العصابات ترتع في هايتي.. وانتقادات لقوة الشرطة الدولية
في حين تحاول السلطات في هايتي استعادة النظام، استولى مسلحون على منطقة رئيسية في العاصمة بورت أو برنس.
بعد منتصف الليل اقتحم العشرات من أفراد العصابات يحملون بنادق الكلاشينكوف والأسلحة البيضاء أحد آخر معاقل الأمن في العاصمة، وهو حي سولينو، حيث أحرق مسلحون المنازل وأطلقوا النار بعنف في الهواء، في حين فر السكان سيرا على الأقدام حاملين ما يمكن حمله من أغراض، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وفي منطقة كوكيو المجاورة، قفز فيليسين دورسيفا، مدرب ملاكمة (45 عاماً)، من فراشه وشاهد بحراً من النازحين يتدفقون إلى الحي بحثاً عن مأوى وهم يهتفون "استيقظوا! استيقظوا! استيقظوا! اللصوص قادمون!".
وبعد 6 ساعات من بدء الهجوم، حاول سكان كوكيو حماية المنطقة فكانت كومة من الأثاث الخشبي تم إنقاذها من منزل في سولينو مرتكزة على جدار على الطريق الصخري المتعرج عبر المنطقة، ووقف رجل يحمل سكيناً طويلاً ليحرس أحد مداخلها.
وفي كريست روي القريبة تم إنشاء حاجز من سيارتين محطمتين لمنع العصابات من التقدم أكثر.
ومع ارتفاع أعمدة الدخان الأسود من حطام منازل سولينو المشتعلة، انتشرت مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تظهر أعضاء العصابة من التحالف الإجرامي المعروف باسم " Viv Ansanm" أو (العيش معًا) وهم يتجولون في المنطقة وهم يهتفون "إذا لم تكن معنا سنحرقك حتى تتحول لرماد".
وقال دورسيفا للغارديان "أشعر بالعجز.. لدي زوجة وأطفال ولا يمكنك حماية أسرتك لأن هؤلاء ليسوا أشخاصاً عاديين.. إنهم مسلحون بشكل كبير.. يمكنهم اغتصاب زوجتك أو قتل أطفالك... كل يوم، كل شهر، كل عام، أصبحت العصابات أكثر قوة".
انتقل دورسيفا للمنطقة قبل 14 عاما عندما دمر أحد أسوأ الزلازل في التاريخ منزله وقتل عشرات الآلاف من الناس ويخشى أن يتم تهجيره مرة أخرى إذا واصلت العصابات سيطرتها على العاصمة التي تسيطر على 85% منها بالفعل واعتبر أن الوضع "أسوأ بكثير" من الزلزال قائلا "هذه حرب أهلية".
كانت العصابات المسلحة قد شنت قبل 8 أشهر تمردا أطاح برئيس الوزراء وأطلق سراح أكثر من 4600 سجين وأغلق المطار وقطع العاصمة عن العالم.
وقبل ساعات قليلة من الهجوم على سولينو، استدعى رئيس المجلس الرئاسي المؤقت ليزلي فولتير، الصحفيين إلى دار ضيافة حكومية أنيقة بمناسبة مرور 6 أشهر على تولي الحكومة المؤقتة السلطة، حيث قال "لقد أوكلت إلينا الدولة المسؤولية العظيمة المتمثلة في تحقيق حلم شعب بأكمله".
وتعهد فولتير بالعمل على إنقاذ هايتي من حالة الارتباك والركود و"الانهيار شبه الكامل" لمؤسساتها.
وبينما كان فولتير يتحدث، كان زعماء العصابات على بعد أميال قليلة يستعدون لشن هجومهم الأخير على سولينو، وهو حي استراتيجي في قلب العاصمة، ومن شأن السيطرة على المنطقة أن تجعل العصابات أقرب إلى المناطق الأكثر ثراءً التي لا تزال في أيدي السلطات.
لقد أدى العنف إلى نزوح حوالي 700 ألف شخص في جميع أنحاء هايتي، وفقًا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، مع إجبار 10 آلاف شخص على مغادرة منازلهم في العاصمة خلال الأسبوعين الماضيين فقط معظمهم من سولينو والمنطقة المحيطة بها.
وكان من المفترض أن يتحسن الوضع الأمني في بورت أو برنس مع وصول قوة شرطة متعددة الجنسيات في يونيو/حزيران الماضي لاستعادة القانون والنظام.
وخلال الأسبوع الذي قضاه فريق "الغارديان" في عاصمة هايتي لم يكن هناك أي علامة على وجود القوة الأجنبية التي تقودها كينيا، ففي الليل والنهار كان من الممكن سماع صوت إطلاق النار في مختلف أنحاء المدينة.
ولا تزال مساحة كبيرة من المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي عبارة عن مدينة أشباح يخشى السكان وقوات الأمن على حد سواء السير فيها.
وقال ضابط شرطة كبير "أشعر بالارتباك"، معترفاً بأن قواته تفتقر إلى التسليح اللازم لاستعادة السيطرة.
وأضاف أن العصابات أوقفت هجماتها مؤقتا بعد وصول الشرطة الأجنبية، لكنها استأنفت هجماتها عندما رأت العدد القليل للقوات.
وتابع "لقد رأوا أن الأمر كان مجرد لعبة أطفال" في حين اعتبر ضابط كبير آخر الجهود الأجنبية لإحلال السلام مجرد "مزحة".
aXA6IDMuMjMuMTAxLjYwIA== جزيرة ام اند امز