موطن تلميذ المسيح وآلهة الطب والشمس.. تراث اليونان في قوائم يونسكو
يونسكو صنفت 18 موقعا يونانيا ضمن قائمة التراث العالمي منها 16 سجلت على أساس المعايير الثقافية واثنان لتلبية المعايير الثقافية والطبيعية
تزخر اليونان بعشرات المواقع التراثية والأثرية العريقة التي تنتمي أغلبها للحضارتين الإغريقية والرومانية وشيدت قبل آلاف السنين، لكن المدرج ضمن قوائم التراث العالمي أقل من 20 موقعا وتتنوع أماكنها بين الجزر والبر الرئيسي.
ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، صُنف 18 موقعاً يونانياً ضمن قائمة التراث العالمي 16 منها سُجِّلت على أساس المعايير الثقافية، واثنان لتلبية المعايير الثقافية والطبيعية، كما أدرجت 14 موقعاً إضافياً في القائمة المؤقتة.
في هذا التقرير نسلط الضوء على قائمة مواقع التراث العالمي في اليونان وفقا لما ذكرته يونسكو.
أبولو إبيكوريوس في باساي (1986)
شُيِّد المعبد الشهير لـ"إله الشمس الشافي" في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد في عزلة الجبال والتلال، وداخله يوجد أقدم تاج عمود كورنثي تمّ الحفاظ عليه.
أكروبول أثينا (1987)
يجسّد الحضارات والأساطير والأديان التي ازدهرت في اليونان منذ أكثر من ألف سنة، ويضم 4 من أكبر تُحف الفن اليوناني الكلاسيكي، وهي معبد أثينا البارتينون ومدخل الأكروبول بروبيلي ومعبد أركيتون ومعبد الآلهة نيكي.
دلفي (1987)
يشكّل هذا المكان الذي يتناسق مع طبيعة خلابة معنى مقدّسا في القرن السادس قبل الميلاد، ويعد المركز الحقيقي ورمز وحدة العالم الإغريقي القديم.
مدينة رودوس (1988)
عندما احتلّ الصليبيون المدينة منذ عام 1309 أخذوا على عاتقهم مهمة تحويلها إلى مكان حصين قبل أن تخضع تدريجياً للسيطرة التركية والإيطالية. وتشكّل المدينة العليا أجمل المجموعات الريفية العائدة للفترة القوطية وبالتحديد قصر كبار الأسياد والمستشفى وطريق الفرسان.
أما في المدينة السُفلى، فتتعايش الهندسة القوطية مع المساجد والحمامات العامة ومباني أخرى شُيّدت في العهد العثماني.
نصب تسالونيكا (1988)
تسالونيكا مدينة مرفئية تأسست عام 315 قبل الميلاد وهي إحدى أماكن انتشار المسيحية. وتوفّر النصب المسيحية فيها أمثلةً بارزة على الكنائس ذات التصميم المركزي والبازيليكي والمتوسط في خلال فترة تمتدّ من القرن الرابع حتى القرن الخامس عشر.
وتندرج فسيفساء كنائس "لا روتوند" والقديس ديمتريوس والقديس دافيد في عداد المأثورات الكبرى في الفن المسيحي القديم.
إبيدوريس الأثري (1988)
يندرج موقع إبيدوريس على مستويات عدة في تلة بيلوبونيز الصغيرة، وبدأت عبادة "إله الطب أسكليبيوس" في القرن السادس قبل الميلاد، إلا أنّ النصب الرئيسة تعود إلى القرن التاسع، لا سيما مسرحها الذي اعتُبر أحد أبرز مآثر الهندسة اليونانية.
الموقع يعد شهادةً على المراكز العلاجية في العالم الإغريقي-الروماني، بمعابده ومنشآته الاستشفائية المخصّصة للآلهة الشافية للأمراض.
مدينة ميستراس (1989)
شُيّدت المدينة الملقّبة بـ"روعة موريه" في مدّرج يقع حول القلعة التي بناها عام 1249 أمير ولاية أكاييه المدعو جييوم دي فيلاردوين.
وأعاد فتحها البيزنطيون ومن ثم الأتراك والبنادقة ثم هُجرت بالكامل عام 1832، ولم يبقَ منها إلا مجموعة لافتة من الآثار العائدة للقرون الوسطى تقع في مشهد خلاب.
أولمبيا الأثري (1989)
الموقع الموجود في واد يقع في شبه جزيرة بيلوبونيز كان مأهولاً منذ فترة ما قبل التاريخ، وفيه بدأت عبادة الإله زوس منذ القرن العاشر قبل الميلاد، وكان مقام "ألتيس" المخصص للآلهة يضم مجموعة كبيرة من التحف القديمة.
وإلى جانب المعابد هناك آثار لجميع المنشآت الرياضية للاحتفال بالألعاب الأولمبية التي كانت تجري كل 4 أعوام منذ العام 776 قبل الميلاد.
ديلوس (1990)
رأت هذه الجزيرة الصغيرة، الواقعة في أرخبيل السيكلاديز، ولادة الإله أبولون. واستقطب مزارها الحجاج من جميع أنحاء اليونان، ولعب مرفأها دوراً تجارياً ريادياً في غاية الأهمية.
وهي شهادةً فريدة عن الحضارات التي تعاقبت في عالم بحر إيجة من الألف الثالث قبل الميلاد وحتى الحقبة المسيحية القديمة.
ويمتد الموقع الأثري على مساحة كبيرة استثنائية، ويعطي صورة جيدة عن مرفأ كبير متوسطي ومتنوع الأعراق.
أديرة دافني وأوسيوس لوكاس ونيا موني دو شيو (1990)
هذه الأديرة الثلاثة تفصل بينها مسافات جغرافية، الأول يقع في أتيكا بالقرب من أثينا والثاني في الفوكيد بالقرب من دلف والثالث على جزيرة في بحر إيجة بالقرب من تركيا، لكنها تنتمي إلى مجموعة واحدة وتنمّ عن جمالية مشتركة.
وخضعت كنائس هذه المواقع ذات التصميم المركزي التي تدعم قبّتها الواسعة عقود زاوية تحدّد مكاناً مثمّن الزوايا لتزيين خلاب بالرخام بين القرنين الحادي والثاني عشر، إضافة إلى فسيفساء رائعة من ذهب تعبّر كلّ التعبير عن العهد البيزنطي الذهبي الثاني.
بيتاغوريون وهيرايون دي ساموس (1992)
تعاقبت حضارات كثيرة منذ الألف الثالث قبل الحقبة المسيحية في هذه الجزيرة الصغيرة من بحر إيجة، وبقيت بصورة خاصة آثار بيتاغوريون المدينة المرفئية القديمة المحصّنة بنصبها اليونانية والرومانية، وقناة النفق الرائعة، وهيرايون معبد الإلهة هيرا من ساموس.
فرجينا (1996)
اكتشفت أيغاي العاصمة الأولى لمملكة مقدونيا الواقعة على مقربة من فرجينا في شمال اليونان في القرن التاسع عشر، ومن أهمّ آثارها القصر الهائل المزيّن بالفسيفساء والجص الملوّن تزييناً فخماً، والمقبرة الكبيرة التي تضمّ أكثر من 300 جثوة يعود بعضها إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
ومن بين المقابر الملكية التي تضمّها الجثوة الكبرى مقبرة الملك فيليب الثاني الذي غزا مجمل المُدن اليونانية، فاسحاً المجال لابنه الإسكندر ولفتح العالم الإغريقي القديم.
ميسناي وتيرينز الأثرية (1999)
تتوافر في ميسناي وتيرينز الآثار البارزة لإحدى أكبر مدينتين في الحضارة الموكينية التي سيطرت على عالم المتوسط الشرقي من القرن الخامس عشر حتى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، والتي لعبت دوراً أساسياً في تطور ثقافة اليونان الكلاسيكية.
وهاتان المدينتان دائماً متصلتان اتصالاً وثيقاً في الحقبات الهوميرية التي تجسدها ملحمتا الإلياذة والأوديسة، صاحبتا الأثر العميق على الأدب العالمي منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة.
كورا ودير مار يوحنا ومغارة نهاية العالم في باتموس (1999)
تُعرف جزيرة باتموس الصغيرة الواقعة في جزيرة الدودكانيز بأنها المكان الذي وضع فيه القديس يوحنا الحبيب نسخته من الإنجيل وكتاب الرؤيا المعروف بـ"رؤيا يوحنا".
وتأسس في أواخر القرن العاشر دير خُصّص لتلميذ المسيح، ليصبح هذا الدير منذ تلك الفترة وعلى مر العصور مكان حج وتعليم لطائفة الروم الأرثوذوكس. هذا المجمع الكنسي الرائع هو الصرح الطاغي على جزيرة باتموس، ويضمّ موقع كورا القديم المتصل بها العديد من الأبنية الدينية والمدنية.
كورفو القديمة (2007)
تقع المدينة التاريخية في جزيرة كورفو على مسافة من السواحل الغربية الألبانية واليونانية، وتشكل موقعاً استراتيجياً عند مدخل البحر الأدرياتيكي، كما أن جذورها تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
وصمدت الحصون الثلاثة للمدينة، التي صممها مهندسون مشهورون من البندقية، طوال 4 قرون للدفاع عن المصالح التجارية البحرية لجمهورية البندقية ضد الإمبراطورية العثمانية.
وأصلحت الحصون على مرّ الزمن وأعيد بناؤها جزئياً عدة مرات، لا سيما إبان الحكم البريطاني في القرن التاسع عشر.
وترقى البنى النيوكلاسيكية المنتشرة في المدينة القديمة إلى الحقبة الإيطالية (البندقية) في جزء منها، في حين أن البعض الآخر يعود إلى فترة لاحقة، وتحديداً إلى القرن التاسع عشر. ويُعدّ مرفأ كورفو المحصَّن من أبرز المرافئ المتوسطية لما يتصف به من وحدة في البناء وأصالة رفيعة.
فيليبي (2016)
هذا الموقع القديم يصل بين أوروبا وآسيا، وأنشئت المدينة عام 356 قبل الميلاد في زمن الملك المقدوني فيليب الثاني وأخذت بعد ذلك هيئة "روما المصغّرة" مع إنشاء الإمبراطورية الرومانيّة بعد معركة فيليبي سنة 42 قبل الميلاد.
وعليه تم إكمال بناء الآثار الهلينية مثل المسرح الكبير والمعابد بتصاميم ومباني رومانيّة. وبعد ذلك، تتحوّل هذه المدينة إلى مركزاُ للإيمان المسيحي وذلك بعد زيارة بولس الرسول للمدينة عام 49-50 بعد الميلاد. وتشهد آثار الكنائس في مدينة فيلبي على بدايات الديانة المسيحيّة.
مواقع متعددة
تشمل موقعين ضمتهما "يونسكو" في قائمة التراث العالمي بناء على المعايير الثقافية والطبيعية، الأول ميتيورا والثاني جبل آثوس.
الأديرة الأرثوذكسية أو متيورا (1988)
عند أمكنة مكونة من نتوء الصخر الصلصالي استقر رهبان متنسكون على "أعمدة السماء" هذه منذ القرن الحادي عشر.
وفي القرن الخامس عشر ومع عودة روح التنسك من جديد جرى بناء 24 ديراً على الرغم من الصعوبات الجمة.
وتدلّ جداريات هذه الأديرة على حقبة بارزة من تاريخ الرسم التي تلت المرحلة البيزنطية.
جبل آثوس (1988)
يعرف أيضا بـ"الجبل المقدس"، ويشكّل مزارا روحياً أرثوذكسياً منذ العام 1054 ويُحرّم على النساء والأولاد زيارته.
ويتمتع الجبل بإدارة مستقلّة منذ العهد البيزنطي، وهو أيضاً مكان مرموق بالمستوى الرفيع الذي تتحلى به محتوياته الفنية المختلفة. وكان للتصميم الهندسي النموذجي لهذه الأديرة، التي تضمّ عشرون منها 1400 ناسك حتى اليوم، تأثير بلغ روسيا، وقد طبعت مدرسةُ الرسم الموجودة فيه تاريخَ الفن الأرثوذكسي.
قائمة مؤقتة
وضعت "يونسكو" في عام 2014 قائمة مؤقتة بالمواقع التراثية والأثرية اليونانية التي قد تضم للقائمة العالمية، وتشمل:
- التحصينات المحصنة بالجزر الأيونية
- منتزه داديا الوطني
- غابة متحجرة ليسفوس
- موقع لميسيني بيلوبونيز القديمة
- مراكز قصر مينوان
- الموقع الأثري نيكوبوليس
- المنطقة الأوسع لجبل أوليمبوس ثيساليا
- منطقة بحيرات بريسبا
- خوانق السامرة الوطنية بارك
- قلعة سبينالونجا
- الأبراج القديمة لبحر إيجة
- حديقة شمال بيندوس الوطنية
- المسارح اليونانية القديمة