خطاب عون.. رسالة فشل لعرقلة الحريري
خبراء يقول إن خطاب عون مشحون لا يليق بتعقيدات الأزمة الراهنة في لبنان وفجر ردود أفعال رافضة ومنتقدة
في وقت بات فيه محسوما تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، لم يرجئ الرئيس ميشال عون الاستشارات النيابية كما فعل المرة الماضية، لكنه اختار توجيه خطاب إلى اللبنانيين.
خطاب استبطن رسالة فشل ذريع في تجسيد العهد، وتضمن سهاما وجهها إلى رئيس الوزراء السابق، تفيد بعجز الأخير عن تنفيذ الإصلاحات الموعودة لوقف الانهيار.
خطاب مشحون لا يليق بتعقيدات الأزمة الراهنة، وفق مراقبين، فجر ردود أفعال رافضة ومنتقدة، أجمعت على أن فحواه يؤكد على فشل عون جراء السياسات التي اتبعها طوال فترة حكمه مع صهره جبران باسيل.
أسئلة بدل إجابات
رامي الريس، مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وصف خطاب عون بـ"السطحي" الذي طرح الأسئلة بدل أن يقدم إجابات.
وقال الريس، في حديث لـ"العين الإخبارية" إن "التيار الوطني الحر" الذي يرأس النائب باسيل صهر عون، سيقوم بعرقلة تأليف الحكومة بعدما بات مؤكدا أنه سيتم تكليف الحريري، الخميس، بذلك.
وأضاف: "لم يحمل خطاب عون الذي يمثل أعلى سلطة في الدولة اللبنانية أي إجابة عن كل الإشكاليات والتعقيدات التي أدت إلى تدهور الوضع اللبناني".
كما اعتبر أن الخطاب لم يتضمن أيضا أي رؤية للخروج من المأزق، والانطلاق نحو حقبة جديدة لوقف حالة التدهور، والذهاب نحو استعادة الثقة والنهوض بالاقتصاد.
ووفق الريس، فإنه"قدم عون خطابا سطحيا وأعاد تكرار كل العناوين التي حفظها اللبنانيون ووجه الأسئلة بدل تقديم الإجابات".
ولفت إلى أن "خلاصة الخطاب تكمن في أن عون هو شريك في عملية تأليف الحكومة، ما يعني عودة إلى فكرة المحاصصة في الحكومة، أي إلى كل ما يدور حوله فكر التيار الوطني الحر وبرامجه الرامية إلى الحصول على حصة وزارية وازنة، تحت عناوين مختلفة لا تعدو كونها ذر الرماد في العيون".
وخلص رامي الرييس إلى أن المأزق لا يزال قائما، ورسائل خطاب عون توحي بأن عملية تأليف الحكومة لن تكون سهلة.
فشل وقبضة إيران
الريس أكد أيضاً أن الوضع الاقتصادي في لبنان لا يحتمل المزايدات والتوقف عند الشكليات الفارغة لتحسين شروط التفاوض، داعيا إلى ضرورة الإسراع تشكيل حكومة لإنقاذ البلاد.
وتوالت ردود فعل السياسيين على خطاب عون، حيث وصفه نديم الجميل، النائب المستقيل في "حزب الكتائب"بـ "ورقة نعي".
وكتب الجميل عبر حسابه "تويتر" يقول إن "كلام عون اليوم يؤكد فشله وعجزه في إدارة البلاد والأزمة، ولقد قال ذلك صراحة".
وتابع أن "الفراغ الرئاسي الذي نعيشه اليوم هو الأخطر في ظل تسليم البلاد كاملة إلى محور إيران وأزلامه وحاشية الرئيس".
وأشار الجميل إلى أن كلمة عون اليوم كانت أشبه بـ"ورقة نعي"، معتبرا أن عون "سأل عن الكهرباء والسدود، فيما الجواب عند الوزراء الذين تولوا وزارة الطاقة في السنوات السابقة وهم محسوبون على حزبه.
ومضى يقول: "سأل (عون) عن السطوة على القضاء، الجواب عند (المدعي العام الاستئنافي في جبل لبنان) القاضية غادة عون، (المقربة أيضا من الرئيس). سأل عن التعطيل وخرق الدستور، الجواب فخامته كان السباق". وختم أن "الرئيس الذي يقول بصراحة إنه عاجز وغير قادر، عليه أن يستقيل ويرحل رأفة بالبلاد".
الحقيقة المرة
بدوره، قال عماد واكيم، النائب في حزب القوات اللبنانية، عبر حسابه بـ"تويتر" متوجها إلى عون: "حضرتك وجبران باسيل أوصلت نفسك وموقعك إلى هذا الحال، قايضتم واستأثرتم حيث لا يجب، تغطرستم والغطرسة داء كريه".
الموقف نفسه عبّر عنه النائب في "اللقاء الديمقراطي" فيصل الصايغ، بالقول: "أين نحن من رئيس جمهورية يطرح حلولا لمشاكل اللبنانيين ويقود عملية إصلاحٍ تنقذهم من حالتهم المزرية، بدل الشكوى من واقعٍ شارك في الوصول إليه ويساهم في تأزيمه؟".
وتابع الصايغ، عبر تويتر: "أين نحن من صهر (باسيل) عاث في الدولة اللبنانية فشلاً وتطرفاً وفساداً وتهرباً من تحمل المسؤولية؟ حمى الله لبنان واللبنانيين من الحقيقة المرّة القائلة: فالج لا تعالج"!
وفي كلمة توجه بها إلى الشعب اللبناني صباح الأربعاء، قال عون إنه سيبقى "على العهد والوعد" وسيتحمل مسؤولياته في تكليف رئيس للحكومة، منتقدا من يقف في وجه تطبيق الإصلاح ومحاربة الفساد.
وتساءل: "أين سائر مشاريع الإصلاح؟ لماذا تم الهروب من تحمل المسؤولية وإقرار هذه المشاريع؟ ولمصلحة من هذا التقاعس؟ وهل يمكن إصلاح ما تم إفساده باعتماد السياسات ذاتها؟ ».
ومضى يقول: "أين اقتراحات قوانين الإصلاح من استعادة الأموال المنهوبة والتحقيق التلقائي في الذمّة الماليّة للقائمين بخدمة عامة والمحكمة الخاصة بالجرائم الماليّة؟ أين نحن من هدر المال العام والحسابات المفقود أثرها في وزارة المال ومشاريع قطوعات الحسابات؟".
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA=
جزيرة ام اند امز