هل ينفض مدافع الأهلي غبار مواطنه في الدوري الممتاز، ويكتب مستقبل جديد له وللمدافع المصري في بلاد الضباب، أم يعيد تجربة سعيد غير الموفقة
طوال 25 عاما هي عمر الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميير ليج" بشكله الحالي احترف في أنديته 12 لاعبا مصريا فقط، من بينهم قلب دفاع وحيد هو مدافع الأهلي المشاغب إبراهيم سعيد الذي لعب فترة قصيرة وغير ناجحة في إيفرتون عام 2003.
تاريخ اللاعبين المصريين في الدوري الانجليزي عموماً لم يكلل أغلبه بالنجاح
لهذا فان الإعلان عن تعاقد أحمد حجازي مع وست بروميتش ألبيون لم يكن مجرد صفقة يمكن المرور أمامها مرور الكرام، كونه ثاني قلب دفاع مصري يحترف في البريميير ليج، وكذلك هو أمام تحد مزدوج لإثبات ذاته من ناحية، ومن ناحية أخرى الدفاع عن سمعة المدافعين المصريين في بلاد الضباب.
تاريخ اللاعبين المصريين في الدوري الانجليزي عموماً لم يكلل أغلبه بالنجاح، باستثناء تجربة أحمد حسام ميدو في توتنهام، وربما محمد صلاح الذي نأمل أن تكلل صفقته مع ليفربول بالنجاح كونه أغلى صفقة في تاريخ الريدز، ولتكون أيضا تعويضا له عن فترته الضبابية مع تشيلسي.
كان الفشل هو النتيجة النهائية لأغلب تلك التجارب حتى لو تخللها نجاح ساحق في البدايات مثلما حدث مع عمرو زكي مع ويجان أتلتيك عام 2010، أو أثناء فترات من الموسم مثل حسام غالي مع توتنهام وأحمد المحمدي مع سندرلاند ثم هال سيتي، لكن النهاية شبه واحدة للجميع وهي الفشل والعودة لمصر او الاحتراف في دوري أقل قوة.
حجازي مثل أبناء جيله محمد صلاح والنني، يمتلك عقلية مختلفة ورغبة وطموح في النجاح، بالإضافة لمقومات جسمانية قوية وقامة طويلة يستطيع من خلالها التعامل مع قوة وعنف لاعبي البريميير ليج، وينفذ بشكل خاص الأسلوب الفني لتوني بوليس مدربه الجديد في وست بروم الذي يعتمد على الكرات الطولية والثابتة باستخدام المدافعين لإحراز الأهداف، وهي كلها أشياء تساعد حجازي على النجاح في تجربته الجديدة وتحقيق مستقبل جيد وجديد له وللمدافعين المصريين في بلاد الضباب.
في المقابل يحاصره فشل سلفه إبراهيم سعيد نجم الأهلي في بدايات الألفية الجديدة، والذي خرج من القلعة الحمراء فجأة وفي ظروف غريبة مع غضب جماهيري واسع، وهي نفس الظروف التي يعيشها حجازي مع اختلاف الطريقة التي رحل بها سعيد معاراً أيضاً لعام واحد، لكنه لم يكمل أكثر من 5 شهور في "التوفيز" حتى قرر النادي انهاء التعاقد معه دون أن يلعب مباراة واحدة، وكان أفضل إنجازاته الجلوس مرة وحيدة على دكة البدلاء امام توتنهام ولم يشارك، ليعود بعدها على مصر وبعد عدة مشاكل مع القلعة الحمراء يختار الانتقال للزمالك صيف 2004 وتنتهي قصة فشله مع البريميير ليج سريعاً، ولحظ حجازي السيء سيكون هو المدافع المصري الثاني في إنجلترا بعد سعيد وماضيه غير السعيد في بلاد الإنجليز.
فهل ينفض مدافع الأهلي غبار مواطنه في الدوري الممتاز، ويكتب مستقبل جديد له وللمدافع المصري في بلاد الضباب، أم يعيد تجربة سعيد غير الموفقة بالمرة، لتظل سمعة المدافع المصري سيئة في البريميير ليج برغم نجاحات المهاجمين؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة