"الحريديم" يخوضون حرب رفض الخدمة العسكرية في إسرائيل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجد نفسه مضطراً لإرضاء أحزاب ائتلافه الحكومي ولذلك بتفادي حسم الموقف إزاء قضية الحريديم.
ما تلبث ثورات المتدينين "الحريديم" اليهود ضد الشرطة الإسرائيلية تهدأ حتى تنفجر من جديد مع كل استدعاء لأحدهم لأداء الخدمة العسكرية.
- إسرائيل للمهاجرين الأفارقة: الترحيل أو السجن
- إنذار إسرائيلي بإخلاء تجمع سكاني فلسطيني تنفيذا لمخطط (E1)
آخر هذه المواجهات كانت في ساعات ليل أمس عندما اشتبك المئات من المتدينين اليهود مع عناصر الشرطة الإسرائيلية في القدس وفي مدينة "بني براك" حيث وقعت أعنف المواجهات.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 33 مشتبها "بالقيام بأعمال شغب وإخلال بالنظام "في إشارة إلى قيامهم بإغلاق شارع عام في "بني براك"، وهي المدينة التي يقطنها المتدينون اليهود.
ولا يرفض "الحريديم" الخدمة في الجيش لأسباب تتعلق بممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وإنما لأنهم يعتقدون أن مهمتهم في هذه الحياة هي تعلم الدين اليهودي وتكريس حياتهم له.
وخلافا لليهود غير المتدينين الذين يلتحق عشرات الآلاف منهم سنويا بالخدمة العسكرية فإن تقديرات إسرائيلية تشير إلى أن عدد "الحريديم" في الجيش لا يزيد عن عدة الأف.
وتم إعفاء "الحريديم" من الخدمة العسكرية منذ إقامة دولة إسرائيل وبدلا من ذلك فإنهم يدرسون التوراة في معاهد دينية ويحصلون على مخصصات مالية من الحكومة لهذه الغاية.
ويمثل "الحريديم" نحو 10 % من عدد السكان اليهود في إسرائيل.
وعلى مدى الأشهر الماضية تحول حي "مئة شعاريم" في القدس الغربية ومدينة " بني براك" في وسط البلاد إلى ساحات مواجهة، خاصة ليلا، بين المتدينين وعناصر الشرطة الإسرائيلية.
وتتزامن هذه المواجهات مع اعتصام العشرات من المتدينين بجوار مكتب التجنيد العسكري في القدس الغربية.
وكان "الحريديم" دعوا إلى يوم غضب احتجاجا على استدعاء أفراد منهم للتجنيد واعتقال آخرين كانوا رفضوا التجنيد.
واستنادا إلى الشرطة فإن عددا من عناصرها أصيبوا في المواجهات وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
ومع ذلك فقد أعلن المتدينون "الحريديم" أن اعتقال العشرات منهم لن يردعهم عن مواصلة الاحتجاجات ورفض الخدمة العسكرية.
وفي الآونة الأخيرة تحولت المواجهات ما بين المتدينين وعناصر الشرطة من المشاهد المألوفة في "مئة شعاريم" و"بني براك".
خلافات حكومية مستترة
وتعكس الاشتباكات المتقطعة بين المتدينين والشرطة الإسرائيلية خلافات في داخل الائتلاف الحكومي الذي يضم أحزابا ترفض التجنيد للمتدينين مثل "شاس" برئاسة وزير الداخلية ارييه درعي وأخرى تدعم بقوة تجنيدهم مثل "كلنا" برئاسة وزير المالية موشيه كاحلون.
ويجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه مضطرا لإرضاء جميع الأحزاب في ائتلافه الحكومي، ولذلك يتفادى حسم الموقف إزاء هذه القضية.
خلافا للقانون
ويلزم القانون الإسرائيلي كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق سن 18 عاما أداء الخدمة العسكرية الإلزامية لمدة 32 شهرا للذكور و24 شهرا للإناث، ولكن المتدينين يعتبرون أن الهدف من وجودهم هو تعلم الدين اليهودي ولذلك يرفضون الخدمة العسكرية.
وبالمقابل فان العلمانيين اليهود يعتبرون أن على جميع الإسرائيليين أداء الخدمة العسكرية من منطلق "تحمل الأعباء".
ولكن العلمانيين يجدون أنفسهم أيضا في مواجهة المتدينين القوميين اليهود الذين يدفعون أكثر فأكثر نحو فرض قيود دينية على الجيش الإسرائيلي، مثل فرض الفصل بين الرجال والنساء ومنع النساء من الانخراط في وحدات عسكرية يقولون إنها ليست ملائمة للمرأة.