خطوات يونانية "حاسمة" قطعت الطريق على "قرصان المتوسط"
اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة واليونان تقطع الطريق أمام الأطماع التركية في سلب غاز منطقة شرق المتوسط.
توجت اليونان مسيرتها لوقف أطماع تركيا في غاز وثروات المتوسط، بخطوة وسعت الهوة بين البلدين لصالح أثينا، حيث وقعت الخميس، اتفاقا لترسيم الحدود البحرية مع مصر، ما يساهم في قطع الطريق أمام الأطماع التركية.
ويوما تلو الآخر تتوالى الصفعات اليونانية لـ"قرصان المتوسط" ما بين سياسية وأخرى عسكرية واقتصادية، والتقرير التالي يرصد أبرز الخطوات التي اتخذتها أثينا للتصدي لأطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وخاصة فيما يتعلق بالنفط والغاز في حوض المتوسط.
ترسيم الحدود مع مصر
واليوم الخميس، كانت بداية النهاية، حيث وقع في القاهرة وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره اليوناني نيكوس دندياس اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، كما بحثا سبل تدعيم العلاقات الثنائية والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ووفق خبراء مصريين تحدثوا سابقا لـ"العين الإخبارية" فإن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة واليونان تقطع الطريق أمام الأطماع التركية في سلب غاز منطقة شرق المتوسط، وتضمن أيضا الحقوق الاقتصادية لدول تلك المنطقة.
ويسعى الرئيس التركي إلى التواجد في البحر المتوسط من خلال اتفاقات مشبوهة مع رئيس حكومة الوفاق في طرابلس الليبية فائز السراج تم تدشينها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، لإنشاء منطقة اقتصادية خالصة تمتد من ساحل تركيا الجنوبي على المتوسط إلى الساحل الشمالي الشرقي الليبي، رغم أن جزيرة كريت اليونانية تقع بين الساحلين التركي والليبي، كما تعتبر الاتفاقية منافية لقانون البحار الدولي.
خط أنابيب "اليونان وقبرص وإسرائيل"
في يناير/ كانون الثاني الماضي اتفقت اليونان وقبرص وإسرائيل، على مد خط أنابيب تحت البحر بطول 1900 كيلومتر لنقل الغاز الطبيعي من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا.
تهدف الدول الثلاث للتوصل إلى قرار نهائي بشأن تفاصيل الاستثمار بالمشروع في 2022 وإكماله بحلول 2025.
اليونان تسبق أردوغان
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت شركة إنرجيان اليونانية للطاقة، التي تركز أعمالها على إنتاج النفط والغاز في البحر المتوسط، عن انتهاء 80% من أعمال تركيب الأنابيب وتوصيل الأنظمة الغمرية في مشروع كاريش وتانين بالبحر المتوسط.
وأوضحت الشركة أنه تم البدء في تركيب 3 روافع، والتي ستربط 3 آبار بمشروع كاريش وتانين البحري، بالمرفق العائم لإنتاج وتخزين الغاز، ما يمثل خطوة رئيسية في المشروع.
وأضافت الشركة أنه سيتم بدء تنفيذ خط الأنابيب الخاص بربط المشروع في الربع الرابع من 2020، و من المتوقع اكتماله في الربع الأول من 2021 .
ومن المتوقع أن يكتمل خط الأنابيب بالكامل بما في ذلك هيكل مفتاح الربط (TIM-Water Depth 72m) في الربع الرابع من 2020 طبقا للجدول الزمني .
اليونان تطلب دعم أوروبا
وفي 17 يوليو/ تموز الماضي، أكد نيكوس ديندياس وزير خارجية اليونان، لأعضاء حزب الديمقراطية الجديدة بالبرلمان الأوروبى ضرورة دعم شركاء بلاده في الاتحاد الأوروبي لأثينا في مواجهة استفزازات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال ديندياس: إنه "على شركائنا في الاتحاد الأوروبي أن يتفهموا أن اليونان، وهي عضو في الاتحاد، تواجه سلوكا متصاعدا، ومحاولة من جانب دولة غير عضو بالاتحاد من أجل اغتصاب حقوقها السيادية، وهي دولة في الحقيقة، مرشحة لعضوية اليورو".
اليونان تحشد العالم ضد أردوغان
ويوم 22 يوليو/ تموز الماضي وبعد ساعات قليلة من تصريحات ألمانية منددة بما وصفته "الاستفزازات التركية"، دعت وزارة الخارجية اليونانية إلى "عملية احتجاجية" عالمية ضد تركيا بعد "إعلان أنقرة التنقيب في جزء من الجرف القارّي اليوناني".
واتهمت اليونان، تركيا، بمحاولة التعدي على الجرف القاري التابع لها، في تصعيد خطير للتوتر بين الدولتين.
وتقدمت أثينا باحتجاج لوزارة الخارجية التركية وأبلغت الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بالأمر.
وقالت الخارجية اليونانية "نحن ندعو تركيا إلى وقف هذه النشاطات القانونية التي تنتهك حقوقنا السيادية وتقوض السلام والأمن في المنطقة".
وجاءت تصريحات اليونان آنذاك، بعد أن طالبت الولايات المتحدة تركيا بإلغاء إجراءاتها المتعلقة بعمليات التنقيب بالقرب من جزيرة كاستيليريزو اليونانية في البحر المتوسط.
الاعتداء التركي على "الجرف اليوناني"
ونهاية يوليو/ حزيران الماضي، أطلقت البحرية التركية إخطارا يُعرف باسم "نافتكس".
ويستهدف الإخطار إجراء مسوح اهتزازية في منطقة من البحر تقع بين قبرص وكريت. ويسري هذا الإخطار حتى 20 أغسطس/ آب الجاري.
وتعد تلك المسوح جزءا من العمل التحضيري لعمليات تنقيب محتملة عن الثروات النفطية والغازية.
واكتشفت اليونان أن هذا الإخطار يشمل جزءا من الجرف القاري اليوناني.
اليونان تتأهب عسكريا
دخلت البحرية اليونانية، في نهاية يوليو/ تموز الماضي حالة "التأهب"، بسبب الاستفزازات التركية في شرق المتوسط والتي يعتبرها الاتحاد الأوروبي غير شرعية.
وقال مصدر عسكري يوناني في تصريحات لوكالة فرانس برس، إن البحرية نشرت بوارج عسكرية في بحر إيجة بعد الإعلان عن حالة "التأهب" بسبب الأنشطة التركية للتنقيب عن النفط والغاز.
ووفق المصدر الذي لم تذكر الوكالة اسمه، فقد تم نشر الوحدات البحرية، منذ الثلاثاء 21 يوليو/ تموز الماضي، في جنوب وجنوب شرق بحر إيجة"، دون المزيد من التفاصيل.
ومرارا، أعرب الاتحاد الأوروبي عن عدم رضاه إزاء الاستفزازات التركية غير القانونية والمتمثلة في التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل قبرص بالإضافة إلى تدخلات أنقرة العسكرية في ليبيا.
وفي بيان لها، دعت الخارجية اليونانية، تركيا إلى "وقف هذه النشاطات غير القانونية التي تنتهك الحقوق السيادية وتقوض السلام والأمن في المنطقة".
لكن يبدو أن اتفاق اليوم بين مصر وتركيا لن يكون نهاية بل بداية جديدة للتصعيد من جانب تركيا وأيضا بالمقابل تأهب يوناني على أي استفزازات تركية قادمة، ضمن محاولاتها لسرقة ثروات المتوسط بدون وجه حق.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز