إرجاء الاستشارات النيابية بلبنان.. عون وصهره بمرمى الغضب
اللبنانيون يشنون هجوما حادا على الرئيس ميشال عون بعد تأجيل الاستشارات النيابية إلى الأسبوع المقبل
لم يكد يعلن الرئيس اللبناني ميشال عون إرجاء الاستشارات النيابية، التي كانت مقررة الخميس إلى الأسبوع المقبل، حتى انهالت الانتقادات عليه من قطاعات واسعة طامحة للاستقرار وانتشال البلاد من كبوتها.
وكانت الاستشارات النيابية تتجه إلى تسمية رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
واستعاد اللبنانيون المراحل الماضية التي لطالما عمد فيها "التيار الوطني الحر"، عندما كان يرأسه ميشال عون أو بعدما تسلّم صهره النائب جبران باسيل قيادته، إلى تأجيل الاستشارات النيابية لتحقيق أغراضه ومصالحه الشخصية.
- الحريري يضمن الأكثرية النيابية.. وعون يؤجل الاستشارات
- الحريري بعد لقائه عون: المبادرة الفرنسية هي الفرصة الأخيرة
وتحت هاشتاق "الاستشارات النيابية" توالت تعليقات اللبنانيين منتقدة القرار الذي اتخذه عون، وتصدّرت مقولة عون قبل سنوات "لا تؤلف الحكومة كرمال (لأجل) عيون صهري"، عندما عطّل تشكيل الحكومة أشهرا للمطالبة بأن يكون صهره باسيل وزيرا فيها.
والتعطيل نفسه كان في البرلمان لسنتين ونصف السنة في انتخابات رئاسة الجمهورية فقط بهدف انتخاب عون رئيسا، إلى أن حصل على ما يريده بدعم من حليفه "حزب الله" عام 2016.
هذه المحطات وغيرها استعادها اللبنانيون في تغريداتهم، رافضين التحكم بمصير لبنان واللبنانيين.
وكان باسيل شنّ هجوما قبل يومين على الحريري رافضا أن يتولى رئاسة الحكومة، التي يطرحها الأخير بأن تكون من غير السياسيين، انطلاقا من المبادرة الفرنسية، وبالتالي ما سيمنع باسيل من المشاركة بها.
وذكّر الصحفي نادر فوز بتصريحات باسيل قبل يومين بإعلانه أنه سيتقدم باقتراح تعديل دستوري لتحديد مهلة لتكليف رئيس للحكومة وتأليف مجلس الوزراء، مقارنا بين كلامه هذا وتأجيل الاستشارات النيابية.
وكتب: "24 ساعة فرق بين الكذب على اللبنانيين (ادعاء الإصلاح) والممارسة الفعلية (تعطيل عمل المؤسسات)".
وأعادت الإعلامية ديما صادق نشر مقطع لفيديو عون، وهو يقول بالصوت والصورة: "لا تؤلف الحكومة كرمال (لأجل) عيون صهري".
والعبارة نفسها استعادها الناشط عبود ميناوي مرفقا إياها بهاشتاق "عهد الانهيار".
وأكدت الإعلامية مهى حطيط أن "الحريري كان سيصبح رئيسا مكلفا اليوم لكن هناك من انزعج وقرر تأجيل الاستشارات خصوصا بعد سقوط بدعة الميثاقية المسيحية"، مختتمة بالقول: "الدستور بات تحت الطلب".
فيما توجهت ناشطة أخرى إلى عون قائلة: "لن تتغير طوال عمرك.. مصلحة صهرك أهم من مصلحة لبنان".
وكتب الناشط عمر ساخرا: "ما قام به الجنرال (عون) لم يقم به عمّ (والد الزوجة) لصهره"، متسائلا: "لماذا لا نرى هذا الجانب المشرق من الموضوع؟.. جميع حقوق الصهر محفوظة".
من جهته، قال محمد هاشم: "المؤتمن على الدستور (في إشارة إلى رئيس الجمهورية)، لعيون الصهر عمره ما يكون في بلد.. أصبحنا في عمق جهنم".
فيما قالت مايا الهاشم: "ليس المهم البلد وظروفه الصعبة والناس التي تموت جوعا وقلبها محروق على وطنها.. المهم أن يكون الصهر مرتاح ويعرقل ويؤجل على كيفه".
وتابعت: "على العموم الأسبوع المقبل لناظره قريب سنرى الحجة المقبلة لدى جبران وتبريرات بي الكل (في إشارة إلى عون كما يطلق عليه مناصرو التيار الوطني الحر)".
وكتبت إيناس كريمة تقول: "البعض يتعاطى مع لبنان وفق مقولة إما أن نحكمه أو نحرقه".
وعبر الإعلامي يزبك وهبي عن استغرابه لتأجيل الاستشارات، وقال: "أستغرب تأجيل الاستشارات النيابية لأسبوع، الأمر مريب والناس لم تعد تحتمل".
وكتب الإعلامي شربل عبود: "تأجيل الاستشارات النيابية لا مبرر له.. كائن من كان الرئيس المكلف أوضاعنا المزرية لا تسمح بترف التأجيل وتسجيل نقاط".
وطرحت كارولين بازي سؤالا قائلة: "الرئيس حدد موعد الاستشارات كي يضغط على النواب لتسمية رئيس للحكومة ولم يكن حينها مطروح أي اسم.. وعندما تم طرح الاسم وبات التوجه لتكليف الحريري أجلت الاستشارات.. لماذا؟".
وعددت الناشطة نادين معاناة اللبنانيين، قائلة: "لا تتشكل الحكومة لماذا الاستعجال؟ الدولار بـ8000؟ الأسعار نار؟ الأدوية مقطوعة؟ الوباء منتشر؟ لدينا أزمة بنزين ومازوت؟ الشعب صار تحت خط الفقر؟ نسبة بطالة خرافية؟ لايوجد كهرباء و لا ماء؟ انفجرت العاصمة؟".
وختمت قائلة: "المهم صهر الجنرال (عون) مبسوط. وعلينا الانتظار سنتين بعد"، في إشارة إلى موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية.