الجزيرة لم تتوقف يوماً عن إتاحة الفرص لظهور إرهابيين ودعاة تطرف وظيفتهم إثارة الجماهير، وإشعال الفتن، وتزييف الحقائق، واختلاق الوقائع، والحض على القتل والصدام
قال جوزيف جوبلز، مهندس ماكينة الدعاية الألمانية في عهد هتلر: "اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب، حتى يصدقك الناس"؛ وهي الاستراتيجية التي اتبعها هذا النازي المخلص لزعيمه، ليغرق العالم في الأكاذيب لسنوات كانت كفيلة بإشاعة الدمار والخراب.
يبدو أن قناة "الجزيرة" عبر الصغير عبدالله العذبة، هذا النكرة في عالم الصحافة على وجه الخصوص والإعلام بشكل عام، أحد التلاميذ المخلصين لجوبلز، والذي يسير بدأب وإخلاص على خطاه، عبر استراتيجية إعلامية قائمة على الفبركة والاختلاق والتدليس والكذب، وإمطار الجمهور برسائل مشوهة وألاعيب دعائية سوداء.
كانت الآمال كبيرة حين انطلقت قناة "الجزيرة" في منتصف تسعينيات القرن الماضي، في أن ترفد الإعلام العربي، والدولي لاحقاً، بممارسة إعلامية مهنية، خصوصاً أن النظام القطري وفر لهذه المنصة موارد وجهوداً غير مسبوقة، بغرض تحقيق الارتكاز والنفاذ في المجال الإعلامي الإقليمي والدولي.
لكن النتائج كانت محبطة ومخيبة لكل الآمال، بعدما أدرك السياسيون والباحثون وأفراد الجمهور أن "الجزيرة" لم تكن سوى أداة دعاية سوداء، تعمل ضمن مشروع شرير يهدف إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، وإشاعة الدمار والخراب في بلدانها.
الجزيرة لم تتوقف يوماً عن إتاحة الفرص لظهور إرهابيين ودعاة تطرف وظيفتهم إثارة الجماهير، وإشعال الفتن، وتزييف الحقائق، واختلاق الوقائع، والحض على القتل والصدام
دائماً ما يحرض النظام القطري عبر أزلام وبقايا زباين قناة "الجزيرة" على تعمد الإساءة للشعوب العربية ورموزها الأحياء منهم والأموات، حيث شنت "الجزيرة" كعادتها أمس الأول من خلال النكرة العذبة أحد أشباه الصحفيين، والتي تتبرأ منه هذه المهنة ومن أشكاله من المتنطعين على عالم الصحافة، هجوماً عنيفاً وغير مسبوق على أحد أهم القادة الخليجين والعرب، المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، حيث هاجم شخص الراحل وقلل من دوره ودور المملكة في حرب تحرير الكويت، على حساب النظام القطري، مزوراً ومشوهاً التاريخ الناصع للملكة ورموزها، مدعياً بأن "الجميع لا ينسى دور قطر في تحرير الكويت، والسعودية والملك فهد كان يخشى أن تكون السعودية بعد الكويت، وأن الملك فهد كان يفهم ذلك جيداً". ونحن أبناء دول مجلس التعاون الخليجي نقول لهذا النكرة المدعو العذبة، بأن المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز "قول وفعل"، وإن التاريخ لا ينسى دور المملكة وموقف الملك فهد الذي قالها مدوية للتاريخ: "يا نبقى سوا يا نموت سوا، يا تبقى الكويت والسعودية، يا تنتهي الكويت والسعودية".
منذ انطلقت "الجزيرة" لم تتوقف يوماً عن إتاحة الفرص لظهور إرهابيين ودعاة تطرف وظيفتهم إثارة الجماهير، وإشعال الفتن، وتزييف الحقائق، واختلاق الوقائع، والحض على القتل والصدام.
يمكن إيجاد الأعذار لبعض الساسة والمشاهدين في الغرب عندما تغرر بهم "الجزيرة"، إذ إنهم يقيمون هذا الشبكة انطلاقاً من أداء نسختها الأقل أخطاء والأكثر مداراة، أي "الجزيرة إنترناشيونال" الناطقة بالإنجليزية.
تعمل "الجزيرة إنترناشيونال" وفق قواعد مهنية تم اقتباسها من بعض وسائل الإعلام الغربية الكبرى التي تمتلك تقاليد مرعية في هذا الصدد، لذلك، فإنه يصعب جداً أن تضبطها متلبسة بممارسة مأفونة أو بتحريض واضح على ممارسة العنف، مكتفية بألعاب أخرى من نوع الحذف الانتقائي، والانحياز في اختيار المصادر، أو تسليط الضوء على قضايا بعينها وحجبه عن قضايا أخرى.
بسبب تلك الممارسات اعتقد البعض في العالم الغربي أن أداء "الجزيرة" بنسخها المتعددة لا يختلف عن نسختها الأقل جنوناً، وهو أمر خاطئ بكل تأكيد.
"الجزيرة العربية" مسؤولة عن الكثير من الجرائم الإرهابية التي وقعت في بلدان عديدة، لأنها ظلت تمجد العنف والموت والخراب، كما حرضت الجمهور على العصيان والاحتجاج، وأثارت الكراهية بين أبناء الأوطان، وعاملتهم بتمييز واضح.
تقوم أجهزة تنظيم الإعلام في الدول الكبرى بجهود كبيرة من أجل حماية مصالح الجمهور إزاء الرسائل الإعلامية الضارة، ومن ضمن القرارات التي تتخذها تلك الأجهزة إيقاف بث بعض الوسائل، أو حرمان بعض المذيعين من الظهور على الشاشات لفترات معينة، أو تطوير الضغوط على بعض الصحف التي تمارس ممارسات ضارة من أجل أن تغير سياساتها أو تتوقف عن الصدور.
يحدث هذا الأمر في جميع دول العالم الحر، لأن حرية الرأي والتعبير حق مصون، لكنه لا يجب أن يصادر حقوقاً أخرى مثل الحق في الحياة، والحق في التمتع بالأمن، والحق في التمتع بالكرامة، وحق الدولة السيادي في حماية أمنها وتماسكها الاجتماعي وسلمها الأهلي.
"الجزيرة" كانت وما زالت تعمل على تقويض تلك الحقوق، لذلك يجب أن تكون هناك مواقف رادعة لها.. فإما أن تتوقف عن إشاعة الخراب، أو أن تسكت للأبد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة