الصداع عند الأطفال: متى يقلق الآباء؟
يعاني الأطفال من الصداع العرضي مع ألم خفيف إلى متوسط يستمر لبضع ساعات، لكن لدى البعض يصبح الصداع شديدًا، فمتى يقلق الوالدان؟
يمكن أن يحدث الصداع عند الأطفال بشكل متكرر أو يحدث بسبب شيء ما، مثل ضوضاء عالية أو أضواء ساطعة أو الكثير من النشاط من حولهم، وقد يحدث فجأة.
وقد يشعر الأطفال الذين يعانون من الصداع بألم في مقدمة الرأس أو في جميع أنحاء الرأس، إذ تعتمد أعراضه كثيرا على عمر الطفل وقدرته على التواصل معك، وهذا يعني أن الصغار مثل الرضّع يعانون أيضا من ألم الرأس.
تختلف الطريقة التي يعبر بها الأطفال عن آلامهم تبعًا لأعمارهم، فقد يبكي الأطفال الذين لا يستطيعون الكلام أو يلمسون رؤوسهم أو يغلقون أعينهم بشدة لتجنب المحفزات المؤلمة.
وقد يقول الأطفال الصغار أو الأطفال في سن الابتدائية إن رؤوسهم تؤلمهم أو إن الأضواء الساطعة تزعجهم أو يستخدمون الصور المرئية للتعبير عن مستوى الألم، بينما يصبح المراهقون متقلبي المزاج أو منعزلين.
متى يجب أن يقلق الآباء بشأن صداع الطفل؟
ما يصل إلى واحد من كل 6 مراهقين يعاني من الصداع النصفي، وفقا لأحدث الإحصائيات، كما يعاني ما يقرب من 2% من المراهقين من الصداع يوميًا أو كل يومين.
وذكر موقع chop.edu أنه بالنسبة لبعض الأطفال يصبح الصداع شديدًا أو منهكًا أو مزمنًا، ويمكن أن يحدث من تلقاء نفسه أو كعرض من أعراض حالة أخرى.
وأوضح الموقع الأمريكي التابع لـ Children’s Hospital of Philadelphia أنه "في حين أن الصداع يمكن أن يكون علامة على مشكلة خطيرة مثل ورم في المخ، فإن هذا صحيح فقط 1% من الوقت".
وعدّد الحالات التي تستدعي أن يقلق بشأنها الآباء ويحصلوا على المساعدة الطبية فورا وهي:
- إذا أصيب طفلك بصداع حاد وجديد فجأة
- إذا كان طفلك يعاني من صداع يزداد سوءًا
- إذا كان طفلك يعاني من صداع متكرر أو منهك يمنعه من ممارسة الأنشطة العادية
- إذا كان طفلك يعاني من ارتجاج في المخ
في 99% من الحالات يكون الصداع مرتبطًا بمشكلة خفيفة نسبيًا مثل عدوى قابلة للعلاج، أو مرتبطة باضطراب الصداع الأولي، ما يعني عدم وجود مشكلة أساسية أخرى.
ونقل الموقع عن الدكتورة كريستينا سزبيركا، دكتوراه في الطب وإخصائية أعصاب الأطفال ومديرة برنامج صداع الأطفال، أن اضطرابات الصداع الأولية تشمل ما يلي:
1- صداع التوتر
أكثر أنواع الصداع شيوعًا وينتج عنه ألم خفيف إلى متوسط
2- الصداع النصفي
صداع شديد ومنهك يمكن أن يستمر لساعات أو أيام وغالبًا ما يكون مصحوبًا بألم وغثيان وقيء وحساسية للضوء والصوت ودوخة
3- الصداع النصفي المزمن
صداع مؤلم متكرر (15 يومًا أو أكثر)، يحدث لمدة 3 أشهر متتالية على الأقل.
في معظم الأوقات، يمكن لمقدم الرعاية الصحية لطفلك إجراء هذه التشخيصات بناءً على نمط الأعراض، ولا يلزم إجراء اختبارات، ولا تهدد اضطرابات الصداع الأولية الحياة، لكنها يمكن أن تسبب مشاكل كبيرة، مثل التغيب عن المدرسة.
كيف يمكنك مساعدة طفلك لحل مشكلة الصداع؟
هناك العديد من الأشياء التي يمكن للوالدين القيام بها لدعم أطفالهم الذين يعانون من الصداع، خاصة تشجيعهم على اتباع العادات المفيدة التالية:
- الحفاظ على جداول زمنية متسقة لتناول الطعام وممارسة التمارين والعمل المدرسي والنوم.
- حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم دون انقطاع ليلاً (8-12 ساعة في الليلة حسب العمر).
- ممارسة النشاط البدني يوميا بمعدل 20 دقيقة من التمارين القوية المسببة للعرق 3-4 أيام في الأسبوع.
- شرب الكثير من الماء والحفاظ على رطوبة الجسم لتجنب ظهور الصداع أو استمراره.
- تناول الطعام بشكل جيد والامتناع عن تخطي وجبات الطعام.
- ممارسة هوايات أو اهتمامات جديدة مثل الحرف أو القراءة أو الطهي، بهدف إرخاء عقل طفلك بعد العمل المدرسي والتخلص من التوتر ووقف الصداع من البدء أو التفاقم.
- التفاعل مع الأصدقاء والعائلة من أجل الرفقة والمتعة.