مبعوث ترامب في إسرائيل خلال أيام وسط حراك لإحياء السلام
جهود فرنسية لجمع عباس ونتنياهو إلى طاولة المفاوضات، وأخرى عمانية، إلى جانب جهود مصرية للمصالحة والتهدئة
يعود مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث للاتفاقيات الدولية جيسون جرينبلات إلى إسرائيل على وقع مساع دولية لإعادة استئناف المفاوضات "الفلسطينية-الإسرائيلية".
وجرينبلات هو أحد أعضاء الفريق الرئاسي الأمريكي، الذي يترأسه مساعد الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، المكلف بوضع خطة سلام أمريكية.
وقال جرينبلات، في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، صباح الخميس، "اتطلع إلى العودة إلى إسرائيل هذا الأسبوع كجزء من التزامنا بالمشاركة الإيجابية"، ولم يكشف عن برنامج جرينبلات في إسرائيل ولكن من المرجح أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكانت القيادة الفلسطينية جمدت اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المحتلة.
وقال مسؤول فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العين الإخبارية" إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض في الأشهر الأخيرة طلبات أمريكية عديدة لعقد لقاءات معه أو مع مسؤولين فلسطينيين كبار.
وأضاف المسؤول في مكتب الرئيس الفلسطيني:"مطلوب من الإدارة الأمريكية أن تقبل بحل الدولتين على أساس قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية قبل استئناف الاتصالات السياسية معها".
وتأتي زيارة جرينبلات على وقع حراك سياسي واسع في محاولة لإعادة استئناف المفاوضات "الفلسطينية-الإسرائيلية".. فقد قام المستشار الدبلوماسي للرئاسة الفرنسية أوريليان ليشفليبر بزيارة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، أمس الأربعاء، التقى خلالها مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين.
وفي مدينة رام الله التقى المبعوث الفرنسي مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي أبلغه إن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يستمران بمحاولاتهما تدمير حل الدولتين، واستبداله بفرض الحقائق على الأرض في سياسة ممنهجة لمخالفة القانون الدولي".
وقال مسؤول فلسطيني لـ"العين الإخبارية" إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يبحث إمكانية عقد لقاء يحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو في إطار منتدى "باريس للسلام" الذي يبدأ 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري ويستمر لمدة يومين.
وكان الرئيس الفلسطيني وافق في مرات سابقة على اللقاء مع نتنياهو في إطار مبادرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولكن نتنياهو رفض هذه المبادرة مشترطا أن تأتي الدعوة للقاء من الإدارة الأمريكية، فيما كان الفلسطينيون أعلنوا أن الإدارة الأمريكية لم تعد تصلح للقيام بدور الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد قراراتها بشأن القدس واللاجئين.
وتحاول فرنسا، منذ أكثر من عام، عقد مؤتمر دولي بمشاركة الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة إطلاق المفاوضات المتوقفة منذ العام 2014 بين الطرفين.. وبموازاة الجهد الفرنسي فقد وصل إلى رام الله، أمس الأربعاء، مبعوث سلطان عمان وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي.
وسلم بن علوي الرئيس الفلسطيني رسالة من السلطان قابوس تتعلق بزيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان.
وكان نتنياهو قام الجمعة الماضي بزيارة إلى مسقط التقى خلالها بالسلطان قابوس حيث جرى البحث في الجمود الذي يعتري المفاوضات "الفلسطينية-الإسرائيلية".. وسبق ذلك بعدة أيام زيارة قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى سلطنة عمان، وتحاول سلطنة عمان إيجاد السبل التي تمكن من استئناف المفاوضات "الفلسطينية-الإسرائيلية".
وفي ظل كل هذه التطورات يصل عباس إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، غدا الجمعة، للمشاركة في افتتاح الدورة الثانية من "منتدى شباب العالم" استجابة لدعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال السفير الفلسطيني بالقاهرة دياب اللوح، في بيان وصل لـ"العين الاخبارية"، إن الترتيبات جارية لعقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني مع نظيره المصري، للتباحث حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي زيارة عباس إلى مصر في وقت يواصل فيه وفد أمني مصري برئاسة مسؤول ملف فلسطين في المخابرات العامة المصرية اللواء أحمد عبد الخالق زياراته إلى قطاع غزة.. ويسعى الجانب المصري إلى التوصل لصيغة مقبولة للأطراف تسمح بتحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية والتهدئة في قطاع غزة مع إسرائيل.
ولكن مسؤول كبير في حركة "فتح" قال لـ"العين الإخبارية" إن حركة (حماس) تريد التهدئة مع إسرائيل ولا تريد المصالحة الفلسطينية، بينما نحن نقول إن المصالحة ستؤدي إلى تهدئة في إطار جهد فلسطيني جماعي وليس حزبيا.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، "سيستمع الرئيس عباس من الرئيس المصري إلى نتائج الجهد المصري ونأمل أن يتكلل بالنجاح".
وتابع المسؤول الفلسطيني، سيطلع الرئيس عباس نظيره المصري على الجهود المبذولة من قبل فرنسا وسلطنة عمان؛ وعلى نتائج الاجتماع الأخير للمجلس المركزي الفلسطيني.
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA= جزيرة ام اند امز