عام عربي لـ"لم الشمل".. وحدة من أجل قضايا الأمة
مر عام 2022 حاملا بين شهوره أياما عربية خالصة كان "لم الشمل" هو العنوان العريض فيها، بعد أن شهد خطوات فعلية للتوحد حول قضايا الأمة.
وختاما لعام 2021 وتحقيقا لمخرجات قمة العلا وبدءا للمصالحة العربية، جرى تفعيل خطوات عملية ليكون العام المنصرم 2022 خطوة لتحقيق التكامل العربي والتقارب ولم الشمل.
الأسد في الإمارات
كانت دولة الإمارات رسالة سلام وبادئة لم الشمل، في شهر مارس/آذار الماضي، باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة رسمية للدولة هي الأولى له لدولة عربية منذ 11 عاما.
استقبال يدعم عودة سوريا لحاضنتها العربية، بما يسهم في حل أزمة تجاوزت العقد من الزمان، وتسببت في تداعيات إنسانية وخيمة على الشعب السوري، وطالت الأمة العربية بأسرها.
وفي يوليو/تموز الماضي، ضربت السعودية موعدا مع توافق عربي عربي جديد، حول تنسيق التحركات والتفاعل مع التطورات الإقليمية والدولية، ولدعم قضايا المنطقة، وذلك في القمة العربية الأمريكية والتي تنتج عنها تفاهمات حول أمن الطاقة والأمن الاستراتيجي للمنطقة.
وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، توجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى قطر، في زيارة رسمية للدولة، استمرت يومين، تكريسا للمصالحة بين البلدين بعد الزيارة التي قام بها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في يونيو/حزيران الماضي للقاهرة.
زيارتان كان الهدف الرئيس فيهما تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك على جميع الأصعدة، والتشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي.
قمة الجزائر
وفي مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي نجحت الجزائر في تحقيق المصالحة الفلسطينية، والتوقيع بالأحرف الأولى على وثيقة أطلق عليها اسم "إعلان الجزائر".
وثيقة ملزمة لتلك الفصائل المتناحرة منذ 15 عامًا بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام، لوضع حد للانشقاق الذي يمزق صفوفها، بمشاركة 14 فصيلا فلسطينيا من بينها، حركتا فتح وحماس.
ومع بداية نوفمبر/تشرين الثاني، انطلقت القمة العربية بعد غياب دام 3 سنوات بسبب جائحة كورونا، والتأكيد على ضرورة العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده.
المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي قال تعقيبا على ذلك إن القمة نجحت في لم الشمل وإصدار بيان ختامي جامع لقضايا الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل.
وأضاف رشدي في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" أن القمة اهتمت بكل ما يخص المواطن العربي ويقلقه وليس سياسياً فقط، بل الحرص على أهمية أمنه الأمني المائي والغذائي وإنهاء التدخلات الأجنبية.
وأكد أن اجتماع القمة لم يتناول القضايا السياسية فحسب، بل ناقش المواضيع الاقتصادية، كالتكامل الاقتصادي، ومنطقة التجارة العربية، والاتحاد الجمركي.
وأضاف رشدي: "القمة نوهت إلى قضايا عربية بعينها على رأسها القضية الفلسطينية، والأزمات المختلفة في سوريا واليمن وليبيا، وتحديد الموقف العربي الجماعي من تلك القضايا".
رشدي أشار أيضا إلى مناقشة القمة قضايا أخرى من ضمنها رؤية الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لتعزيز العمل العربي المشترك مع الجامعة العربية، وأيضا قضايا محددة مثل دعم مصر في استضافة قمة المناخ، والترحيب باستضافة قطر في كأس العالم واستضافة المملكة المغربية مؤتمر الحضارات، بما يعبر عن الإجماع على حالة التوافق التي سادت داخل القمة.
الصين والعرب
وقبل نهاية العام كان ختامه مسكا بعقد القمة العربية الصينية بالمملكة العربية السعودية، التي كانت الأولى من نوعها، لتتوج العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية، وتؤسس خارطة طريق لمستقبل علاقات الجانبين.
لتقود العلاقات بين الجانبين للدخول إلى مرحلة جديدة بارتقاء آليات التعاون بينهما من المستوى الوزاري إلى مستوى القمة، بل نجاح العرب في ضم الصين للمطالبين بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ودعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وجرى خلال تلك القمة بحث إيجاد حلول سياسية للأزمات سوريا وليبيا واليمن تحفظ وحدتها وسيادتها، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤون هذه الدول ومواجهة التنظيمات الإرهابية، ودعم الصين للشعوب العربية لاستكشاف طرق تنموية خاصة بها بإرادتها المستقلة.