مليشيا الحوثي تشن حملة قمع ضد كوادر المؤتمر
المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ انتقد انتهاكات مليشيا الحوثي، ووصفها بأنها مخالفة للقانون الدولي، كما طالب بوضع حد لذلك الإرهاب.
تتعرض قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام لحملة قمع غير مسبوقة من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية، ردا على انتفاضة صنعاء التي أعلنها الحزب مطلع الشهر الجاري، في مشهد مشابه للفاشية الإيرانية ضد خصومهم.
وخلال الـ10 الأيام الماضية كانت منازل قيادات حزب المؤتمر في العاصمة صنعاء عرضة لمداهمات واقتحامات لم تتوقف، وانتقد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ تلك الانتهاكات، ووصفها بأنها مخالفة للقانون الدولي، كما طالب بوضع حد لذلك الإرهاب.
وقال ولد الشيخ، في بيان صحفي، إن "ما يجري حاليا في صنعاء غير مقبول ومخالف للقانون الدولي العام، ويجب وضع حد فوري لما يتعرض له قادة المؤتمر الشعبي العام والناشطون وأسرهم من تعنيف وترهيب".
ومن المرجح أن قيادات حزب المؤتمر قد وضعت ولد الشيخ أمام جملة من الانتهاكات التي تحصل في صنعاء، وسط تعتيم إعلامي وحقوقي لتلك الجرائم منذ أكثر من 10 أيام.
تفجير منازل وتصفية مشايخ
وفقا لمصادر حقوقية وحزبية لـ"بوابة العين" الإخبارية فقد تعرض عدد من منازل قيادات حزب المؤتمر والزعماء القبليين الذين شاركوا في انتفاضة صنعاء لعمليات تفجير غير مسبوقة وتصفية تلك القيادات ونهبها.
وذكرت المصادر أن أكثر من 25 منزلا تم اقتحامها في صنعاء تعود لقيادات حزب المؤتمر، كما تم تفجير 20 منزلا لمشايخ قبيلتين في محافظتي عمران وحجة، اللتين شاركتها في الانتفاضة بقوة وطردت المليشيا من أراضيها مطلع ديسمبر.
وأشارت المصادر إلى أن مصير عدد من القيادات المؤتمرية، وعلى رأسها عضو البرلمان عن الحزب عبدالرحمن الأكوع، والذي كان من أشد المناهضين للجماعة، لا يزال غامضا، إضافة إلى قيادات الصف الثاني.
وفي محافظة حجة أشارت المصادر إلى أنه تم تصفية 12 شيخا، فيما لا يزال مصير الشيخ علي حميد جليدان غامضا، وكذلك الشيخ "فهد دهشوش".
ولم تسلم النساء والأطفال من الفاشية الحوثية، وحسب المصادر، فقد أدخل الحوثيون مليشيا نسائية إلى منازل قيادات المؤتمر اعتدت بالضرب على نسائهم وقامت بترويع الأطفال بحجة البحث عن أسلحة، في أسلوب ترهيب مخالف للقوانين والأعراف اليمنية التي تجرم الاعتداء على النساء.
مصادرة الممتلكات
لم تكتفِ مليشيا الحوثي بتصفية واعتقال قيادات المؤتمر بل قامت بنهب منازلهم والتفاخر بتوثيق ذلك عبر مقاطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، وقال ناشطون، إن مليشيا الحوثي قامت بنهب غرف نوم الأطفال ومقتنيات تقليدية وسيارات من أكثر من 30 منزلا بصنعاء، عدد منها يعود لأسرة الرئيس الراحل" صالح" وأبناء شقيقه.
وذكر الناشطون لـ"بوابة العين" الإخبارية أن الملابس الشخصية للعميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق صالح، تمت مصادرتها من قبل أحد القيادات الأمنية الحوثية.
وقال ناشط إن حملة القمع الكبيرة والتعتيم الإعلامي تشابه القمع الذي تمارسه السلطات الإيرانية ضد خصومها والتنكيل بهم، دون أي يتم ظهور تلك الانتهاكات إلى وسائل الإعلام أو المنظمات الدولية.
وأشار إلى أن هناك إرهابا ممنهجا وحملة انتقام وحقدا من قبل أتباع إيران.
واعترفت الجماعة بتلك الاقتحامات، وذكر القيادي حسين العزي في تغريدة له على تويتر، أن تم اقتحام 15 منزلا فقط، وأنهم كانوا متسامحين مع قيادات حزب المؤتمر، ولم يسعوا للانتقام.
إقامة جبرية
وضعت مليشيا الحوثي قيادات حزب المؤتمر أمام خيارين، إما التصفية أو فرض الإقامة الجبرية، وأجبرت عددا منهم على إصدار بيانات تؤيد خطواتهم في القمع واجتثاث حزب المؤتمر.
وظهر ما يسمى بوزير الخارجية هشام شرف، ورئيس البرلمان يحيى الراعي، وهما من أشد المقربين للرئيس السابق صالح، مجتمعين مع قيادات حوثية خلال اليومين الماضيين، في مشهد يكشف عن حجم القمع الذي تمارسه المليشيا ضدهم.
aXA6IDE4LjE4OC45Ni4xNyA= جزيرة ام اند امز