حماس تتحدث عن إطلاق سراح 45 معتقلا وفتح تحذر من "المناورة"
قالت حماس إنها أفرجت، اليوم الخميس، عن 45 معتقلا في سجونها بقطاع غزة، في خطوة لم تُبلغ بها حركة فتح التي طالبت بإطلاق سراح جميع المعتقلين.
إفراجٌ منقوص.. هكذا تراه حركة فتح في ظل وجود 80 من أعضائها والأجهزة الأمنية، زجّت بهم حماس في سجون تمارس فيها أشكالا مختلفة من الانتهاكات بحق الخصوم، منذ انقلابها على السلطة الوطنية، بقطاع غزة، صيف 2007.
وهو ما لخصه عضو المجلس الثوري لحركة فتح والناطق باسمها، إياد نصر في تصريحات إذاعية، أشار فيها إلى أنه لم يتم إبلاغهم بقرار الإفراج عن هؤلاء المعتقلين أو أية كشوف بأسمائهم.
وفي بيان صادر عن حركة فتح، وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، قال نصر "نحن في الحركة تابعنا منذ الصباح تصريح داخلية حماس حول الإفراج عن معتقلين لديها".
مضيفا "ننفي نفيا قاطعا علمنا بالإفراج عن أبنائنا المعتقلين السياسيين في سجون حماس، ولم يتم تزويدنا بأية كشوف للمعتقلين".
وفيما قالت حماس إن الإفراج عن هؤلاء المعتقلين يأتي "في إطار تعزيز وتهيئة الأجواء الداخلية لإجراء الانتخابات العامة"، زعمت أن "كل القضايا التي تمت معالجتها هي جنائية أمنية، ولا علاقة لها بالنشاط السياسي أو الحزبي، أو التعبير عن الرأي".
وفي تعليقه على بيان حماس، شدد القيادي الفتحاوي على أنه "لا يجوز الحديث عن معتقلين جنائيين أمنيين وفي نفس الوقت يتم الحديث عن الإفراج عنهم في ظرف سياسي متعلق بالمرسوم الرئاسي للحريات"، منتقدا إصدار أحكام بالسجن على عدد منهم يوم أمس.
وأمس الأربعاء، أصدرت محكمة تديرها حركة حماس في غزة، أحكاما بالسجن على مجموعة من كوادر فتح العاملين في الأجهزة الأمنية.
أحكام جاءت بعد خمسة أيام من مرسوم أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإطلاق سراح المحتجزين والموقوفين والمعتقلين والسجناء على خلفية الرأي أو الانتماء السياسي.
وجاء المرسوم استعداداً للانتخابات التشريعية التي ستجري في الثاني والعشرين من مارس/آذار المقبل، والتي ستعقبها انتخابات رئاسية في 31 يوليو/تموز من نفس العام.
وفي هذا الصدد، حذر نصر من المناورة في ملف الاعتقال السياسي، مؤكدا أن ذلك "قد يشكل عقبة في طريق العملية الانتخابية، سيما أن هذا الملف تم الإجماع في لقاء الحوار الوطني بالقاهرة على إغلاقه وتهيئة الأجواء المناسبة لممارسة الحريات والعمل السياسي".
واعتبر أن "حالة الإنكار أو المناورة في هذا الملف قد تعطي مؤشرات غير مريحة تجاه النوايا للانخراط في العملية الديمقراطية من طرف حركة حماس".
وطالب القيادي الفتحاوي جميع أطراف اجتماع القاهرة بمعالجة ملف الاعتقال السياسي وفق ما تم الاتفاق عليه وطي هذا الملف للأبد.
وعبّر عن أمله في أن تتم العملية الانتخابية بجميع مراحلها دون أن تشوبها أية عوائق، إلى جانب تهيئة الظروف وتطبيق ما صدر عن المراسيم الرئاسية التي صدرت بناء على مخرجات الحوار الوطني.