حزب الله وحرية الرأي بلبنان.. ترهيب بوليسي لصاحبة الجلالة
لم تتوقف عقارب ساعة حزب الله عن القمع منذ بروزه في المشهد السياسي اللبناني، منتهكا الحريات تارة ومغردا خارج السرب تارات أخرى.
عقارب تدور وتتوقف عند كل انتهاك جديد تسجله مليشيات حزب الله بحق أي صوت يعلو، منتقدا نشازه السياسي والميداني.
انتهاك تعرضت له هذه المرة الصحفية مريم سيف الدين، التي اعتادت الكتابة ضد الحزب في "صحيفة نداء الوطن" اللبنانية.
ومساء أمس، تحدثت سيف الدين على صفحتها في "فيسبوك"، عن تلقيها تهديدا بالقتل هي وأخوتها في المنزل قبل أن تتطوّر المواجهة ويتم الاعتداء على العائلة، التي ذهبت بعدها إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى بحق المهاجمين.
تهديدات متتالية تلقتها العائلة -حسب سيف الدين- على خلفية ما تكتبه حول التنظيم، مشيرة إلى تدخل ابن شقيق النائب في حزب الله أمين شري مباشرة في القضية، وذهابه إلى مركز الشرطة لدعم المعتدين.
ووفق رواية شقيقتها على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجزت القوى الأمنية مريم سيف الدين وفتحت تحقيقا معها رغم تعرضها للاعتداء، قبل أن يطلق سراحها بعد منعها من الاتصال بالمحامي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها سيف الدين للتهديد، فالأمر نفسه تكرر مرات عدة في الأسابيع الأخيرة، وفق منشوراتها على فيسبوك وتويتر.
تفاعل وتضامن
قضية لاقت تفاعلا ودعما واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي ولا سيما من الإعلاميين الذين أبدوا خشيتهم من تعرض سيف الدين لأي مكروه، وفق ما رصدته "العين الإخبارية".
وتزامنا مع هذا التفاعل، انتشر هاشتاق على وسائل التواصل الاجتماعي يحمل اسمها "مريم_سيف"، معيدين نشر كل ما حصل معها.
وقال المحامي الناشط ميشال فلاح "صحفية لبنانية معارضة للحزب الإلهي (في إشارة إلى حزب الله)، تم تهديدها وعائلتها بالقتل كما اعتدي على شقيقها. توجّهت والدتها إلى المخفر للشكوى فتم توقيفها!".
وأضاف "مريم سيف الدين قالت لا للدويلة فحرمت من حريتها... أهلا بكم في ضاحية بيروت الفارسية القمعية البوليسية".
أما الإعلامية إلسي مفرّج، فكتبت على حسابها قائلة "إذا لم يتم توقيف المعتدي على مريم سيف وعائلتها اليوم، سيكون عارا جديدا يكتب في سجل دولة الحق والقانون. اليوم مرة جديدة دعس على حقوق الدفاع بتخطي المادة ٤٧ من قانون أصول المحاكمات الجزائية والمباشرة بالتحقيق من دون محام ومن دون حتى السماح بالاتصال بمحام".
الموقف نفسه، عبّرت عنه الصحفية لونا صفوان بقولها "مريم سيف تفضح المحسوبيات السياسية الأمنية وتتمسّك بمواقفها السياسية الحرة ضد الثنائي (أي حزب الله وحركة أمل)، بتقدمها بشكوى ضد داعمي الثنائي الذين تهجموا مرات عديدة على عائلتها داخل منزلهم".
وهو الدعم ذاته الذي أظهرته الإعلامية لاريسا عون، التي كتبت على "تويتر": "عندما تكون بمواجهة مع الدويلة (في إشارة لحزب الله) والمليشيات والبلطجية لا قمية للقانون ولا هيبة للقضاء ولا مكان للحق.. المعتدى عليه والذي تعرض لمحاولة قتل يصبح رهن التحقيق بينما يطلق سراح المعتدين".
تضامن سجله أيضا الإعلامي آلان درغام على حسابه على تويتر، قائلا "كل التضامن مع مريم سيف الدين التي تعرضت هي وعائلتها لتهجم وتهديد بالقتل، ذهبت لتشتكي على المعتدين فتم توقيفها هي.. لا المعتدين. هذا هو معنى الفساد والمافيات في البلد".
واستنكر الإعلامي سلمان عنداري طريقة التعاطي مع سيف الدين بعد خروجها بعد منتصف الليل من مركز الشرطة، وكتب: "كل التضامن مع مريم بوجه البلطجة والسلبطة واللاقانون. المثير للغثيان أنها تُركت رهن التحقيق علما أنه تم الاعتداء عليها وتهديد عائلتها".
aXA6IDE4LjExNi44OS44IA== جزيرة ام اند امز