الحشد الشعبي يضع نينوى العراقية على صفيح ساخن
رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي يفشل في أول محاولة له لإنهاء دور مليشيات الحشد الشعبي
أخفق رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي في أول محاولة له لإنهاء دور مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران، الإثنين، عندما رفضت مليشيات اللواء ٣٠ قراره بالانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها في منطقة سهل نينوى شرق الموصل.
وأصدر رئيس الوزراء الذي يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة الأحد الماضي قرارا بسحب مليشيات اللواء ٣٠ من الحشد الشعبي المعروف بحشد الشبك الذي يتزعمه وعد القدو أحد الأشخاص الأربعة الذين أدرجتهم واشنطن على قائمة العقوبات الدولية الشهر الماضي من منطقة سهل نينوى في محاولة لتنفيذ قراره بهيكلة المليشيات وتسليم المناطق التي تسيطر عليها إلى الجيش والقوات الأمنية العراقية.
وأعلنت مليشيا الشبك رفضها قرار عبدالمهدي وحشدت، الإثنين، المئات من مسلحيها بملابس مدنية على الطرق الرئيسية في منطقة سهل نينوى خاصة بلدة برطلة، وقطعت الطريق الرئيسي الرابط بين مدينتي الموصل وأربيل، إضافة إلى قطع طريق سادة وبعويزة والشلالات بالسواتر الترابية، وأغلقت جميع الطرق المؤدية من الموصل إلى سهل نينوى.
ورشق عناصر المليشيا سيارات قائد عمليات نينوى اللواء الركن نومان الزوبعي والقوة المرافقة له بالحجارة عندما حاول التفاوض مع المتمردين لإنهاء الاعتصام، فاضطر إلى الانسحاب.
ونصب المتمردون الخيام في بلدة برطلة على الطريق الرابط بين الموصل وأربيل معلنين اعتصاما مفتوحا احتجاجا على قرار الحكومة بتسليم ملف سهل نينوى الأمني للجيش والشرطة العراقية.
وبحسب معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها داخل الموصل، أجبرت مليشيات الشبك مواطنين موصليين كانوا يعملون في سهل نينوى على الانضمام إلى التمرد تحت تهديد السلاح بعد أن استحوذت على وثائقهم الرسمية وأموالهم.
وأوضح الناشط المدني من سهل نينوى صفاء كرمو أن هكذا تمرد من قيادات الحشد كان متوقعا في سهل نينوى.
وقال كرمو لـ"العين الإخبارية": "إذا بقت الأوضاع كما هي في سهل نينوى متأزمة، فسيهاجر منها من تبقى من المسيحيين الذين تعرض أغلبهم للتهجير على يد إرهابي داعش عام ٢٠١٤، لذلك نطالب بإبعاد هذه الصراعات عن هذه المنطقة".
ودعا عائلات مسلحي الحشد الشعبي إلى عدم الانخراط في التمرد على قوانين الدولة لأنه أمر خطير سيعرض المنطقة للويلات، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة إنهاء الحكومة العراقية للأزمة في سهل نينوى وعودة القوات الحكومية إليها كي يتمكن سكانها بمختلف أديانهم وطوائفهم من العيش بسلام واستقرار، معربا عن أمله بألا يمتد التمرد إلى مدن وبلدات سهل نينوى الأخرى.
وتخضع منطقة سهل نينوى لسيطرة للواءين من مليشيات الحشد الشعبي، وهما اللواء ٥٠ المعروف بمليشيا بابليون ويتزعمه ريان الكلداني واللواء ٣٠ الذي يتزعمه وعد القدو، وكلاهما كانا من بين أربعة عراقيين أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية أسماءهم ضمن قوائم العقوبات في يوليو/تموز الماضي.
وبحسب مصادر مطلعة يتمتع اللواءان اللذان يتكون كل واحد منهما من أكثر من ١٥٠٠مسلح بعلاقات قوية مع فيلق القدس جناح الحرس الثوري الإيراني الخارجي، وقد افتتحا مقرين رئيسيين للحرس الثوري وجهاز الاطلاعات الإيرانية في سهل نينوى.
ويحتضن المقران العديد من ضباط فيلق القدس الذين يشرفون على عمليات تجنيد شباب الموصل في صفوف المليشيات والاستيلاء على أراضي المسيحيين وتنفيذ عمليات تغيير ديموغرافي من خلال نقل عائلات مسلحي المليشيات من جنوب العراق إلى سهل نينوى وإسكانهم فيها ومنح امتيازات إلى جانب أراضي وعقارات المسيحيين الذين يتعرضون لحملة تهجير واسعة من قبل إيران ومليشياتها، وفضلا عن هذه العمليات ينفذ اللواءان عمليات تهريب آثار المنطقة إلى إيران بإشراف من ضباط فيلق القدس.
وتمتلك مليشيا بابليون ومليشيا الشبك مكاتب اقتصادية وسط الموصل تدير من خلالها عملياتها المالية والتجارية وفرض الإتاوات والضرائب على التجار والمنظمات الدولية العاملة في الموصل وعلى المواطنين، إضافة إلى تحكمها بمنافذ شرق الموصل وفرضها الضرائب على الشاحنات المحملة بالبضائع القادمة من إقليم كردستان إلى الموصل.
وكشف مسؤول في رئاسة الوزراء العراق لـ"العين الإخبارية"، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن عبدالمهدي تعرض لضغوطات كبيرة من قبل الحرس الثوري وعدد من قادة المليشيات في مقدمتهم زعيم منظمة بدر هادي العامري ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الإرهابي أبو مهدي المهندس أجبرته على التراجع عن قراره بسحب المليشيات من سهل نينوى.
وشددت المراقبة السياسية شذى العبيدي لـ"العين الإخبارية" على الموقف المترهل للحكومة العراقية تجاه المليشيات خلال السنوات الماضية المستمرة حتى الآن، مؤكدة أنها منحت هذه المليشيات فرصة كي تقوي نفسها وتتسلح بالأسلحة الثقيلة والحصول على أموال هائلة؛ لذلك على رئيس الوزراء أن يتحرك بحزم لإنهاء نفوذ إيران ومليشياتها في العراق بالاستفادة من الدعم الأمريكي الحالي وإلا سيفقد السيطرة على زمام الأمور بالكامل.
وأشارت إلى أن التأخر في موضوع إنهاء المليشيات يعرض العراق للانهيار يوما بعد يوم.
وتمكن الحرس الثوري الإيراني ومليشيات الحشد الشعبي التابعة له، بحجة محاربة تنظيم داعش، من الدخول إلى الموصل وكركوك وصلاح الدين ومناطق استراتيجية عديدة في شمال العراق وفرض السيطرة الكاملة على الطريق البري الرابط بين طهران ودمشق وبيروت، لنقل السلاح والمليشيات إلى سوريا ولبنان.
aXA6IDMuMTUuMTcuNjAg جزيرة ام اند امز