حقيقة المؤلف "ابن سالوقية" صاحب نبوءة "كورونا"
الباحثان المتخصصان في التراث العربي، أيمن فؤاد سيد ومحمد البرسيجي، يوضحان حقيقة تنبؤ كتاب قديم بفيروس كورونا الجديد.
نفى باحثان متخصصان في التراث العربي، وجود كتاب بعنوان "أخبار الزمان" منسوب لمؤلف يدعى إبراهيم بن سالوقية، تنبأ بفيروس كورونا.
وقال الدكتور أيمن فؤاد سيد، أستاذ التاريخ الإسلامي والرئيس السابق لدار الكتب والوثائق القومية في مصر، ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية: "لا يوجد كتاب بهذا العنوان منسوب لهذا المؤلف المزعوم الذي تصدر محرك البحث (جوجل)، وأثار حالة من الجدل، بسبب ما أشيع عن وجود فقرات من الكتاب تتنبأ بانتشار وباء عالمي في شهر مارس/آذار عام 2020.
وأوضح أن ما أثير عن وجود نبوءة في كتاب "أخبار الزمان" مثير للسخرية، لأن الحديث عن عام 2020 غير وارد، لأن كُتاب التراث الإسلامي كانوا يتعاملون مع التواريخ الهجرية، وليست التواريخ الميلادية أو الإفرنجية، وبالتالي فمن غير الوارد التعامل مع الفكرة بجدية.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إحدى صفحات الكتاب المزعوم، والتي تحمل رقم 365 وتضمن نصها: "حتى إذا تساوى الرقمان (20=20)، وتفشى مرض الزمان، منع الحجيج، واختفى الضجيج، واجتاح الجراد، وتعب العباد، ومات ملك الروم، من مرضه الزؤوم، وخاف الأخ من أخيه، وكسدت الأسواق، وارتفعت الأثمان، فارتقبوا شهر مارس، زلزال يهد الأساس، يموت ثلث الناس، ويشيب الطفل منه الرأس".
وأشار أيمن فؤاد سيد إلى أن هناك كتابا بالفعل عنوانه "أخبار الزمان"، للمؤرخ الجغرافي المعروف علي بن الحسين بن علي، المعروف باسم أبوالحسن المسعودي، صاحب الكتاب الشهير "مروج الذهب"، وكتاب "التنبيه والإشراف"، وكلاهما من كتب الجغرافيا التي ترد بها بعض الوقائع التاريخية.
وبالإضافة لهذين المؤلفين؛ لـ"المسعودي" كتابات أخرى أقل شهرة، منها "أخبار الخوارج"، و"ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهور"، و"الرسائل"، و"الاستذكار بما مر في سالف الأعصار".
وبدوره نفى محمد البرسيجي، الباحث بمركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وجود هذا المؤلف ضمن مخطوطات أعلام الفكر العربي، وقال: "لا نعلم أي شيء عن ابن سالوقية، ولا شيوخه الذين أخذ عنهم العلم".
وشدد "البرسيجي" على أنه لا أثر لاسم إبراهيم بن سالوقية، في أرشيف مراكز المخطوطات المعروفة عربياً وعالمياً.
وأكد أن كتاب المسعودي "أخبار الزمان" لا يتناول أي نبوءات عن نهاية العالم، لأن كل محتوياته تنسجم مع كتابات الرجل الجغرافية التي ترصد بعض وقائع التاريخ.
واعتبر أن شيوع الخرافات في الأحداث الاستثنائية مسألة طبيعية، ودلل على ذلك بما أشيع من فترة منسوباً لمحيي الدين بن عربي، حيث نقلت عنه مواقع التواصل الاجتماعي نبوءات منسوبة له، ولم تكن صحيحة أيضاً، وهذا مؤشر عن شيوع ثقافة الجهل والخرافة، فضلاً عن الولع بما هو غرائبي في الحديث عن "نبوءات نهاية العالم".