في ذكرى ميلاده.. صدور "كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية"
عدد من المثقفين يناقشون كتاب "كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية" بنقابة الصحفيين المصريين بالتزامن مع ذكرى ميلاد الكاتب الراحل
قال الروائي يوسف القعيد، إن كتابه "هيكل يتذكر عبدالناصر والمثقفون والثقافة"، كان عبارة عن حوار مع الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، وليس دراسة مشابهة للكتاب قيد المناقشة.
وأشار القعيد إلى أن ما نُشر في كتابه هو نصف الحوار فقط، إذ طلب منه هيكل إرساله بعد كتابته، وقام بحذف أجزاء كثيرة، مضيفًا: "حاولت مراراً أن أقنعه بنشرها ورفض، وبعد رحيله لم يعد الأمر ملكي".
جاء ذلك خلال مناقشة "كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية"، الصادر عن دار العربي للنشر في القاهرة، للمهندس الدكتور يحيى حسن، بنقابة الصحفيين، وبحضور الكاتب والبرلماني يوسف القعيد، والذي يتزامن مع ذكرى ميلاد الراحل.
وتابع القعيد: "أتذكر أن سهير القلماوي قالت عن رسالتها (ألف ليلة وليلة)، والتي أشرف عليها طه حسين، عندما نشرت في كتاب، كان المنشور يعادل ثلث الرسالة".
وأشار إلى أنه بنشر الرسالة في كتاب للقراء، فهو بذلك يتنافس وغيره من الكتب الفكرية والأدبية، ولذا لا بد أن يأخذ شكلا مختلفا عن الرسالة، خاصة في الجزء المتعلق بالهوامش والمراجع، فكان يمكن كتابته بشكل أفضل للقارئ العادي.
وأوضح: "ورغم ذلك فهو كتاب مهم، ويعتبر من أفضل الكتب عن الكاتب الراحل، فلو كان حياً بيننا اليوم سيكون أسعد الناس وأكثرهم فرحاً به".
وقال الكاتب حسين عثمان: "إن الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، كان ظاهرة متعددة الجوانب، فكان ظاهرة إنسانية لقدرته على العطاء حتى بلوغ سن الـ90، وصحفية لأنه ومن قبله محمد التابعي، لم يترك أمراً في الصحافة إلا وفعله، وسياسية من منطلق الأحداث التي عاشها في مصر وخارجها".
وأضاف عثمان، الذي أدار اللقاء، أن أهم ما يميز هذا الكتاب عن الكتب التي تناولت هيكل وحياته وكتاباته أنه أطروحة علمية، وبالتالي تناولت الظواهر التاريخية من خلال قواعد البحث العلمي، وكذلك قدرة الكاتب على إعادة قراءة التاريخ، مشيراً إلى أنه من حق أي جيل أن يقدم قراءة تاريخية لما هو مستقر ومتفق عليه.
وحول الاستعدادات للكتاب، قال المؤلف يحيى حسن: "قرأت مقالات هيكل بفتراتها المختلفة، والتي يقدر عددها ٧٠٠ مقالة، ومقسمة إلى مقالات مرحلة ما قبل الأهرام، وعددها ٣٢٠ مقالا، ثم بعد مرحلة الأهرام 400 مقال، وجميع كتبه باللغة الإنجليزية والعربية، والكتب التي كتبها باللغة الإنجليزية وترجمت إلى العربية من خلاله وبواسطة آخرين، بالإضافة إلى كل ما كتب عنه، ومن أبرزهم كتاب يوسف القعيد".
وأشار حسن إلى أن كتابات هيكل تستهويه منذ فترة مبكرة، ولا سيما الجانب التاريخي منها، رغم أن الكاتب الراحل كان ينكر دائماً أنه مؤرخ، ويفضل أن يصف نفسه بأنه قارئ للتاريخ.
واستغرقت الدراسة 6 سنوات، بحسب الكاتب، وهي أطول مدة لرسالة دكتوراه، مضيفاً: "كانت هناك جوانب عديدة لدراسة هيكل، وهي الدور الصحفي، ودوره الإداري في الأهرام، ثم الدور السياسي إلى جوار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ثم أنور السادات، والدور المتعلق بالكتابات التاريخية، منها ملفات السويس، وسلسلة الصراع العربي الإسرائيلي".
وتابع: "ركزت الرسالة التي تمت مناقشتها بكلية الآداب جامعة القاهرة على محور الكتابات التاريخية"، معتبراً الموافقة على إجراء رسالة عن شخصية تاريخية ما زالت على قيد الحياة، وقت تسجيل الرسالة، أمرا تقدميا بالجامعة، إذ يشترط مرور سنوات عديدة على رحيل الشخصية لدراستها.
وأضاف: "تم تصنيف كتابات هيكل التاريخية التي استعرض خلالها تاريخ مصر من الفراعنة وحتى العصر الحديثة، ثم رصدت اللغويات في كتابات الراحل، وعددها 29 خاصية لغوية، ميّزته عن غيره، من حيث الأسلوب".
ولفت إلى أنه حاول مقابلة هيكل خلال حياته، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، مضيفاً: "رب ضارة نافعة، فقد كانت هناك أسئلة كثيرة ربما لم أكن أستطيع توجيهها له".
ومن جانبه، قال شريف بكر، مدير دار العربي للنشر والتوزيع، "أعجبت بالجهد المبذول في الكتاب عندما قرأته أول مرة، ولكن كانت هناك مشكلات تقنية لا بد من معالجتها، حتى يكون صالحا للنشر".
وأوضح: "تم حذف أجزاء عديدة، ليلائم القارئ العادي والباحث المختص أيضاً، والذي يمكنه الرجوع للرسالة كاملة"، مشيراً إلى أن هناك اتجاها في العالم بتقديم الكتب التي تتناول موضوعات عميقة للقارئ العام فيما يخص الكتب غير الأدبية.
يقع الكتاب في ٤٣٠ صفحة، ويتميز عن الكتب السابقة التي تناولت هيكل وكتبه وحياته بأنه يرصد بموضوعية كتاباته، إذ إن كثيرا مما كتب عن الراحل كان به انحياز لكاتبها، بالإضافة إلى بعض العناوين الرخيصة التي تشير إلى الأسرار والخفايا وخلافه.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg جزيرة ام اند امز