لم يكن إطار العلاقة بين الشقيقتين الإمارات والسعودية لينجح لولا استناده إلى الروابط التاريخية والأخوة والعلاقات المشتركة بين الشعبين.
المملكة العربية السعودية موطن الرسالة النبوية المطهرة ومسرى الرسول الكريم، وهي أرض الحرمين الشريفين وثاني القبلتين، هي أرض زمزم وسادة قريش والصحابة الأوائل، هي أرض الشعر وعكاظ والمربد، هي أرض الفرسان الذين ملأوا الأرض عدلاً، وجعلوا من عبدة الأصنام والأوثان مؤمنين بالله الواحد الأحد، هي أرض الشريعة السمحاء التي نبذت الظلم، وجعلت تحية الناس تبدأ بالسلام عليكم، وما أروع نهج السلام! هي أرض تعبدت وتشبعت بدم الأبطال الذين حملوا راية الإسلام الحنيف، هي أرض باركها الرب فجعل بيته مزاراً للحجيج من كل العالم حتى قيام الساعة.
نعم هي عمود الخيمة الخليجية والعربية؛ ولذلك بدأت تطالها سهام الحاقدين والمغرضين، ولكن فألهم سيخيب ولن ينالوا إلا الخسران والخذلان، وتبقى علاقتنا هي الأقوى، فيد الله دائماً مع الجماعة، وبعونه ينتصر الحق على الباطل، وعاشت إماراتنا وعاشت مملكتنا ودام عزك يا وطن
ومهما قلت وعدّدت فلا ينتهي وصف تلك الأرض التي شرفها الله بنبيه الكريم ورسالته العظيمة، ومجد الانتقال من عصر الجاهلية والظلام إلى عهد النور والإيمان. والمملكة اليوم دولة قوية على المستوى العربي والإقليمي والعالمي، بما خصها الله من ثروة وموقع مهم ومكانة دينية، ومن قادة كانوا ولا يزالون حافظي عهد الإسلام حتى سمّي الملك بلقب (خادم الحرمين الشريفين).
وفي ظل عصرنا الحالي الذي يموج بالتنافسات السياسية والصراعات الدولية والعرقية والمذهبية، وفي ظل الأطماع التي تهيمن على الكثير من أنظمة المنطقة والعالم، والجهل الذي يتحكم في هذه الأنظمة.. في هذا العصر برزت دولتنا دولة الإمارات العربية المتحدة كقوة ذات أبعاد سياسية واقتصادية يعززها موقعها الجغرافي المهم، فتجلت بحضورها العربي والعالمي المؤثر، كما تصاعد الحضور السياسي والاقتصادي للمملكة العربية السعودية، فرأت القيادتان أنْ لا مناص من العمل لتشكيل قوة عربية فاعلة ضد القوى المخربة أو الطامعة.
وهكذا بدأ التنسيق الاستراتيجي بين أكبر قوتين خليجيتين وأكبر اقتصادين خليجيين بهدف تعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية في إطار كيان قوي متماسك، ومن استراتيجية الحزم إلى خلوة العزم كانت العزيمة عزيمة قادة أبطال وضعوا نصب أعينهم حماية أمن دول الخليج العربية بإعادة الشرعية اليمنية ومعالجة أزمة قطر، ثم تفعيل الأهداف الاستراتيجية الأخرى وصولاً للتكامل الاقتصادي والاستثمار الأمثل للموارد والطاقات في جميع المجالات.
ولم يكن إطار هذه العلاقة بين الشقيقتين الإمارات والسعودية لينجح لولا استناده إلى الروابط التاريخية والأخوة والعلاقات المشتركة بين الشعبين الإماراتي والسعودي، فهما شعبان متحابّان متقاربان في الفهم والتراث والأصالة والوعي، وبين الكثير منهم قرابة نسب ومصاهرة.
لقد نجحت العلاقات بين البلدين وأعطت الكثير من ثمارها على جميع محاورها الرئيسية، وسجلت الشراكة التجارية تبادلاً تجارياً بلغ العام الماضي 23 مليار دولار، كما بلغ عدد السائحين من المملكة إلى الإمارات ستة ملايين سائح لهذا العام.
إضافة إلى مئات المشاريع الاستثمارية التي تحققت بفعل التنسيق المشترك بين البلدين، كذلك انتعشت العلاقات الأخوية والمبادرات المشتركة ثقافياً ومجتمعياً.
لقد كان وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، للمملكة العربية السعودية دقيقاً وجلياً حين قال: «إن دولة الإمارات آمنت دائماً بأن المملكة العربية السعودية هي عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات وغيرها من دول التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى، وهذا ما يؤكد التنسيق الاستراتيجي الكبير بين البلدين على المستويات كافة وفي المجالات كلها».
نعم هي عمود الخيمة الخليجية والعربية؛ ولذلك بدأت تطالها سهام الحاقدين والمغرضين، ولكن فألهم سيخيب ولن ينالوا إلا الخسران والخذلان، وتبقى علاقتنا هي الأقوى، فيد الله دائماً مع الجماعة، وبعونه ينتصر الحق على الباطل، وعاشت إماراتنا وعاشت مملكتنا ودام عزك يا وطن.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة