نصف تريليون دولار.. شهية نهمة تجاه السندات العالمية منذ بداية 2023
يمكن وصف بداية 2023؛ بالأفضل والأقوى لعائدات السندات العالمية؛ حيث تسهم في تغذية منجم غير مسبوق لبيع أدوات الديون.
وذلك من قبل الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم بأكثر من نصف تريليون دولار.
من البنوك الأوروبية إلى الشركات الآسيوية وصولًا إلى السندات السيادية للدول النامية، يزدهر كل ركن من أركان سوق الإصدارات الجديدة تقريبًا، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى ارتفاع السندات العالمية بنسبة 4.1% مع بداية العام الجاري، وهو أفضل أداء وفق البيانات التي تعود إلى عام 1999.
وبحسب وكالة "بلومبرغ" للأنباء، تجد الجهات المقترضة التي تتطلع للحصول على تمويل جديد بعد رفض طلباتها في معظم الفترات خلال 2022، بشكل مفاجئ، مستثمرين لديهم شهية لا نهاية لها على ما يبدو لمنح القروض، وسط مؤشرات على تراجع التضخم وتحرك البنوك المركزية نحو تقليص أكثر عمليات تشديد للسياسة النقدية حدة منذ جيل.
جاذبية الأصول ذات الدخل الثابت
بالنسبة إلى الكثيرين، تبدو الأصول ذات الدخل الثابت جذابة بشكل متزايد، بعدما أدى التراجع التاريخي خلال العام الماضي إلى ارتفاع العوائد لتسجل أعلى مستوياتها منذ 2008، خصوصاً أن احتمال حدوث تباطؤ في الاقتصاد العالمي، يتيح إمكانية تحقيق المزيد من المكاسب.
لقد ساعد الطلب الزائد على الإصدارات الجديدة وانخفاض امتيازات الإصدارات الجديدة والتدفقات الأكبر إلى السندات الأمريكية ذات الدرجة الاستثمارية منذ أكثر من 17 شهرًا، في أن يكون الاقتراض في يناير/كانون الثاني الجاري الأكثر نشاطاً على الإطلاق.
ووصلت قيمة الإصدارات العالمية من السندات الحكومية وسندات الشركات من الفئة الاستثمارية ودون الدرجة الاستثمارية بمختلف العملات، إلى 586 مليار دولار حتى 18 يناير/كانون الثاني 2023، فيما تعد أكبر حصيلة على الإطلاق لهذه الفترة، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
وتتوقع "بلومبرغ إنتليجنس" أن تحقق السندات الأمريكية ذات الدرجة الاستثمارية عائداً بـ10% هذا العام، بعد أسوأ أداء لها منذ نصف قرن في 2022.
ويتجاوز هذا العائد ضعف توقعاتها للديون من الدرجة دون الدرجة الاستثمارية في الولايات المتحدة، حيث غالباً ما تستفيد السندات عالية الجودة أكثر من السندات دون الدرجة الاستثمارية عندما يتباطأ نمو الاقتصادات.
وفقاً للمحللين، قد ترتفع السندات المصدرة باليورو في الأسواق الناشئة ومن الدرجة الاستثمارية بنسبة 8% و4.5% على التوالي.
أوروبا تحطم الأرقام القياسية
واتسم الارتفاع في مبيعات السندات عالميًا في بداية العام بالتفاوت. أدى إصدار السندات باليورو إلى تحطيم الأرقام القياسية، وارتفع بحوالي 39% مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".
وتظهر البيانات أن مبيعات السندات المقوّمة بالدولار تقترب من الوتيرة القوية تقريباً التي شهدها العام الماضي.
وقادت المؤسسات المالية، كقطاع، زمام عمليات إصدار السندات عالمياً منذ بداية 2023، حيث تجاوزت المبيعات حتى تاريخه 250 مليار دولار.
فيما ارتفعت مبيعات السندات لأجل ثلاث سنوات أو أقل، بأكثر من 80% إلى 138.5 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها قبل عامين فقط، بعد أن زادت العوائد في 2022. على النقيض من ذلك، تراجع إصدار السندات ذات آجال استحقاق 10 سنوات أو أكثر.
aXA6IDE4LjIyMS4xOTIuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز