حسينة.. "أيقونة التضحية" ضد التطهير العرقي في ميانمار
صحيفة "لوموند" الفرنسية سلطت الضوء على حسينة، شابة من الروهينجا نازحة إلى مخيم للاجئين، بعدما تحطمت حياتها وشُردت أسرتها.
قصص إنسانية وروايات تقشعر لها الأبدان عن معاناتهم في ميانمار.. هذا حال أكثر من 688 ألفاً من مسلمي الروهينجا الذين يتعرضون لعملية تطهير عرقي منذ 5 أشهر، وهو الأمر الذي دفعهم إلى النزوح لمخيمات اللاجئين في بنجلاديش.
وخارج مخيم "كاتوبالونج"، الأكبر للاجئين في العالم، والذي يأوي نحو أكثر من 688 ألف شخص في بنجلاديش، فإنه تلوح في الأفق أراضي الروهينجا الخضراء في ميانمار، حيث تحلق الطيور نحو 20 كيلومتراً في السماء، للوصول إلى مسقط رأسهم وهي قرية "تولا تولي".
"تولا تولي".. تلك القرية الصغيرة التي تأوي بضعة آلاف نسمة على ضفاف النهر، في ليلة واحدة صيفية تحولت إلى بحور من الدماء، تسجلها ذاكرة مسلمي الروهينجا ولا تفارق بشاعة المأساة حياتهم.
- "هيومن رايتس": ميانمار تهدم 55 قرية بعد تهجير "الروهينجا"
- جيش ميانمار يخدع العالم.. إحراق قرى الروهينجا لمنع عودتهم
تحطيم شابة
تحت عنوان "تحطيم حياه شابة من الروهينجا" سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على فتاه نازحة إلى مخيم اللاجئين، بعدما تحطمت حياتها وشردت أسرتها.
وتقول الصحيفة: "حسينة شابة تعيش في مخيم اللاجئين في بنجلاديش، وتروي عملية التطهير العرقي الذي يتعرض له مسلمو ميانمار وفي روايتها مشاهد تقشعر لها الأبدان".
حسينة لاذت بالفرار من مذبحة عرقية، شنها جيش ميانمار في قرية "تولا تولي"، بعدما قتلت ابنتها التي لا تتعدى السنة ونصف أمام عينها، بعد رمي الجنود طفلتها في النار.
أسرة حسينة لم تشرح لها لماذا هذا المصير لمسلمي الروهينجا، فجدها مالك لقطعة أرض صغيرة يقوم بزراعة الأرز لما يكفي احتياجاتهم، ويخزن أكبر قدر منه في المنزل خوفاً من السرقة لتوفير قوت يومهم.
وتحكي حسينة، التي لم يتعد عمرها 22 عاماً، مأساتها وهي تغطي جزءاً كبيراً من وجهها بحجابها، لتتحدث بنظرات يملؤها القلق والحزن: "كنا نتوقع حياة تعيسة، ولكن ليست بهذه الصورة".
فمنذ ولادتها تواجه حسينة صراعات الانفصال بين المجتمعين المسلم والبوذي.
في هذا السياق، أكدت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية قيام سلطات ميانمار بعملية تطهير عرقي لمسلمي الروهينجا، كما تحاول مسح آثار تدميرها قرى الروهينجا، استناداً على تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش".
وتشير "هيومن رايتس ووتش" إلى أن سلطات ميانمار تسعى لإزالة الأدلة في أماكن اتُّهم فيها الجيش بارتكاب فظائع.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه "منذ نهاية عام 2017 فإن حكومة ميانمار هدمت نحو 55 قرية، حيث ساوت جميع المباني بالأرض وساوت الزروع بالآلات الثقيلة".
وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن قريتين على الأقل تعرضا إلى تدمير شبه كامل، وتم تهجير سكانهم.
كما تشير الصور إلى أن هناك قريتين تم حرقهما من قبل "ديكتاتورية جيش ميانمار".
وتعاني تلك الأقلية المسلمة، التي لا تتعدى المليون نسمة، من عملية تطهير عرقي في ميانمار، الأمر الذي دفع نحو 700 ألفا منهم إلى الفرار صوب بنجلاديش.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن هناك الآلاف يعدون شهوداً على جرائم الاغتصاب والمذابح والحرق، التي لاقاها اللاجئون، فيما تم منع الصحفيين من تغطية تلك المذابح والجرائم الإنسانية.
aXA6IDMuMTQ3LjUxLjc1IA==
جزيرة ام اند امز