، التصميم وأخيرا التجفيف البطيء.
وتنفذ جميعها في منطقة جرنيانو، ولها العديد من أنواع المكرونة الطويلة والقصيرة، منها نجد لينجوينى linguine، إسباجيتي spaghetti، فوسيلي fusilli، وغيرها الكثير.
ويبدو أن سكان جرانيانو ساهموا في ذلك الوقت في تطور المدينة وزيادة شهرتها بفضل المكرونة، إذ أنشأت المصانع الكبيرة التي تديرها العائلات، والتطور الإنتاجي الذي لم يقتصر عليها فقط بل على بقية مدن إيطاليا.
وبعد عام 1861، فتح الإنتاج المحلي أمام الأسواق الحيوية مثل ميلان وتورينو وفلورنسا لتصدير مكرونة جرانيانو ذات الجودة العالية والشهرة الكبيرة.
وبفضل إنتاج المكرونة في جرينانو، حصلت المدينة على خط سكة حديد أنشأ في عام 1885 من قبل الملك أمبرتو الأول للاتصال بنابولي ثم بباقي إيطاليا.
ثم بدأت الأزمات في القرن العشرين، أولها مع الحربين العالميتين، تلاههما المنافسة الضخمة لمصانع المكرونة الإيطالية الشمالية الأكثر ثراءً والأكثر تنظيما، ولكن على الرغم من كل ذلك لم يتوقف إنتاجها مطلقا.
وساهمت أيضا إنتاج مكرونة جرانيانو في إحداث طفرة صناعية، إذ تغيرت الطريقة التقليدية لتجفيف العجين إلى حركات ميكانيكية في الغرف ذات التهوية.
وكوسيلة للاحتفال بتراث المكرونة في المدينة، لا يزال صانعوها في جرانيانو يقيمون ويطهون في الشارع كل سبتمبر/أيلول من كل عام خلال مهرجان Festa della Pasta di Gragnano.
وهو مهرجان بدأ لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية كوسيلة لإحياء المدينة الحدث الذي يستمر يومين والذي يباع فيه نحو 5 آلاف طبق من المكرونة يوميا.