لأول مرة أمام COP28.. التحقق من الإبلاغات الوطنية بالأقمار الصناعية
تعتمد العديد من دول العالم، عند إعداد تقاريرها الوطنية الطوعية للإبلاغ عن جهود الحد من التغيرات المناخية، على بيانات إحصائية تفصيلية.
إلا أن الكثير من الدول عادةً ما تواجه بعض التحديات في إعداد تلك التقارير، بسبب نقص البيانات والخبراء، الأمر الذي لفت الانتباه إلى إمكانية استخدام بعض الأقمار الصناعية في التحقق من مدى دقة البيانات الواردة في التقارير الطوعية، من خلال قياس تقديرات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
بدأ استخدام الأقمار الصناعية، والتي تُعرف باسم "السواتل الفضائية"، في قياس مستويات الانبعاثات الحرارية من الفضاء، في عام 2002، عن طريق القمر الأوروبي البيئي (ENVISAT)، إلى أن بدأت اليابان في تطوير منظومة أقمار (GOSAT)، إضافة إلى المنظومة الأمريكية (OCO-2).
يتضمن مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، الذي تنطلق فعالياته بعد أقل من أسبوع، جلسة خاصة بعنوان "مساهمة سلسلة سواتل (GOSAT) في رصد غازات الدفيئة وملوثات الهواء من أجل التنمية المستدامة، وذلك يوم 9 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقبل أيام من مؤتمر الأطراف، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة نهاية الشهر الجاري، كشفت دراسة حديثة عن استخدام منظومة الأقمار اليابانية في التحقق من صحة البيانات الواردة في التقرير الصادر عن سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، بطريقة أكثر فاعلية من حيث التكلفة ودقة البيانات.
تطابق بيانات الأقمار الصناعية والقياسات التقليدية
اعتمد باحثون من اليابان ومنغوليا على منظومة أقمار (GOSAT) في تنفيذ أول مثال في العالم، لدمج تقديرات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المستندة إلى الأقمار الصناعية، ضمن التحديث الثاني لتقرير الإبلاغ الوطني الطوعي (BUR2)، الذي قدمته منغوليا إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
تظهر الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة (Scientific Report)، وجود تطابق كبير بين البيانات التي توفرها منظومة الأقمار المتطورة الخاصة برصد غازات الاحتباس الحراري، مع القيم الفعلية الواردة في الإبلاغ الطوعي، الذي قدمته حكومة منغوليا إلى سكرتارية الاتفاقية منتصف الشهر الجاري.
- أوروبا وتغير المناخ.. الحرارة القاسية تصعد الملف إلى صدارة الأولويات
- أوروبا وتغير المناخ.. الحرارة القاسية تصعد الملف إلى صدارة الأولويات
وخلال عام 2023، قدمت العديد من البلدان تقارير الإبلاغات الطوعية بشأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وجهودها الوطنية للحد من الانبعاثات الحرارية الناجمة عن الأنشطة البشرية، والتي تعتبر سبباً رئيسياً في تزايد حدة التغيرات المناخية، وتفاقم التداعيات الناجمة عنها.
قام فريق من الباحثين في جامعة "تشو" اليابانية، ومعهد المعلومات والبحوث للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا والبيئة في منغوليا، ووزارة البيئة والسياحة في منغوليا، بقيادة الباحث الياباني ماساتاكا واتانابي، بتطوير نهج يستخدم عمليات رصد الأقمار الصناعية للغازات الدفيئة (GHGs) في الغلاف الجوي.
الطبيعة الجبلية في منغوليا
يقول البروفيسور واتانابي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الدراسة اعتمدت على قياس انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن قطاع الطاقة في منغوليا بدقة، من خلال تطوير نظام هجين، عن طريق دمج نماذج النقل الجوي، والتحليل العكسي، والأساليب الاجتماعية والاقتصادية، التي تقدر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على المستوى الوطني، بالاستفادة من بيانات منظومة سواتل (GOSAT).
ويوضح قائد فريق الدراسة أن هذا النظام الهجين يستفيد من مزايا "النهج التصاعدي" التقليدي، الذي يستخدم البيانات الإحصائية، والنهج "من أعلى إلى أسفل"، الذي يستخدم بيانات الأقمار الصناعية، بهدف التحقق من مدى توافق بيانات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في منغوليا، كما يحددها النظام الهجين، مع القيم التي تم الحصول عليها باستخدام الأساليب الحالية، لتقييم مدى فعالية هذا النهج الجديد.
وجرى تطبيق نظام القياسات الجديد، الذي يدمج بين بيانات الأقمار الصناعية وبيانات محطات القياس الأخرى في منغوليا، نظراً لأنها من المناطق ذات طبيعة جغرافية خاصة، حيث تنتشر بها تضاريس جبلية معقدة، والتي قد تؤثر على قياسات غازات الدفيئة، ومستوى انعكاس درجة الحرارة.
aXA6IDE4LjExOC4zMC4xMzcg جزيرة ام اند امز