المياه الخضراء.. الحاضر الغائب في قضايا تغير المناخ
إذا كتبت على محرك البحث "غوغل" كلمة "المياه الخضراء" فإن النتائج جميعها ستنحصر في الحديث عن مياه "رادياتير" السيارات.
وإن فكرت في البحث باللغة الإنجليزية فلن تحصل على عدد كبير من النتائج عن هذا النوع من المياه، والذي لا يحظى بالاهتمام الكافي، رغم أنه الأكثر تأثرا بتغير المناخ.
والمياه ذات المورد الحيوي، الذي يعني الحياة، يقسم إلى 3 أنواع، هي الزرقاء والرمادية والخضراء، حيث توجد الأولى في البحيرات والأنهار والخزانات، فهي ما تراه في الأراضي الرطبة، أو يمكن ضخه من طبقات المياه الجوفية السطحية، وتستخدم في العديد من الأغراض، بما في ذلك مياه الشرب، كما أنها تستخدم كمياه ري للزراعة، حيث تستخدم الزراعة حوالي 70٪ منها.
وبسبب الحاجة لمزيد من المياه الخضراء وما يتم استهلاكه منها ويتحول إلى مياه الصرف الصحي، فإن هناك محاولات لمعالجتها وإعادة استخدامها مجددا، وهو ما يطلق عليه "المياه الرمادية".
وكلا النوعين سواء الزرقاء أو الرمادية تناولهما الكثير من الدراسات، لكن "المياه الخضراء" لم تحظ بنفس الاهتمام، وهي المياه المتوفرة في التربة للنباتات والكائنات الحية الدقيقة في التربة، فهي التي تمتصها الجذور وتستخدمها النباتات، ثم تطلق مرة أخرى إلى الغلاف الجوي من خلال عملية النتح.
ويقول محمد أبوعلم، أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة أسيوط "جنوب مصر" لـ"العين الإخبارية"، إن "عوامل مختلفة تحدد كمية المياه اللازمة لنمو النبات، مثل درجة الحرارة، وكمية الشمس والرياح، ومدى جفاف الهواء، وهذه العوامل تغير كمية المياه الخضراء التي يحتاجها المحصول، وبالتالي كمية الري التي قد تكون مطلوبة، بالإضافة إلى هطول الأمطار في المنطقة، والهدف العام هو الحصول على فائدة أكبر لكل قطرة ماء وتقليل الحاجة إلى الري".
ويوضح أن "بعض الحلول لجني المزيد من المياه الخضراء تتمثل في تقليل الحرث واستخدام محاصيل التغطية، ويمكن لمحاصيل الغطاء تظليل التربة وتقليل فقد المياه من سطح التربة".
ويضيف أبوعلم أنه "بالمثل، فإن ممارسات عدم الحراثة تترك بقايا المحاصيل على التربة وتمنع التبخر، كما تمنع محاصيل التغطية وممارسات عدم الحراثة تآكل التربة والجريان السطحي عن طريق تثبيت التربة في مكانها وتشجيع التربة على امتصاص المياه".
وكانت قمة المناخ "COP27" في نوفمبر/تشرين الثاني بمدينة شرم الشيخ المصرية قد شددت على أهمية تلك المياه من خلال جلسة خاصة، أكد فيها بشير إمام، المستشار الإقليمي لعلوم المياه بمكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، أن هذا المصدر للمياه سيكون الأكثر تأثراً بتغير المناخ.
وقال إن زيادة معدلات الجفاف بسبب تأثيرات الاحترار العالمي ستنعكس سلبا على وفرة المياه الخضراء، مما يؤدي بدوره إلى استنزاف التربة الزراعية، التي تم استنزاف 35 مليار طن منها منذ الثورة الصناعية.
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز