سبب جديد لضرورة «بسترة» الحليب.. القضاء على فيروس إنفلونزا الطيور

اكتشف علماء في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وهو جزء من المعاهد الوطنية للصحة بأمريكا، أن المعالجة الحرارية تقلل بشكل كبير من كمية فيروس إنفلونزا الطيور ( H5N1) المعدي في الحليب الخام.

وبقيت كميات صغيرة من الفيروس في الحليب الخام عند البسترة عند درجة حرارة 72 درجة مئوية (161.6 درجة فهرنهايت) لمدة 15 ثانية، وهي إحدى طرق البسترة القياسية المستخدمة في صناعة الألبان.

تؤكد الدراسة، التي نشرت اليوم في مجلة "نيو إنجلاند الطبية"، أن هذه النتائج تستند إلى ظروف تجريبية خاضعة للرقابة ولا تكرر بشكل كامل عمليات البسترة الصناعية واسعة النطاق.

وفي أواخر مارس/آذار 2024، تم الإبلاغ عن فيروس إنفلونزا الطيور شديد الإمراض، H5N1، بين أبقار الألبان في تكساس، ما أثر على 95 قطيعا من الماشية في 12 ولاية، وتم الكشف عن 3 إصابات بشرية بين عمال المزارع المصابين بالتهاب الملتحمة.

وعلى الرغم من أن الفيروس لم يُظهر القدرة على الانتشار من شخص لآخر، فإن مسؤولي الصحة العامة يراقبون الوضع عن كثب كجزء من جهود الاستعداد للوباء.

ونظراً للبيانات المحدودة حول قابلية فيروس إنفلونزا الطيور على الصمود مع بسترة منتجات الألبان، سعى علماء المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في مختبرات روكي ماونتن إلى قياس ثبات الفيروس في الحليب الخام في ظل ظروف البسترة الشائعة.

وتم عزل الفيروس من أسد جبلي ميت في مونتانا، وتم مزجه مع عينات الحليب الخام، ومعالجته بالحرارة عند 63 درجة مئوية (145.4 درجة فهرنهايت) و72 درجة مئوية لفترات مختلفة، ثم تم زراعة العينات للكشف عن أي فيروس حي متبقٍ.

وأظهرت النتائج انخفاضا كبيرا (1010 أضعاف) في مستويات الفيروسات المعدية خلال 2.5 دقيقة عند 63 درجة مئوية، ومع البسترة القياسية بالجملة لمدة 30 دقيقة من المتوقع القضاء على الفيروس.

وعند 72 درجة مئوية، لوحظ انخفاض بمقدار 104 أضعاف في غضون 5 ثوانٍ، على الرغم من بقاء كميات ضئيلة من الفيروس بعد 20 ثانية في واحدة من ثلاث عينات.

وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن "هذه النتيجة تشير إلى احتمال أن تظل كمية صغيرة ولكن يمكن اكتشافها من فيروس H5N1 معدية في الحليب بعد 15 ثانية عند 72 درجة مئوية إذا كانت مستويات الفيروس الأولية مرتفعة"، وشددوا على ضرورة تكرار هذه النتائج باستخدام معدات البسترة التجارية.