الغسيل الكلوي باليمن.. حياة المرضى "في خطر دائم"
يواجه آلاف اليمنيين المصابين بالفشل الكلوي خطر الموت إثر اختفاء معظم الأدوية في السوق وعجز مراكز الغسيل الكلوي عن علاج المرضى في خضم الحرب.
ورغم دعم مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية عبر منظمة الصحة العالمية لنحو 27 مركزاً لغسيل الكلى في جميع أنحاء اليمن، إلا أن تزايد أعداد المصابين والعجز المالي في مرافق أخرى فاقم من مأساة المصابين.
ولنحو مرتين في الأسبوع، يضطر أحمد عبدالله لخوض رحلة صعبة من قريته الريفية إلى قلب مدينة تعز لتلقي العلاج في مركز الغسيل الكلوي التابع لمستشفى "الثورة"، كبرى المستشفيات الحكومية.
ويخضع المسن عبدالله لجلسات الغسيل الكلوي مرتين في الأسبوع منذ سنوات، لكنه يصف الطريق من مراكز غسيل الكلى وتلقي العلاج إلى منزله، بأنها "مميتة" بسبب وعورة الطريق والتكاليف الباهظة.
يقول عبدالله لـ"العين الإخبارية" إنه لم يعد يستطيع العمل بسبب إصابته بالفشل الكلوي، وكذا شراء العلاجات اللازمة، مشيرا إلى أنه واحد من آلاف المصابين بأمراض الكلى الذي يحتاجون للدعم للبقاء على قيد الحياة.
من حُسن حظ عبدالله أنه يتلقى العلاج في مستشفى "الثورة" في تعز المدعوم من مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، خلافاً لآخرين في مناطق سيطرة الحوثي والذين تحوّلت حياتهم إلى جحيم بسبب تجارة المليشيات بمأساتهم.
وهناك ما لا يقل عن 3500 مريض في 27 مركزاً لغسيل الكلى يتلقون علاجات أسبوعية مدعومة بنسبة 90% إلى 100% من منظمة الصحة العالمية، بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وفقاً لبيان للصحة العالمية.
وتعمل التدخلات من قبل منظمة الصحة العالمية، بدعم مستمر من مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية، على تخفيف الضغط على مرافق الرعاية الصحية في اليمن، حيث لا يستطيع العديد من المرضى المصابين بأمراض مزمنة الحصول على العلاجات المنقذة للحياة.
وحسب البيان، فإنه بفضل شراكة منظمة الصحة العالمية مع مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية، أجري ما يقارب من 37300 جلسة غسيل كلوي للمرضى اليمنيين، بتكلفة مالية ضئيلة أو بدون تكلفة (مغطاة بالكامل).
ومع ذلك، فإن التكلفة العالية جداً للغسيل الكلوي (50 دولاراً أمريكياً لكل جلسة) وارتفاع أعداد المصابين تعني أن الاحتياجات الحالية لعلاجات الغسيل الكلوي أعلى بحوالي خمس مرات مما يمكن أن يغطيه هذا الدعم الكبير، وفقاً للبيان.
إقرار حكومي بالعجز
وقال وزير الصحة في الحكومة اليمنية، الدكتور قاسم بحيبح، إنه "يتابع كل الجهات داخلياً وخارجياً لتوفير جلسات الغسيل الكلوي التي تحتاجها المراكز".
وأعرب في بيان عن أسفه لحدوث "إشكالية النقص إثر زيادة الحالات وتوسع مراكز الغسيل بدون توفر موازنات تشغيل حكومية أو أنها غير كافية لتدهور سعر العملة المحلية وهو ما تعمل على معالجته الحكومة اليمنية".
وبشر المسؤول اليمني المرضى والمصابين بأنه "ستصل قريباً من مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية دفعة من العلاجات كما أن المؤسسة الاقتصادية تستعد لتوفير كمية منها".
ويعتبر مرضى الفشل الكلوي أكثر المرضى معاناة في اليمن، حيث يرتبط بقاؤهم على قيد الحياة بقدرتهم على الوصول إلى مراكز غسيل الكلى، ووفق منظمات حقوقية وطبية فإن 25 بالمائة قضوا نحبهم نتيجة نقص أو غياب الخدمات الصحية إثر حرب مليشيات الحوثي.
aXA6IDE4LjIyMy4xOTUuMTI3IA== جزيرة ام اند امز