حين يلتقي «الحريديم» والجنود.. فيديو يكشف انقسام إسرائيل «العميق»
في حين يرفض المتدينون الإسرائيليون «الحريديم» الخدمة في الجيش، فإن غيرهم من أبناء المجتمع يخدمون ولفترات طويلة.
وتداول إسرائيليون، الخميس، مقطع فيديو لآلاف المتدينين (الحريديم) وهم يستخدمون مصعدًا كهربائيًا في محطة القطار في تل أبيب، تزامنا مع نزول جنود، إناث وذكور، في الطريق الآخر.
وكان المتدينون في طريقهم إلى القطار المتجه إلى القدس الغربية للمشاركة في مسيرة حاشدة ضد التجنيد الإجباري، فيما الجنود في طريقهم إلى إحدى القواعد العسكرية بتل أبيب.
ويلزم القانون كل إسرائيلي يبلغ من العمر 18 عاما بالخدمة العسكرية لمدة 36 شهرا، فيما يلزم كل إسرائيلية بالخدمة 24 شهرا.
ويجاهر «الحريديم» برفض الخدمة بالجيش الإسرائيلي؛ إذ يعتبرون أن مهمتهم هي دراسة التوراة.
لكن بمرور عامين على أطول حرب تخوضها إسرائيل وسط تقديرات الجيش الإسرائيلي عن الحاجة لآلاف الجنود، فإن حديث الحريديم عن دراسة التوراة لم يعد مقبولا على الكثير من الإسرائيليين الذين يدعون الجميع لتقاسم الأعباء.
إلا أن قدرة الحريديم على إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو تجعلهم في مأمن من إجراءات حكومية مشددة لرفضهم الخدمة؛ فكبار القادة الدينيين يدعون المتدينين إلى رفض تسلم أوراق الاستدعاء للخدمة العسكرية وفي حال تسلموها أن يلقوها في سلة المهملات.
ويلوح متدينون بالهجرة من إسرائيل في حال الإصرار على إجبارهم على الخدمة العسكرية.

والأربعاء، انتقد قضاة المحكمة العليا الحكومة بشدة لعدم اتخاذها تدابير إنفاذ فعالة ضد المتهربين من التجنيد من اليهود الحريديم، قائلين إن جهودها حتى الآن لم ترق إلى المستوى المطلوب.
وطالب العديد من القضاة بمعرفة سبب طول المدة التي يستغرقها تنفيذ إجراءات الإنفاذ، حيث صرح نائب رئيس المحكمة نوعم سولبرغ أن الحاجة إلى «إجراءات إنفاذ أقوى» ضد الحريديم المتهربين من التجنيد «أصبحت أكثر وضوحا».
وفي الأسبوع الماضي، أبلغت المستشارة القضائية الحكومة غالي بهراف ميارا -أيضا- أن إجراءات الإنفاذ التي اتخذتها غير كافية، مشيرة إلى أن فرض عقوبات شخصية مشددة على المتهربين من التجنيد يقع ضمن صلاحيات الحكومة بالكامل، كما قال مسؤولو الدفاع إن ذلك ضروري.

وإذا وافقت المحكمة على إصدار أوامر مؤقتة ضد الحكومة، فقد توصي باتخاذ مثل هذه الإجراءات.
وتناولت جلسة المحكمة التي عُقدت يوم الأربعاء التماسات تطالب الحكومة بإنفاذ قانون التجنيد الوطني، وتجنيد عشرات الآلاف من طلاب المعاهد الدينية الحريدية المؤهلين للخدمة العسكرية لكنهم لم يلتحقوا بالجيش.
وعلى وقع هذا البحث والمداولات المستمرة في داخل الحكومة حول قانون التجنيد تزامنا مع بدء الجيش بإجراءات ضد المتدينين الرافضين للخدمة، تم تنظيم المظاهرة الحاشدة في القدس الغربية اليوم.

فقد انطلقت اليوم الخميس مظاهرة حاشدة في القدس أطلق عليها منظموها اسم "مظاهرة المليون"، دعا إليها كبار الحاخامات ومجالس طلاب التوراة؛ احتجاجًا على نية الحكومة تمرير قانون جديد يلزم الشبان الحريديم بأداء الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
ويشارك في المظاهرة ممثلو الأحزاب الدينية ومؤسسات التعليم التوراتي، الذين يعتبرون أن القانون يشكل مساسًا بهوية المجتمع الديني ويتعارض مع روح التوراة.

من جانبه، وجّه رئيس المعارضة يائير لابيد رسالة إلى الشباب المشاركين في المظاهرة المناهضة لتجنيدهم في الجيش، قائلاً: «إذا كنتم قادرين على المشاركة في المظاهرة، فبإمكانكم الذهاب إلى مكاتب التجنيد. وإذا كنتم قادرين على السير في الشوارع، فبإمكانكم السير في معسكر التدريب والدفاع عن دولة إسرائيل».
ووفق تقديرات الشرطة، يتجاوز عدد المشاركين مئات الآلاف، لتكون من أكبر المظاهرات الدينية في تاريخ إسرائيل، التي أدت إلى إغلاق محاور رئيسية داخل العاصمة ومحيطها، حيث تمّ إغلاق الطريق رقم 1 (بين القدس وتل أبيب) أمام حركة السير، كما سجلت محطات القطارات ازدحاماً شديداً، ويسمح بالدخول إلى المدينة للحافلات المنظمة مسبقاً فقط.

aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA== جزيرة ام اند امز