مؤامرة ضد المصالحة الخليجية.. إساءات إعلام قطر تتواصل
حملة منظمة مليئة بالافتراءات والإساءات يشنها إعلام قطر وتقودها قناة "الجزيرة" ضد دول الرباعي العربي المقاطع للدوحة.
وتصاعدت وتيرة تلك الحملة منذ إعلان الكويت 4 ديسمبر / كانون الأول الجاري عن مباحثات "مثمرة" في إطار المصالحة الخليجية، وهو ما يعني أنها تستهدف بشكل واضح إفشال جهود الكويت، وعرقلة سبل الوصول لحل للأزمة.
ومن خلال رصد "للعين الإخبارية" لمحتوى وسائل إعلام قطر أو الممولة منها وبخاصة قناة "الجزيرة" ، على مدار الأيام القليلة الماضية، يلاحظ أن تلك الحملة تستند على عدة محاور أبرزها:
المحور الأول: توجيه جميع برامج قناة "الجزيرة" وما يدور في فلكها نحو هدف محدد تسعى لتكريسه وعرضه باستمرار والإلحاح فيه، هو وجود خلاف بين دول الرباعي العربي بشكل عام وبين السعودية والإمارات بشكل خاص، في ملف المصالحة الخليجية.
المحور الثاني: حملة تشويه وإساءات منظمة لرموز وقادة دول الرباعي العربي وخصوصا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
المحور الثالث: محاولة خلط متعمد لمسارات الأمور على غير الحقيقة، عبر الهجوم المتواصل على معاهدات السلام مع إسرائيل، وربط ذلك بمسار الأزمة الخليجية، في تزييف واضح للأحداث ومحاولة تضليل متعمدة.
المحور الرابع: وجود محاولة تحريض منظمة ضد سياسات الدول الأربع واستمرار التدخل في شؤونها والتحريض على سياساتها، على خلفية أحكام قضائية صادرة في تلك الدول، أو سياساتها لدعم وأمن واستقرار المنطقة من خلال التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
المحور الخامس: الاستمرار القطري في تطبيق نهج "رمتني بدائها وانسلت"، وذلك عبر رمي جيرانها باتهامات باطلة محاولة لدرء عن نفسها ما تنتهجه من سياسات، حيث يقوم إعلام قطر بكل ما من شأنه عرقلة المصالحة الخليجية، ثم ترمي بتلك الاتهامات الدول الأخرى.
تلك المحاور اتضحت بشكل جلي في حلقة برنامج "فوق السلطة" المذاع على قناة الجزيرة يوم 4 ديسمبر الجاري، أو الحلقة التي تلتها من البرنامج نفسه في 11 ديسمبر الجاري، أو في برنامج "سيناريوهات" قبل يومين.
أيضاً برنامج "سباق الأخبار" أمس الأحد، أو في كل برامج ونشرات القناة ومنصاتها على مواقع التواصل وموقعها الإلكتروني، أو خلال تغطية جريدة "الشرق" القطرية، أو موقع "الخليج أونلاين" الممول من قطر.
مؤامرة ضد الرباعي العربي
في 4 ديسمبر/ كانون الأول الجاري ، كشف وزير الخارجية الكويتي وزير الإعلام بالوكالة الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح، عن مباحثات "مثمرة" في إطار المصالحة الخليجية.
وقال، في بيان، ألقاه عبر تلفزيون الكويت، إنه في إطار جهود المصالحة التي سبق أن قادها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، واستمراراً للجهود التي يبذلها حالياً الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة لحل الأزمة، فقد جرت مباحثات مثمرة خلال الفترة الماضية.
وكانت دول الرباعي العربي، قاطعت قطر في يونيو/حزيران 2017، وقدمت قائمة مطالب لتصحيح مسار الدوحة السياسي عبر وساطة كويتية لكن تلك الجهود تعثرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وعقب البيان الكويتي، أكدت دول الرباعي العربي مرارار وتكرارا وحدتهم وأنها "على قلب رجل واحد"، وأن هناك اتفاقا وتوافقا كاملا فيما بينها حول ما يتعلق برؤيتها لحل أزمة قطر وتحقيق المصالحة الخليجية، إيمانا منها بأهمية هذا الأمر للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
كما أكدت أن المملكة العربية السعودية تتحدث بلسان جميع الدول الأربع، وإن هناك ثقة إماراتية مطلقة في المملكة العربية السعودية وحكمة قيادتها، للعمل على مصالح أمن واستقرار المنطقة.
ورغم أن تلك التأكيدات جاءت بشكل واضح على لسان الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تغريدة له عن عن موقف بلاده من المصالحة الخليجية يوم 8 ديسمبر الجاري، يلاحظ وجود حملة منسقة داخل قناة الجزيرة للترويج عن شائعات حول وجود خلافات بين الدول الرباعي العربي بشأن تلك المصالحة.
بل أن تغطية القناة تجاوزت ذلك وسعت إلى محاولة التآمر على تلك العلاقات القوية ومحاولات بث الفتنة بينهم، عبر الترويج – كذبا- بأن العلاقات بينهم ليست تكامل وتعاون وتنسيق، بل هي علاقة تبعية وخضوع.
ورغم أن جميع تلك البرامج صادرة عقب إعلان الموقف الإماراتي الذي أعلنه الدكتور محمد بن أنور قرقاش، في تغريدة له، حيث قال بشكل واضح:" تثمن الإمارات جهود الكويت الشقيقة والمساعي الأمريكية نحو تعزيز التضامن في الخليج العربي، وتدعم المساعي السعودية الخيرة وبالنيابة عن الدول الأربع، وتؤكد على أن علاقات مجلس التعاون مع مصر الشقيقة ركن أساسي في المحافظة على الأمن العربي واستقرار المنطقة، وتتطلع إلى قمة خليجية ناجحة"، إلا أن كان هناك تجاهل واضح للتنويه عن الموقف الإماراتي أو عرضه بشكل خاطف وإعادة توجيهه بما يحقق الأهداف الخبيثة للقناة.
كما تضمنت تلك التغطية وخصوصا برنامج "فوق السلطة" إساءات واضحة ومستفزة لرموز وقادة دول الرباعي العربي وعلى رأسهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
مذيع "الجزيرة" محمد كريشان وضيفه القطري المؤيد للنظام ماجد الأنصاري، رئيس ما يسمى بـ"أكاديمية قطر للدراسات الأمنية" كان يلح على إيصال تلك الرسائل في برنامج "سيناريوهات" ، بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك زاعمين أن الرياض ستنجز المصالحة مع قطر بغض النظر عن مواقف الأطراف الأخرى.
كما جاء التقرير الذي بثه برنامج "سباق الأخبار" كذكل ليلح على المعني نفسه، مشيرا إلى بأن مزاج العاصمتين أبو ظبي والقاهرة معاكسا لمزاج الرياض في حل الأزمة الخليجية.
كما وضح أيضا في تقرير فوزي بشرى- المشهور بإساءاته لدول الرباعي العربي- عن تطورات الأزمة الخليجية والذي تم بثه مرارا في نشرات الجزيرة خلال الأيام القليلة الماضية.
التدخل في الشئون الداخلية
أيضا واصل إعلام قطر التدخل في الشئون الداخلية لدول الرباعي وانتقاد أحكام قضاية صادرة فيها والتحريض الغربي عليها، كما حدث في النبش في قضية صادة حكم قضائي بشأنها من 3 سنوات في الإمارات، أو قضية جديدة في السعودية، ووصل التحريض مداه ضد مصر على خلفية قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.
كما واصل إعلام قطر الهجوم على سياسات دول التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، كما في موقع الخليج أونلاين الممول قطريا، والذي احتفى بروايات حوثية حول هجمات مزعومة على السعودية وروج لها.
وإيغالا منه في تعميق الأزمة، أطلقت قناة "الجزيرة" برنامج جديد لهذا الغرض يحمل اسم "المتحري" ستبث أولى حلقاته مساء اليوم الأحد.
وتزعم قناة الجزيرة أنها ستكشف في برنامج المتحرّي في ملفه الأول ما تسميه خفايا وكواليس التمدد الإماراتي على ساحل البحر الأحمر في اليمن.
رمتني بدائها وانسلت
استمرار الإعلام القطري في تطبيق نهج "رمتني بدائها وانسلت"، وذلك عبر رمي جيرانها باتهامات باطلة محاولة لدرء عن نفسها ما تنتهجه من سياسات.
وبدلا من الإشادة بموقف البحرين وحكمتها في التعامل مع استفزازات قطر، واستهداف زوارقها، لم تخجل جريدة "الشرق" القطرية في عددها الصادر اليوم، من اتهام البحرين بأنها تحاول تعكير أجواء المصالحة الخليجية التي سممها إعلام الدوحة بمؤامراته.
وعلى النهج نفسه سار موقع الخليج أونلاين متهما إعلام الإمارات بتعكير أجواء المصالحة الخليجية.
ففي إطار تمسكها بسياستها الاستفزازية تجاه البحرين والسير عكس تيار التهدئة بالخليج رغم التحذيرات المتكررة، عاودت قطر العبث بأمن المنطقة، بعد قيام دوريات أمن السواحل بإيقاف طراد بحريني في منطقة "فشت الديبل" وإحالتهم للمحاكمة في الدوحة.
واقعةٌ حذرت على إثرها وزارة الداخلية البحرينية، أمس السبت، قطر من استمرارها في الممارسات الاستفزازية ضد الصيادين البحرينيين.
إجراءات قطرية رأت فيها المنامة عداء واضحاً ضد المواطنين البحرينيين في أرزاقهم، ما دفعها للتأكيد على الاحتفاظ بحق الرد فيما تراه مناسبا.
سلوك قطري ليس جديدا على الدوحة التي أقدمت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي على التحرش بزورقين بحرينيين وتوقيفهما، في خطوة لا يمكن تبريرها ولا تفسيرها إلا بأنها تأتي في إطار فقدان نظام الحمدين البوصلة الموجهة لسياساته، والسباحة ضد تيار مصالحه.
كما أن المسئول القطري أحمد بن سعيد الرميحي مدير المكتب الاعلامي في وزارة الخارجية القطري، روج لتك الإساءات ، بعد أن أعاد تغريد تغريدة لإعلامي مؤيد للنظام القطري يوجه فيها إساءات لنظام البحرين ويتهم أنها يقوم بها " بأوامر " من طرف ثالث سعيا لإفشال المصالحة الخليجية..
الهجوم على معاهدات السلام.. وخلط الأوراق
أيضا واصلت قناة "الجزيرة" عبر قناته وموقعها الإلكتروني ومواقع التواصل الهجوم على معاهدات السلام الإماراتية البحريني مع إسرائيل، ومحاولة خلط الأوراق وربطها بالأزمة الخليجية ، فتارة تزعم أنها تستقوي بتلك العلاقاة وترفض المصالحة الخليجية، وتارة تقيم مقارنات في غير محلها أنهم يقيمون علاقات مع إسرائيل ويرفضون إقامة علاقات مع قطر.
ويتجاهل إعلام قطر حقائق ووثائق وشهادات تتوالى تباعا تميط اللثام عن علاقة قطر السرية بإسرائيل وتكشف تفاصيل مؤامرتها على القضية الفلسطينية على مدار ربع قرن.
مؤامرة بدأت منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده وتوليه الحكم عام 1995، ومستمرة حتى اليوم في عهد أمير قطر الحالي تميم بن بن حمد آل ثاني.
المقارنة التي يجب أن يعقده إعلام قطر هي بين الدبلوماسية الواقعية والسياسة العقلانية التي تنتهجها الإمارات، في مقابل انتهازية ومتاجرة بالقضية الفلسطنية دأبت عليها الدوحة.
فهناك فرق بين دولة تتاجر بالقضية منذ 25 عاما، وعرضت مرارا وتكرارا تطبيعا مجانيا بلا مقابل، فكرست الانقسام الفلسطيني وأسهمت تدخلاتها في خسائر متلاحقة لقضية العرب الأولى وتراجع الاهتمام ببحث حلول لها دوليا، وأخرى قامت بإنجاز تاريخي عبر توقيع معاهدة سلام أنقذت بموجبها أكثر من 30% مما تبقى من أرض فلسطين من أن يتم ضمه والاستيلاء عليه.
فرق بين سياسة إماراتية واضحة تقول في العلن ما تردده في السر، وأخرى قطرية متناقضة تزعم الدفاع عن القضية الفلسطينية في العلن وتبيعها بلا ثمن في الغرف المغلقة، وبأسلوب الصفقات، عبر زيارات سرية لإسرائيل.
وكان المحلل السياسي السعودي سعود الريس قد أكد في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" قبل أيام، أن القيادة القطرية السابقة والحالية تعمل وفق أجندة تضر بالعمل العربي المشترك، فعندما يتم استهداف السعودية ومصر ودول الرباعي العربي بشكل عام، بما يمثلونه من ثقل وأهمية فهي تستهدف العالم العربي برمته.
وبين أن كل هذه الدلائل والشواهد تؤكد أن قطر لا زالت تدعم الإرهاب وتعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتابع:" للأسف مازالت قطر مستمرة في نفس السياسات، فالإعلام القطري، ما زال يستهدف دول الرباعي العربي ومكوناتها، ويسعى للتشكيك في إنجازاتها، وجولة قصيرة في قناة الجزيرة تؤكد هذا الأمر".
وفي رده على سؤال حول إمكانية إتمام المصالحة، قال الريس:" قطر تدرك أنها فقدت الكثير نتيجة المقاطعة بسبب سياساتها، وإذا أرادت العودة إلى الحضن العربي والخليجي والإسلامي عليها مراجعة سياساتها مراجعة حقيقية".
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg جزيرة ام اند امز