ثورة بناء.. الصلب الأخضر يشكل ملامح أوروبا

يمكن الصلب الأخضر أوروبا من تقليل البصمة الكربونية لإنتاج الصلب بالقارة العجوز بشكل كبير من خلال توطين المواد الخام.

فالصلب عنصر رئيسي في عالمنا الحديث، يستخدم في كل شيء من المباني إلى الدراجات-كثيف ثاني أكسيد الكربون، يعد إنتاجه مسؤولاً عن حوالي 5٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الاتحاد الأوروبي وحوالي 7٪ على مستوى العالم.

ونحن بحاجة إلى اتخاذ قفزات كبيرة -قفزات كبيرة ومكلفة ومعقدة- مع مكاسب ضخمة للصلب الأخضر، ونحتاج إلى اتخاذ خطوات أصغر وأسهل وأسرع للحصول على فولاذ أكثر اخضرارا.

ويمكن أن يكون للتحسينات الإضافية أيضا تأثير كبير بينما تكون بسيطة وغير مكلفة في وضعها موضع التنفيذ، مثال على ذلك هو تحسين كفاءة الاحتراق: عندما تخلط الكمية المناسبة من الأكسجين بالغاز الطبيعي، تحصل على اللهب الأزرق الساخن والنظيف لموقد حديث، بدلاً من اللهب الأصفر السخام لموقد غير منظم.

• ماذا يخبئ المناخ للغابات؟.. الكوكب في خطر
• في أزمة تلوث الهواء.. من الجاني؟
  

الصفقة الخضراء في أوروبا تطلق شرارة العمل

التحول إلى الصلب الأخضر في أوروبا يعد صفقة كبرى، وتحث الصفقة الأوروبية الخضراء الصناعات على فحص عملياتها وسلاسل التوريد من أجل فهم أفضل لمكان حدوث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وكيفية تقليص البصمة الإجمالية، تعد التكنولوجيا محركا رئيسيا في ذلك، حيث تساعد الشركات على جمع البيانات التي تحتاجها، ليس فقط من عملياتها الخاصة، ولكن أيضًا من تلك الموجودة في سلسلة التوريد بأكملها، تحتاج الشركات إلى البيانات لمعرفة خطواتها، تأخذها في الاتجاه الصحيح.

بالنسبة لصناعة الصلب، تأتي أكبر قفزة في التخضير من مصادر الطاقة وطرق الإنتاج مع مستقبل يتطلع إلى تقنيات الكربون الخفيف، مثل إنتاج الحديد المخفض المباشر الذي يعمل بالهيدروجين (DRI) على عكس الأفران العالية التي تعمل بالفحم (BM).

يعتمد حوالي 60٪ من إنتاج الصلب في أوروبا على إنتاج الحديد BF من خام الحديد، حيث ينتج طن من الفولاذ حوالي 1.9 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. تأتي نسبة 40٪ المتبقية من إنتاج الصلب في أوروبا من الحديد المباشر الذي يعمل بالغاز الطبيعي، ويستخدم البعض مادة الخردة المعاد تدويرها كمواد وسيطة، مما ينتج عنه 1.4-0.4 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من الفولاذ. الأهم من ذلك أن هذه العملية الدائرية التي تستخدم المواد المعاد تدويرها أكثر اخضراراً، لكن المعدن الناتج يعتبر أقل شأناً وهو مناسب فقط لتطبيقات معينة.

الهيدروجين الأخضر هل يساعد الصلب الأخضر؟

يتطلب تحقيق أكبر قفزة في مجال الصلب الأخضر استبدال الغاز الطبيعي في مصنع الاختزال المباشر بالهيدروجين. لكن ليس فقط أي هيدروجين، يجب أن يكون هيدروجين "أخضر". اليوم يتم إنتاج الغالبية العظمى من الهيدروجين في عملية تستخدم الغاز الطبيعي، يُعرف هذا باسم الهيدروجين "الرمادي"، لتخضير مصنع DRI حقاً يجب تغذيته بالهيدروجين الأخضر.

يركز إنتاج الصلب من الجيل التالي في أوروبا على ما سبق، الهدف هو سد فجوة حوالي 1.3 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من الفولاذ، من المتوقع أن يتطلب هذا التحول الضخم أكثر من 180 مليار يورو من الاستثمار في مصانع الصلب والمحللات الكهربائية للهيدروجين ومصادر إضافية للطاقة المتجددة.

ويتطلب حشد رأس المال ذلك -خاصة في بيئة عالية التكلفة- شبكة معقدة من الدعم الحكومي والجرأة التجارية، وجار العمل على ذلك إلا أنه سيستغرق سنوات.

الخطوات التي يمكن اتخاذها:

تستخدم Aethel Mining التي تدير ثاني أكبر رواسب حديد في أوروبا برنامجاً من Dorae -مبتكر عالمي للمنتدى الاقتصادي العالمي ورائد تكنولوجي سابق- لإدارة الكثير من عملياتها اليومية وجهود تخطيط منتجاتها.

استخدمت Aethel Mining المعلومات التي التقطتها مع Dorae، كل شيء بدءاً من ساعات عمل الماكينة إلى نتائج المختبر والحركات اللوجستية، لحساب البصمة الكربونية لعملياتها وتلك الخاصة بمسارات التوزيع المحتملة، مقارنة بسلاسل التوريد الأخرى للصلب.

وقد تم اكتشاف أن البصمة الكربونية لإنتاج الصلب الأوروبي يمكن تقليلها بشكل كبير من خلال توطين المواد الخام.

على الجانب الآخر يتم إنتاج الكثير من الفولاذ عالمياً في الصين، بالإضافة إلى الطاقة المطلوبة لتحويل خام الحديد إلى حديد وبدوره إلى صلب، يجب أن يصل الخام إلى مكان المعالجة، تستغرق رحلة سفينة Capesize ذهاباً وإياباً التي تسير بخطى فعالة والتي تحمل خام الحديد من البرازيل إلى الصين حوالي 90 يوماً، وتحرق ما يقرب من 3500 طن متري من زيت الوقود، وهذا يعادل حوالي 10.5 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون للرحلة و0.11 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من المعدن المنتج من الخام.

قد لا يكون خفض عبء الانبعاثات قفزة كبيرة، لكنها خطوة ذات مغزى، من خلال توفير خام الحديد من قلب أوروبا يمكن لشركة Aethel Mining توفير ثاني أكسيد الكربون في إنتاج الصلب الأوروبي، ورغم ذلك فإن 0.11 طن هو جزء بسيط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تستهدفها الطاقة الجديدة والبنية التحتية الصناعية.