ندعو أهلنا في قطر إلى تغليب مصلحة الوطن على مصالح حاشية الحمدين القابضة على زمام أمور الحكم في الكيان القطري الشقيق
هذه عبارة التقت عندها قلوب الخليجيين والعرب المحبين للشعب القطري منذ بداية مقاطعة كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر للنظام القطري، تصويباً لمساره الصبياني الشيطاني المتآمر ضد إخوانه وأشقائه في سبيل إعلاء مصلحة حزب الإخوان المسلمين.
هي عبارة ترجمتها توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، إثر ترؤسه لجلسة مجلس وزراء المملكة، الأسبوع الماضي، والتي أكّدت على أنّ الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية، وأن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع، موجّهة للحكومة القطرية لتصحيح مسارها الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي وزعزعة استقرار دول المنطقة والتدخل في شؤونها.
وفي ذلك، ومع قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، حفظه الله، والمسألة القطرية، تكمن جهودٌ قيادية رائدة تعمل على تصويب الدرب أمام الشقيق القطري، وتبيان الاختيار الأمثل أمامه كي ينقذ كيانه الوطني من خطر العزلة والتشرذم، والمتمثل في عودة قطر إلى نفسها وإلينا نحن الخليجيين والعرب المؤمنين بالأخوة والمواثيق والمنضوين تحت راية الحزم والعزم لا في اختناقها وانزلاقها إلى فخ تغليب فكرة الاستقواء بالإيراني والتركي والإخوانجي والقاعدي من الطالبان والدواعش والنصرة وغيرهم.
ندعو أهلنا في قطر إلى تغليب مصلحة الوطن على مصالح حاشية الحمدين القابضة على زمام أمور الحكم في الكيان القطري الشقيق
نعم، نحن ندعو أهلنا في قطر دعوةً صريحة إلى التزام العقل وإعمال البصيرة، فلا يغرنكم حشدكم لمرتزقة الجيش التركي الإخواني، أو الحرس الثوري الإيراني، فهم في أرض خليجنا ذرات غبار سيذروها الريح وتبتلعها الأرض، ولن يكون لهم بيننا مستقر أو ممر.
ندعو أهلنا في قطر إلى تغليب مصلحة الوطن على مصالح حاشية الحمدين القابضة على زمام أمور الحكم في الكيان القطري الشقيق، فها هو أسد الدبلوماسية الإماراتية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، قد حدّد قبل أيام قليلة خيارين لدولة قطر في سياق الأزمة التي تسببت فيها الدوحة نتيجة دعمها الإرهاب، فإما أن تكون قطر في معسكر الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب، وإما أن تكون في الجانب الآخر، وها هي قيادتنا الرشيدة في كلٍّ من الإمارات والسعودية والبحرين بالتحالف والتنسيق مع جمهورية مصر العربية، تقرر عدم السماح بأي نوع من أنواع التسامح مع جماعات متطرفة وإرهابية، وفي الدرجة الأولى مع دولة قطر التي وقّعت اتفاقيتين مع دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنها لم تلتزم بهما، وما على قطر إلا أن تقوم بجهد مضاعف في تغيير رؤية الكثير من الدول، لما تقوم به من إيواء ودعم وتمويل وإبراز أصوات متطرفة، وأصوات تدعو إلى العنف، وأصوات تدعو إلى الكراهية.
إننا إذاً، نشير إلى حقيقة واضحة ناصعة، تؤكد دعم قطر بالأدلة والوثائق والاعترافات، وما اعترافات عبد الرحمن بن صبيح السويدي إلا غيضٌ من فيض هذه الاعترافات الموثقة بالصوت والصورة والتوقيع، ورغم كل ذلك نحرص كلّ الحرص، قيادةً وشعباً، على التزام قطر بتغيير مسارها الهدّام الذي سيضعها في عين البركان حتماً، وسيجعلها مستعمرة ذئاب الإخوان من كل أنحاء الأرض، بل جحرهم الفاسد الذي سينشر طاعونهم في العالم إذا لم نتكاتف جميعاً لتخليص قطر نفسها منه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة