حقيقة الـ"جرين برجر".. ليس موضة مصرية ولا علاقة له بالطعمية
لم يكن الساحل الشمالي بمصر أول مكان يعرف الـ"جرين برجر" على سطح الكوكب
لم يكن الساحل الشمالي بمصر أول مكان يعرف الجرين برجر، فذلك الشاطر والمشطور الذي يطغى على مكوناته اللون الأخضر، عرفته أماكن أخرى حول العالم، حتى أن مطاعم عالمية تحمل اسمه، فقد عرفه الكثيرون قبل أن يتحول على أيدي مصطافي الساحل الشمالي المصري إلى أكبر تقليعة وهاشتاق وتريند على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.
كان أبرز ظهور لساندوتش البرجر الأخضر في المملكة العربية السعودية في العام 2015 بالتزامن مع الاحتفال بالعيد الوطني للمملكة، فقد أعلنت آنذاك إحدى أكبر سلاسل الأكلات السريعة عن نيتها تقديم البرجر الأخضر في المملكة العربية السعودية، على لون علم المملكة، احتفالاً آنذاك بالذكرى الـ83 لتأسيس المملكة العربية السعودية.
واعتادت السلسلة نفسها مشاركة البلاد التي تقدم فيها منتجاتها احتفالاتهم الوطنية، حيث سبق لها وقدمت البرجر الأحمر مع الجبن الأحمر والصوص الحار الأحمر في اليابان، كما سبق وقدمت البرجر الوردي في الصين.
نفس السلسلة التي اعتادت إحداث الطفرات الغريبة، احتفلت بعيد الرعب أو الهالوين بإطلاق البرجر الأسود في 2014 لأول مرة وحسنت مكوناته في العام التالي، البرجر الأسود الذي يعرف بكورو، حيث يقدم مع الخبز الأسود والجبن الملون بفحم الخيزران وكاتشب حبر الحبار.
وفي ديسمبر/كانون أول 2015، قدم مطعم خاص بالبرجر في الإمارات ساندويتش مميزاً بمناسبة الأعياد الوطنية تميز بألوان العلم الإماراتي وبالعلم الصغير الذي تم إضافته أيضاً.
الجرين برجر المصري "مختلف"
الجرين برجر أو ساندويتش الهامبرجر الأخضر الذي عرفه العالم يختلف تماماً عن ذلك الذي استحدثه مصطافو الساحل الشمالي بمصر، فكلاهما عكس الآخر، فذلك الذي عرفه سكان الخليج العربي والعالم، الطحين الذي يُخبز نفسه يحتوي على لون أخضر، بينما الحشو عبارة عن قرص اللحم المُعد لهذا النوع من الوجبات السريع والمتعارف عليه حول العالم، أما الجرين برجر المصري يحافظ فيه جسم الساندوتش على لون الطحين الأبيض المخبوز الطبيعي، بينما الاختلاف في الحشو، فهو محشو بقرص الطعمية الأخضر، وهي أكلة شعبية مصرية معروفة منذ القدم، ومعروفة في باقي دول الإقليم العربي والعالم باسم "الفلافل".
تحويل اسم ساندوتش الطعمية البلدي كما هو معروف في المجتمع المصري إلى ما يسمى بـ"جرين برجر" أثار استياء كثيرين لما فيه مزيد من الانحدار باللغة العربية الفصحى من جانب، وأثار قلق البعض من أن يتم استغلال هذا الاستعراض الجديد للساندوتش التقليدي الرخيص وأن يتحول إلى ساندوتش للأغنياء غالي الثمن، ولكن الأمر لم يقف عنده بعض المتخصصين على أنه مجرد تقليعة!
فأحد المذيعين المصريين المتخصصين في مجال الاقتصاد، تعامل مع التقليعة بطريقة إيجابية، مطلقا من خلال صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، دعوة لاستحداث سلاسل مطاعم على شاكلة سلاسل الوجبات السريعة العالمية، تصنع هذا النوع من الساندوتشات والأكلات الشرقية بنفس المسميات المُبتدعة والتي انتشرت بشكل سريع جداً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثت عنها جميع المواقع الإخبارية، وقال إن السخرية لن تفيد، والأفضل أن نعيد تقديم ما وصفه بـ"الأكل الفلاحي المصري" بطريقة جديدة، مؤكداً أن هذه الطريقة ستستهوي شرائح كبيرة من المستهلكين.
قاموس الساحل الشمالي
لم تكن الطعمية أو الفلافل أو الجرين برجر Green Burger وحده بطل موسم الصيف في مصر، ولكن ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي ما يسمى بقاموس الساحل، يحتوي على بعض المصطلحات التي ينصح الساخرون بالعالم الافتراضي على حفظها عن ظهر قلب لمن أراد أن يقضي ساعات الصيف بالساحل الشمالي -من مقاصد المصطافين في الجمهورية، وباتت تُستخدم هذه المصطلحات في إطار السخرية بشكل واسع جداً.
الجيلي فيش Jelly Fish أو قنديل البحر كان المصطلح الأول الذي راج كثيراً بظهور هذا الكائن البحري على الشواطئ الشمالية وتعرض كثير من المصطافين للدغاتة الحارقة.
تلا ذلك ظهور قبلات الشمس Sun kissed وهو مختصر للحروق والتسلخات الناتجة عن تعرض الجسد للشمس خلال ساعات الصيف لفترات طويلة.
ما زال القاموس عامراً بالمصطلحات الصيفية المبتدعة، فقد تحول الحرنكش – وهو فاكهة بحجم الليمونة الصغيرة معروفة في مصر، تحول إلى "golden berries" وتحولت حلوى الزلابيا ولقمة القاضي إلى golden dounts، أما غزل البنات بات يُعرف بـcotton candy، وتحول الفشار إلى pop corn.
أما نعل البحر فيدُعى في قاموس الصيف بمصر الآن flip flop، والبطن الكبيرة أو "الكرش النسائي" يسمى bump، والرجالي اختاروا له اسم daddy belly، وأصبح اسم حمام السباحة pool.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg جزيرة ام اند امز