3 خطايا للفيلسوف جوارديولا يدفع ثمنها السيتي
جوارديولا يقترب من ختام موسم كارثي مع السيتي لا يوازي راتبه الضخم والأحلام التي بنيت مع قدومه، وذلك بسبب 3 اخطاء.. تعرف عليها.
نتائج جوارديولا مع مانشستر سيتي وأخرها الخروج المبكر من دوري الأبطال الأوروبي وهي البطولة التي جاء الفيلسوف الإسباني خصيصا من أجل المنافسة الجادة عليها، ومن أجلها أصيح أغلى مدرب كرة قدم في العالم، وقبلها فقدان فرصة المنافسة على لقب الدوري أصابت كثيرين بالحيرة.
هل المشكلة في جوارديولا نفسه أم أن إمكانيات مانشستر سيتي لا تسمح له بأفضل مما يتحقق مع المدرب الإسباني عملا بالحكمة القديمة التي تقول "ليس في الإمكان أبدع مما كان".
قبل الاستفاضة في تفصيل الخطايا التكتيكية والفنية التي وقع فيها بيب الشهير مع المان سيتي، اعتقد أن على أحد ما التذكير بأن الرجل الإسباني المهذب حصل على سمعة تفوق بكثير قدراته الحقيقية، ربما لا ينافسه في ذلك سوى البرتغالي المتعجرف جوزيه مورينيو الذي منح نفسه لقب سبيشيال وان "بالعافية" على طريقة الزعماء الديكتاتوريين في دول العالم الثالث.
بيب حقق أبرز إنجازاته مع جيل استثنائي في برشلونة لا يزال يواصل تحقيق الإنجازات والمعجزات بعد رحيل جوارديولا، بينما الأخير لم يحقق خارج جدران الكامب نو ما يشفع لتصنيفه ضمن المدربين العظاء، فهو تسلم بايرن ميونيخ بطلا للثنائية المحلية ودوري أبطال أوروبا، فحقق الدوري في مواسمه الثلاثة مع الفريق الألماني بحكم الفروق الفنية والمادية الشاسعة التي تفصل بايرن عن منافسيه المحليين.
لكنه في المقابل أخفق في الحفاظ على لقبه الأوروبي أو حتى بلوغ النهائي طوال 3 مواسم.
أبرز خطايا جوارديولا مع السيتي وقبله بايرن ميونيخ يمكن إجمالها فيما يلي:
- أنه يضع معيار الحب والكراهية للتعامل مع لاعبيه، وهو ما كلفه خسارة نجم بحجم يايا توريه في السيتي دون أن يجد له بديلا، كما كاد أن يخسر أجويرو هداف الفريق طوال السنوات الماضية لولا إصابة خيسوس المفاجئة، وقبلهما ضحى بجو هارت الحارس الأساسي للفريق ومنتخب إنجلترا ليأتي بالتشيلي كلاوديو برافو بدعوى إنه يجيد التمرير بعكس هارت.
نفس المعيار تسبب في فقدان بايرن ميونيخ وقبله لاعبين مهمين تم دفعهم للرحيل بعدما انقطعت سبل التواصل الإنساني بينهم وبين المدرب وشعروا بأنهم غير مرغوب فيهم، مثل ماريو جوتزه نجم المنتخب الألماني في مونديال البرازيل وشفانيشتايجر ومانزوكيتش.
أما في برشلونة فقد شملت القائمة رونالدينيو ديكو البرتغالي ويايا توريه نفسه، ثم ابراهيموفيتش وايتو، وإن كان الفارق أن الإنجازات الكبيرة التي كان البارسا يحققها وقتها غطت على أخبار الخلافات.
- الخطأ الثاني أن جوارديولا كمدرب لا يملك عينا فاحصة في اللاعبين الجدد وبالتالي اعتاد شراء لاعبين بمبالغ باهظة دون أن يستفيد منهم.
فعل ذلك في السيتي عندما تعاقد مع جون ستونز بمبلغ 47 مليون إسترليني ليجعله أغلى مدافع في إنجلترا دون أن يقدم ما يشفع له ذلك حتى الآن، وقبله استقدم برافو لمجرد أنه حارس برشلونة واستبعد حارس إنجلترا الأساسي فكان التشيلي سببا في كثير من الأهداف الساذجة التي أفقدت الفريق كثيرا من النقاط.
في بايرن ميونيخ جلب العديد من اللاعبين أخفق معظمهم في فرض نفسه على التشكيلة الأساسية مثل الحارس ريينا والمهدي بنعطية وخوان بيرنات، بل وحتى تياجو ألكانتارا نفسه الذي كان أول لاعب جلبه للفريق من برشلونة لم يكن يوما من أعمدة الفريق البافاري.
نفس الأمر فعله في برشلونة حيث استقدم هليب وسيدو كايتا وأندرادي وغيرهم وكلهم لم يقدموا ما يستحقون عليه اللعب أساسيين في فريق بحجم برشلونة.
- الخطأ الثالث أن جوارديولا غير قادر على التكيف مع طبيعة الفرق التي يدربها وطبيعة الكرة في الدول التي تنشط بها، وإنما هو ينقل فكره التكتيكي لأي مكان يذهب إليه وهو فكرة "التيكي تاكا" التي لم يكن هو مبتكرها بالمناسبة وإنما سبقه لويس أراجونيس مدرب منتخب اسبانيا الفائز بيورو 2008.
هذا الجمود التكتيكي (من وجهة نظري المتواضعة) يجعل موسم بيب الأول مع أي فريق تجريبيا، مثلما حدث مع بايرن ميونيخ (فوزه بالسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية لم يكن مقياسا للقوة بفضل الفروق الفنية الكبيرة بين بايرن ومنافسيه) وهو ما يحدث حاليا في السيتي، والذي أعتقد أن بيب سيتغلب عليه بجلب لاعبين يتماشون مع تكتيكه مهما كلف ذلك من أموال، عملا بالمثل الشعبي المصري "شراء العبد أسهل من تربيته"، وللحديث بقية.