تيار المحيطات العظيم يحتضر.. وعلماء يحذرون من عواقب مدمرة

حذر علماء من تباطؤ غير مسبوق في التيار المحيطي الدائر حول القارة القطبية الجنوبية.
ويُعد هذا التيار أضخم تيار مائي على كوكب الأرض، إذ يفوق في قوته بخمسة أضعاف تيار الخليج، ويبلغ حجمه مئة مرة حجم نهر الأمازون.
وكشفت الدراسة الجديدة، التي أجراها فريق من جامعة بون الألمانية، أن هذا التيار المحيطي، الذي يدور حول القارة القطبية الجنوبية ويربط بين المحيط الأطلسي والهادئ والهندي،أصبح أبطأ بثلاث مرات مما كان عليه قبل 130 ألف عام.
ويقول الباحثون إن هذا التراجع المقلق في سرعة التيار قد يؤدي إلى اختلالات واسعة في مناخ الأرض، من بينها زيادة حدة موجات الحر والبرودة، وتسارع وتيرة الاحتباس الحراري نتيجة تراجع قدرة المحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
و يحذر الدكتور بيشاخداتا غايين، الباحث في جامعة ملبورن، والذي لم يشارك في الدراسة أنه "إذا تعطلت هذه الآلة المحركة للمحيطات، فستكون النتائج خطيرة، من تفاقم التغيرات المناخية إلى تراجع قدرة المحيطات على تنظيم حرارة الكوكب".
أرشيف من قاع البحر يكشف الأسرار
اعتمد العلماء على تحليل عينات من الرواسب البحرية جُمعت من بحر سكوتيا شمال القارة القطبية الجنوبية، لمعرفة كيف تغير التيار عبر آخر 160 ألف عام. وتبين لهم أن التيار خلال الفترة الدافئة السابقة (قبل نحو 130 ألف سنة) كان أسرع بثلاثة أضعاف من سرعته الحالية.
ويرجح الفريق أن يكون الاختلاف في مدار الأرض حول الشمس وميل محورها وراء جزء كبير من هذا التباطؤ، إذ تؤثر هذه التغيرات الدورية على كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الغلاف الجوي، وبالتالي على قوة الرياح التي تدفع هذا التيار العملاق.
لكن التأثيرات البشرية الحديثة، وخاصة ذوبان الجليد وتسرب المياه العذبة الباردة إلى المحيطات، قد تكون السبب الأبرز في تباطئه الحالي، وفقًا لمحاكاة حاسوبية أجرتها جامعة ملبورن باستخدام أسرع حاسوب فائق في أستراليا، وتوقعت أن يستمر التيار في التراجع بنسبة 20٪ إضافية بحلول عام 2050.
عواقب تمتد إلى الكوكب كله
يلعب هذا التيار دورا حاسما في توزيع الحرارة والعناصر الغذائية حول القارة القطبية الجنوبية، ما يغذي الحياة البحرية التي تعتمد عليها مصايد الأسماك العالمية. كما يشكل حاجزا طبيعيا يمنع المياه الدافئة والأنواع الغازية من الوصول إلى القارة المتجمدة.
لكن إذا ضعف هذا الحاجز، فقد تتدفق كميات أكبر من المياه الدافئة نحو الجرف الجليدي، مما يسرّع ذوبان الجليد ويرفع مستويات البحار حول العالم. ويحذر العلماء من أن حتى الارتفاع الطفيف في مستوى البحر قد يهدد حياة نحو 230 مليون شخص يعيشون في مناطق ساحلية منخفضة.
ورغم أن العلماء لا يتوقعون ذوبان الغطاء الجليدي بالكامل قريبا، إلا أن استمرار تباطؤ التيار ينذر بتحوّل بطيء ولكن خطير في محركات مناخ الأرض التي حافظت على توازن الكوكب منذ آلاف السنين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg جزيرة ام اند امز