أين يتلقى حزب الله الضربة القادمة في أوروبا؟
منذ بداية العام، يواجه حزب الله الإرهابي اللبناني وضعا صعبا في أوروبا، حيث تلقى ضربات قوية في ألمانيا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
فيما تتجه دول أخرى إلى اتخاذ إجراءات قوية لمكافحة المليشيا اللبنانية وأنشطتها المشبوهة.
ففي أبريل/نيسان الماضي، أعلنت ألمانيا حظر حزب الله بالكامل على أراضيها، في ضربة قوية للمليشيا الإرهابية التي تعتمد على ألمانيا في جمع التبرعات لتمويل أنشطته الإجرامية.
وقال المتحدث باسم الداخلية الألمانية، ستيف التر، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" آنذاك: "حظر (وزير الداخلية هورست) زيهوفر أنشطة المنظمة الإرهابية الشيعية حزب الله في ألمانيا".
وفي أغسطس/آب الماضي، حظرت ليتوانيا عناصر حزب الله من دخول أراضيها لمدة 10 سنوات في خطوة لاحتواء تهديد المليشيا اللبنانية.
فيما قررت إستونيا فرض عقوبات على تنظيم حزب الله الإرهابي اللبناني، واصفة إياه بـ"التهديد الكبير للأمن الدولي".
ويفرض القرار الإستوني حظر دخول البلاد على أعضاء حزب الله اللبناني، المنتمين إلى جناحيه العسكري والسياسي، وفرض عقوبات على قيادات بعينها من التنظيم من المقرر أن يجري تسميتها خلال الفترة المقبلة.
والثلاثاء الماضي، أعلنت سلطات سلوفينيا عن إدراج "حزب الله" اللبناني، كـ"منظمة إرهابية تهدد السلام والاستقرار" وحظره. وأوضحت الحكومة السلوفينية في بيان لها، أن "أنشطة حزب الله مرتبطة بالجريمة المنظمة والإرهاب، والأنشطة العسكرية على المستوى العالمي".
وفي نفس اليوم، أعلنت حكومة جمهورية لاتفيا تصنيف حزب الله اللبناني منظمة إرهابية وحظره بالكامل، ومنع عناصره من دخول البلاد.
وبذلك اتخذت 5 دول أوروبية إجراءات قوية ضد حزب الله اللبناني في 2020، وارتفع عدد الدول الأوروبية التي تحظر المليشيا اللبنانية بشكل كامل إلى 6 دول.
بالإضافة إلى ذلك، تتزايد الضغوط على سويسرا والنمسا لاتخاذ إجراءات قوية ضد حزب الله، ما يجعل الدولتين الأقرب للانضمام إلى قطار مواجهة الحزب في الفترة المقبلة.
كانت صحيفة بليك السويسرية ذكرت في أغسطس/آب الماضي أن الحزب الديمقراطي المسيحي "يمين وسط"، أحد الأحزاب المكونة للحكومة قدم طلبا لحظر حزب الله، ويدرسه المجلس الاتحادي (الحكومة).
وتابعت الصحيفة "يريد المجلس الاتحادي التحقيق فيما إذا كانت مليشيا حزب الله نشطة أيضًا في سويسرا، وإعداد تقرير شامل عن وضع التنظيم والأفرع التابعة له وأنشطته في البلاد".
وبعدها بأيام، قالت السياسية البارزة في الحزب الديمقراطي المسيحي ماريان بيندر، في تصريحات لصحيفة لوزيرنر تسايتونغ السويسرية "خاصة": "حزب الله يمكن أن ينقل أنشطته الإجرامية إلى سويسرا بعد حظره في ألمانيا، وهذا يهدد أمننا بقوة".
وتابعت "لا يمكن إضفاء الشرعية على أنشطة وأفعال حزب الله، لذلك لا بد من حظره بالكامل في سويسرا".
وفي وقت سابق، قال رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي غيرهارد فيستر "حزب الله لا يشكل تهديدا لإسرائيل فحسب، بل لكل دول أوروبا".
وتابع: "حظر حزب الله يمكن سويسرا من مراقبة خلايا التنظيم بشكل جيد في البلاد"، مضيفا: "نهدف لإعداد تقرير عن نشاط حزب الله في سويسرا، والمنظمات التي على اتصال به في أراضينا، وما إذا كان يجمع الأموال ويملك حسابات مصرفية نشطة لدينا".
صحيفة لوزيرنر تسايتونغ قالت أيضا: "يحتفظ حزب الله بشبكة في أوروبا وأيضا في سويسرا قادرة على دعم الأعمال والأنشطة الإرهابية".
وتابعت "يمكن تمديد القانون الحالي الذي يحظر تنظيم القاعدة وداعش في سويسرا ليشمل حزب الله".
وفي النمسا، أصدر البرلمان توصية غير ملزمة للحكومة في مايو الماضي بحظر جميع أنشطة حزب الله اللبناني، ما يفتح الباب أمام الحكومة لاتخاذ هذا القرار.
وترجح وسائل إعلام نمساوية اتخاذ الحكومة النمساوية قرارا بحظر حزب الله في الفترة المقبلة، خاصة في ظل شن السلطات حملة قوية ضد التنظيمات الإرهابية، ومنها الإخوان، مؤخرا.
بدورها، تضغط الحكومة الألمانية على الاتحاد الأوروبي لحظر أنشطة حزب الله اللبناني بالكامل ووضعه على لائحة الإرهاب الأوروبية.
وقال سكرتير وزارة الداخلية الألمانية، هانز جورج انجليكا لدير شبيجل الألمانية ذائعة الصيت "الحكومة تريد وضع حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية".
وتابع "حزب الله منظمة إرهابية"، مضيفا "لهذا يجب وضعه بالكامل على لائحة الإرهاب الأوروبية". ووفق دير شبيجل، تدعم الخارجية الألمانية صراحة هذه الخطوة.
وحتى الآن، لم يحدث اختراق في مسار تصنيف حزب الله بالكامل منظمة إرهابية في أوروبا، بسبب مقاومة فرنسا للخطوة. لكن ألمانيا مستمرة في الضغط على المستوى أوروبيا لوضع الحزب بالكامل على لائحة الإرهاب وحظر أنشطته، وفق دير شبيجل.
وبصفة عامة، تحظر الولايات المتحدة و3 دول أوروبية حزب الله، وهي هولندا وبريطانيا وألمانيا، فيما تدرس سويسرا اتخاذ خطوة مماثلة، وقررت ليتوانيا منع عناصر المليشيا اللبنانية من دخول أراضيها.
أما الاتحاد الأوروبي فيفصل منذ يوليو/حزيران 2013، بين جناحي الحزب السياسي والعسكري، حيث يصنف الأخير إرهابيا ويحظره، لكن لا يصف الجناح الأول بنفس الوصف، بداعي الحفاظ على قنوات اتصال مع حكومة لبنان الذي يعد الحزب جزءا منها.
aXA6IDE4LjIxOC43MS4yMSA=
جزيرة ام اند امز