الحريري يضمن الأكثرية النيابية.. وعون يؤجل الاستشارات
الرئيس اللبناني ميشال عون يعلن تأجيل الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة إلى الخميس المقبل عازياً السبب إلى طلب بعض الكتل ذلك.
بعد يوم طويل من الاتصالات والمشاورات، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون تأجيل الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة المقررة الخميس ولمدة أسبوع؛ استجابة لبعض الكتل.
وبحسب بيان لمكتب الإعلام برئاسة الجمهورية اللبنانية، فإن "الرئيس ميشال عون قرّر تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي كانت مقررة الخميس أسبوعاً إلى 22 أكتوبر/تشرين الأول، بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها".
ويرتبط التأجيل كذلك بخروج معلومات تؤكد أن كفة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري باتت راجحة بحصولها على أصوات أكثرية النواب.
وأثار الإعلان رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل هذه الاستشارات، حيث قال، في بيان، إنه يرفض هذا التأجيل ولو ليوم واحد.
وكان اليوم قد شهد سلسلة واسعة من الاتصالات المعلنة وغير المعلنة بين جميع الفرقاء السياسيين.
وأجرى سعد الحريري اتصالاً برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وحمل نقاشاً صريحاً حول الأمور كافة لحلحلة الأجواء بين الحليفين اللدودين.
وكانت الأجواء تعكرت بشكل كبير عقب إطلالة جنبلاط الأخيرة، والتي كشف عبرها أن كتلته لن تشارك في الاستشارات النيابية ولن تسمي أحداً لترؤس الحكومة الجديدة، ليعلن بعدها أن كتلته ستسمي الحريري في الاستشارات.
وعلى مستوى الثنائي الشيعي، لم يتحدث الطرفان علناً عن وجهة تصويتهما، حيث أكدت كتلة "التحرير والتنمية" مشاركتها في الاستشارات النيابية الملزمة.
ومن المقرر أن تعلن "التحرير والتنمية" عن اسم مرشحها لرئاسة الحكومة، كما جرت العادة بعد الانتهاء من اللقاء مع رئيس الجمهورية.
وشددت على وجوب الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ بأسرع وقت ممكن، تراعي في تشكيلها التوازن والاختصاص والكفاءة، وتعيد بناء ثقة اللبنانيين في الدولة ومؤسساتها وثقة المجتمعين العربي والدولي.
ويرتبط اختيار الحكومة الجديدة بضرورة الحصول على ثقة المغتربين بلبنان ودوره، وذلك ضمن مندرجات المبادرة الفرنسية بكافة بنودها الإصلاحية والإنقاذية.
وتشير أجواء عين التينة إلى أن كتلة التحرير والتنمية تتجه لتسمية الحريري في مشاورات الخميس.
أما بالنسبة لكتلة "حزب الله" التي زارها وفد كتلة "المستقبل"، الأربعاء، فقد وجهت بعد لقاء النائبة بهية الحريري رسالة مهمة أكدت خلالها عدم استبعاد أي مكون في لبنان.
ولم تعلن كتلة "حزب الله" أي موقف حتى اللحظة لكنها تتعاطى مع الأمر بحذر كبير.
والتطور الأبرز فكان في الجهة المسيحية (كتلتا القوات والتيار الوطني الحر)، فقد أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، أنه "لن نقبل إلا بحكومة إنقاذ فعلي".
وتابع: "رغم صداقتنا مع الحريري لن نسميه لرئاسة الحكومة ولن نسمي أحدا لأنه لا يوجد أحد لديه المواصفات المطلوبة".
ومن جهة كتلة "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه جبران باسيل الذي غاب عن لقاء "كتلة المستقبل"، موفداً مكانه النائب إبراهيم كنعان مستعيداً نظرية باسيل مقابل سعد التي سبق وأطلقها الرئيس عون سابقاً.
لكن مصادر أكدت أنه يتجه لعدم التسمية، على أن يعلن الموقف الرسمي بعد لقائه مع "عون" وتوضع التسمية في عهدة رئيس الجمهورية.
هنا تساءلت مصادر سياسية عن سر ترك الباب مفتوحاً أمام التسمية عبر وضع الاسم بعهدة رئيس الجمهورية.
إلى ذلك، وبغض النظر عن موقف تكتل التيار الوطني الحر، يبدو أنه لن يذهب إلى الاستشارات موحداً، فقد كشف نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي عن أنه سيسمي الحريري لترؤس الحكومة المقبلة.
ورأى الفرزلي أن "الجو المسيحي ليس معقداً كما يحكى، والحريري سينال أصوات 22 نائباً مسيحياً وهذا كاف ويؤمّن الميثاقية (مشاركة الطوائف كافة في تسمية الرئيس المكلف)".
وهنا يقصد الفرزلي بالنواب المسيحيين نواب حزب الطاشناق الأرمني (جزء من التكتل العوني) الذي يبدي موقفاً متمايزاً ويتجه إلى تسمية الحريري، إضافة إلى نواب "المردة"( كتلة سليمان فرنجية) وأعضاء كتلتي المستقبل والتنمية والتحرير (بري)، إضافة إلى النواب المستقلين غير المستقيلين حتى الساعة.
وفي المحصلة كان الحريري، في حال حدوث الاستشارات، ضمن الأكثرية بالتمثيل وخصوصاً أن أعضاء مجلس النواب أصبحوا 120 نائباً بعد استقالة 8 نواب على خلفية "انفجار المرفأ".
وأكد التسمية كتلة "المستقبل" (17 نائباً)، "التنمية والتحرير" (17 نائباً)، كتلة الرئيس ميقاتي (4 نواب)، كتلة "اللقاء الديموقراطي" (7 نواب)، كتلة "المردة" (5 نواب)، كتلة نواب الطاشناق (3 نواب).
وما بين هذا وذاك، هناك عدد من النواب المستقلين بينهم إيلي الفرزلي وتمام سلام وميشال ضاهر، وكتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي التي سبقت ووضعت اسم الحريري لدى رئيس الجمهورية في استشارات سابقة.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NC4yNTEg جزيرة ام اند امز