"العين الإخبارية" تحقق في "دبلومة حازم شومان".. مشايخ الأزهر يحذرون
تفاجأ العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من إعلان الداعية السلفي حازم شومان عن "دبلومة السيرة النبوية".
وبحسب التفاصيل المعلنة، فإنه على الطالب أن يسدد 100 جنيه في البداية كجدية اشتراك، ثم يتواصل معه أحد الأفراد، ويبلغه بالمبالغ والأوراق المطلوبة، ليبدأ الدورة التي هي عبارة عن مجموعة لقاءات مسجلة على التليغرام لشيوخ سلفيين يتحدثون في السيرة النبوية، وفي النهاية يأخذ الطالب "شهادة معتمدة من حازم شومان"، بأنه أصبح خبيرا في السيرة النبوية، وجاز له أن يجيز غيره ويعلمها لغيره.
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من مشايخ الأزهر ومسؤولي وزارة الأوقاف المصرية، لتقييم تلك التجربة الفريدة.
سبوبة وتهريج
يصف الدكتور سامي العسالة، مدير التفتيش الديني الأسبق بوزارة الأوقاف المصرية، ما قام به السلفي حازم شومان بأنه "تهريج، ومحاولة من الجماعات المتطرفة للعودة من جديد لكن من أبواب خلفية".
وأضاف العسالة، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الجماعات المتطرفة تستخدم السوشيال ميديا للوصول لقطاعات من عوام المسلمين، بعدما منعتهم وزارة الأوقاف من اعتلاء المنابر في المساجد، وضُيق عليهم الخناق في اعتلاء المنابر الإعلامية في القنوات الفضائية.
ويستكمل العسالة: "يحاولون الدخول من باب السوشيال ميديا عن طريق الفيديوهات والبث المباشر، ومحاولة التدريس عن بعد، واستغلوا تطلع الناس للمعرفة الدينية، فأطلقوا هذه البرامج الوهمية للدراسات الإسلامية".
وأكد العسالة أنهم في البداية حاولوا إنشاء معاهد إسلامية غير مرخصة من الأزهر أو الأوقاف، ثم بعد فشلهم أطلقوا هذه المعاهد الإلكترونية الوهمية كـ"سبوبة" لجلب المنافع والأموال.
غش ونصب
أما المفكر الإسلامي الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، فاعتبر أن هذه الدبلومات "غش ونصب وتكسب باسم الدين".
وتساءل هندي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية": "هل يوجد تدريس بدون منهج؟ وكيف يدرس شومان وهو ما زال طالبًا في معهد الدراسات، ولا يزال يتلقى العلم، فكيف يدرس لغيره؟.. هذا اتجار بالدين".
وأكد هندي أن السلفيين يستخدمون التسويق الإلكتروني ولديهم لجان إلكترونية منظمة للترويج لمثل هذه البرامج الوهمية.
المال يجوز والإجازة لا تجوز
وقال الدكتور السيد سليمان، أحد علماء الأزهر الشريف، إنه لا يعترف بالإجازات بتاتا إلا في حفظ القرآن الكريم على يد شيخ من المشهود لهم بالفضل والعلم.
وأوضح سليمان، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أنه بعد انتهاء حفظ القرآن الكريم على هذا الشيخ أن يعطي الطالب إجازة، فيجيزه في ذلك ويشهد له في ذلك، مستدركا: "أما الإجازة في العلوم الأخرى فلا أعترف بها، لأنها لا تعتمد على علم، لأن الإجازة لا تكون في القراءة فقط بل في الفهم والعلم وهذه هي المشكلة".
وقال سليمان عن شومان: "موضوع إن الإنسان يعمل إجازة إلكترونية في السيرة النبوية، علينا أن نسأله: هل هو متخصص؟ وفي أي جامعة تخرج؟ هل الجامعة أعطته المؤهل المناسب الذي يجوز من خلاله أن يجيز غيره في ذلك؟ طبعا لا، هذا يعطي إجازة غير معترف بها علميا وقانونيا".
وأضاف سليمان: "أما من يُحصل أموالا نتيجة إعطاء دروس للناس فلا توجد مشكلة في ذلك، لأنه يأخذها مقابل الدرس الذي أعطاه، لكن لا يجوز أخذ المال نظير الإجازة، لأنه لا يمتلك هذه الإجازة حتى يعطيها".
المؤسسات الرسمية موجودة
وأوضح الدكتور سامي العسالة أنه توجد معاهد معتمدة تابعة للأوقاف والأزهر مثل المركز الثقافي، لمن يريد أن يتعلم العلوم الشرعية، محذرا المسلمين من الانضمام لمثل هذه الدورات المشبوهة، وطالب الهيئات الرقابية والأمنية بتتبع هذه البؤر والقضاء عليهم، لأن "هؤلاء متشددين لا يمثلون الدين الوسطي بأية حال من الأحوال".
فيما أكد الدكتور عبدالغني هندي أن دار الإفتاء أطلقت تعليما عن بعد، والأزهر الشريف لديه برنامج فتوى إلكتروني، وهما بالمجان، موضحا أن وزارة الأوقاف أطلقت مجلس موطئ الإمام مالك في مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، ويحاضر به كبار العلماء وهو أوثق وأفضل لمن أراد التعلم.
وطالب هندي بتقديم بلاغات ضد هذه الدبلومات الإلكترونية، مؤكدا ضرورة التحرك قانونيا وتشريعيا لضبط الفضاء الإلكتروني، حتى تمنع هذه الجماعات من العودة مجددا.
aXA6IDE4LjIxOC4zOC42NyA= جزيرة ام اند امز