علينا أن نواجه تلك الأقلام وأن نرفض تلك الوصاية الخبيثة المقنعة والتي تستتر خلف أجندات باتت واضحة ظاهرها الخير وباطنها الشر.
لعل تلك القوانين والنظم التي أوجدت الوصاية ارتكزت فيما مضى على أسباب جعلت من الوصاية مطلباً ملحاً لظروف تتطلب دوراً فاعلاً يكون حلاً لمعضلة ما، وكان لابد من إسناد هذا الدور لشخص تنطبق عليه شروط الوصاية، شروط تضمن ألا يحيد الوصي عما سيسند إليه من مهام والتزامات سيكون ملزماً بها أمام الله وأمام المجتمع وأمام نفسه.
إلى هنا لن نختلف على دور الوصي المهم في تحقيق المصلحة العامة أو الخاصة لكننا أمام مشكلة وصاية من نوع آخر ألا وهي الوصاية الخبيثة التي يريد بها البعض بث أفكاره وسمومه من خلال شعارات برّاقة كاذبة، شعارات تبدأ برسم صورة المدافع الذي استل سيفه للذود عن هذه الدولة أو تلك، فارس ثأر بنخوة العرب والذي لم يرتضِ ألا يفزع لأبناء عمومته أو جيرانه للدفاع عنهم فعين نفسه وصياً على تلك الدولة فيشتم هذا وذاك ويسيء حتى لأبناء تلك الدولة التي من المفترض أن يدافع عنها فهو العالم المتقن وهو الجهبذ الذي يعلم ما لا يعلمه أبناء تلك الدولة والمقيمين على أرضها بل أن القدرة الخارقة لذاك الوصي بلغت به مبلغاً من العلم والفراسة بأن صار يعرف ويكتشف ما لم تكتشفه الأجهزة الأمنية لتلك الدولة وكأنه قارئ للفنجان أو زرقاء اليمامة فيروج لمؤامرة ضد تلك الدولة التي يصرح بقوتها لكنه يفوقها قوة باكتشافه لتلك المؤامرة في تناقض عجيب!
أهل مكة أدرى بشعابها، مثل قديم ودارج ضرب به أصحاب الوصاية الخبيثة عرض الحائط فصار (شعاب مكة نحن أدرى بها من أهلها) وحقيقة الأمر أن أولئك ما هم إلا أصحاب أقلام مأجورة وأقلام تدور في سوق النخاسة علها تجد من يشتريها أو يساوم عليها فالشواهد كثيرة في أن تلك الأقلام جف حبرها في الدفاع عن أوطانها بينما سال مدادها للدفاع عن أوطان لا تنتمي لها ولا تربطها بها علاقة حب أو ولاء وانتماء، والأدهى من ذلك أن نفس تلك الأقلام كانت تسيء لتلك الدول وقادتها ورموزها وفي تحول مفاجئ لا مبرر له أصبحت تنشد الفخر والتمجيد لأوطان لطالما تكالبت عليها وأمعنت في الإساءة لها.
علينا أن نواجه تلك الأقلام وأن نرفض تلك الوصاية الخبيثة المقنعة والتي تستتر خلف أجندات باتت واضحة ظاهرها الخير وباطنها الشر الذي تحاول به تفريق الصف وزعزعة العلاقات التي ما أن تزداد قوة بين الاشقاء إلا وثار غيض تلك الأقلام المأجورة لنشر سمومها وخبثها الذي يصبح مكشوفاً أكثر فأكثر مع مرور الأيام فللأوطان من يدافع عنها من الشرفاء الذين لم تتلون أقلامهم وللأوطان من أبنائها من هم أجدر وأحق بالدفاع عنها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة