في ذكرى استقراره بمصر.. كيف وصل رأس الإمام الحسين إلى القاهرة؟ (خاص)
يحتفل المصريون هذا الأسبوع بذكرى استقرار رأس الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما إلى القاهرة.
ومع كل عام يتم الاحتفال به يتجدد الحديث حول كيفية وصول رأس الإمام الحسين رضي الله عنه لمصر، وسط تشكيك من البعض وتوضيح من الآخرين.
يقول الدكتور عبدالحليم العزمي، الأمين العام للاتحاد العالمي للطرق الصوفية، ومؤلف موسوعة سيرة أهل البيت، إن المؤرخين اختلفوا في مكان استقرار رأس الإمام الحسين رضي الله عنه.
ويوضح العزمي لـ"العين الإخبارية"، أن الاختلاف حول أنه رُد إلى المدينة مع السبايا ودفن بجوار روضة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، أو أنه رد إلى كربلاء ودفن بجوار جسده الشريف، أو أنه بقي في دمشق، أو أنه دفن بمسجد الرقة على الفرات، وأخيرًا الرأي القائل بأن الخلفاء الفاطميين نقلوه من باب الفراديس إلى عسقلان، ثم نقلوه إلى القاهرة.
ويقول العزمي إن الرأي بوجود الرأس في المدينة ينقصه الدليل المادي الذي ذكره المسعودي، وهو أنه كان يوجد بالمدينة حتى القرن الرابع الهجري: (الحمد لله مميت الأمم، ومحيي الأمم، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سيدة نساء العالمين، والحسن بن علي بن أبي طالب، وعلي بن الحسين بن علي، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد رضوان الله عليهم أجمعين)، فلو كان الرأس في البقيع معهم ما أغفل اسم سيد الشهداء.
ويرد العزمي على الشيعة الذين قالوا بأن الرأس مدفون مع الجسد بكربلاء، بأنه من المستبعد عقلاً أن يعيد يزيد بن معاوية الرأس إلى كربلاء، وهو يعلم أنها مركز الشيعة والمنتمين للإمام الحسين، هذا بجانب أنه عندما أمر الخليفة المتوكل النويريج بهدم القبر عام 236هـ، هدموه حتى موضع اللحد ولم يرو أثرا للرأس.
وينقل العزمي عن عالمة الآثار المصرية الدكتورة سعاد ماهر، قولها: "إن أقرب الآراء أن الرأس وضع أول الأمر في خزائن السلاح بدمشق، ثم دفن في عسقلان على البحر، وحين استولى الفرنجة على عسقلان تقدم الصالح طلائع ابن رزيك، وزير الفاطميين بمصر، فدفع ثلاثين ألف درهم، واسترد الرأس الشريف، ونقله إلى مصر، حيث جاء الرأس في ثلة من الجند، واستقبله الخليفة الفاطمي هو وعسكره حفاة عند الصالحية، كما يقول الإمام الشعراني في طبقات الأولياء".
ويعلق العزمي أن مسألة استقرار رأس الإمام الحسين بالقاهرة هي مسألة تاريخية، وليست شريعة، بمعنى أنه لا يجب على الناس أن يعتقدوا ذلك، فإنكار ذلك لا يترتب عليه كفر أو إيمان، وإنما هي مسألة تاريخية يترتب عليها علم أو جهل.
ويضيف العزمي أن هناك عددا كبيرا من المؤرخين بلغ 13 مؤخرًا بخلاف اثنين من علماء الآثار، وخمسة حكام، وشيخ أزهر، وستة وعشرين عالمًا دينيًا ما بين فقيه ومحدث وإمام، أكدوا وجود الرأس في مصر.
ويستشهد العزمي، على سبيل المثال لا الحصر، بالمؤرخ ابن الأورق في كتابه "تاريخ آمد"، حيث أكد دخول الرأس الشريف في عهده، حيث حضر وشارك بنفسه ضمن جمهور المصريين في استقبال الرأس.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز