توترات حزب الله وإسرائيل.. رسائل عسكرية لن تصل للمواجهة
قرار الحرب في يد طهران وأي مواجهة مع إسرائيل سيكون حزب الله الخاسر الأكبر فيها عسكريا وشعبيا.
رسائل عسكرية وأمنية متبادلة بين حزب الله وإسرائيل خلال الأيام الماضية، لكن رغم محاولة رفع سقف التصريحات والتهديدات بين الطرفين، يقول مراقبون إن هذه التحركات، وما سبقها، مجرد رسائل لن تصل إلى المواجهة.
المحلل السياسي لقمان سليم، يقول من جهته إن هناك أسبابا عدة لهذا الأمر أهمها أن القرار لا يعود لحزب الله إنما لطهران التي ليس من مصلحتها الدخول في حرب، حيث إن الحزب يعتمد مع إسرائيل السياسة نفسها التي تعتمدها طهران تجاه واشنطن ودول الخليج عبر استفزازات ورسائل محدودة، والهدف فقط هو المفاوضات.
ويوضح سليم، لـ"العين الإخبارية": "توجد حرب صامتة بين إسرائيل وحزب الله والهدف منها إثبات الاستعداد للمواجهة لكن لا يعني أن ذلك سيؤدي إلى تصعيد أكبر لأن الطرفين لا يريدان الحرب".
ويضيف: "قرار الحرب في الوقت الحالي سيكون ضربا من الجنون كما أن حزب الله لن يكون قادرا على تحمل تداعياتها الداخلية في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من أزمات اقتصادية واجتماعية".
من هنا يرى سليم أن كل ما يحصل اليوم من رسائل تبقى في إطار "الحرب بلا دماء" للحث باتجاه المفاوضات وليس الحرب.
ولا يختلف رأي الخبير العسكري والعميد المتقاعد خليل الحلو، عن سليم، حيث يرى أيضا أن قرار الحرب في يد طهران، مشيرا إلى أن أي مواجهة سيكون حزب الله الخاسر الأكبر عسكريا وشعبيا.
ويقول لـ "العين الإخبارية": "إسرائيل وحزب الله دائما في حرب مفتوحة وما يحصل في المرحلة الأخيرة يندرج ضمن هذا السياق، لكن يبدو أنه لا قرار للتصعيد حتى الآن".
ويضيف: "بين الأجندة الإسرائيلية والإيرانية بات مصير الشعب اللبناني على المحك فيما الدولة بكل مسؤوليها غائبة، حتى أنها لم تصدر أي موقف تجاه ما يحصل".
ويرى أن الشعب اللبناني سيبقى خائفا من أي تصعيد ما دام ليس هناك من دولة قوية وقادرة على وضع حد لحزب الله.
ورغم ذلك يقول الحلو: "المشكلة أن هناك العديد من الحروب تقع دون أي قرار وبالتالي أي انزلاق قد يؤدي إلى مواجهة خاصة وأن الآمر هي ايران التي تدير اللعبة بعيدا عن مصلحة الشعب اللبناني".
ومع استمرار الطائرات الإسرائيلية بالتحليق منذ أيام في أجواء مختلف المناطق اللبنانية، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة تابعة لحزب الله عند الجانب السوري من الحدود مع لبنان دون أن تسفر الضربة عن سقوط قتلى، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحزب لوكالة فرانس برس.
وبعد يومين على العملية، أعلن الجيش الإسرائيلي تضرر 3 نقاط في الجدار الحدودي مع لبنان أو ما يُعرف بـ"الخط الأزرق"، وأكد عدم حدوث تسلل، محملا الحكومة اللبنانية المسؤولية، في خطوة وضعت في خانة الرد على استهداف سيارة حزب الله.
وإثر ذلك، وجه وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وزارته بتقديم شكوى لمجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة.
ونقلت الخارجية الإسرائيلية تصريحات لكاتس قال فيها: "أتوقع من حكومة لبنان القيام بمسؤوليها ومنع تهديدات من هذا القبيل على أمن إسرائيل والمنطقة"، لكن في المقابل، لم يصدر أي موقف أو تصريح رسمي من الدولة اللبنانية.
والمتتبع لمسار الأحداث التي وقعت منذ العام الماضي بين حزب الله وإسرائيل يجد أن جميعها رسائل، كان أبرزها سقوط طائرتي استطلاع إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث خرج بعدها أمين عام حزب الله حسن نصرالله متوعدا باستهداف الطائرات المسيرة التي تطلقها إسرائيل في الأجواء اللبنانية وهو ما لم يحدث، والأمر نفسه جرى بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني مطلع العام الجاري.
ولبنان وإسرائيل لا يزالان رسميًا في حالة حرب، كان آخرها في يوليو/ تموز عام 2006، بعد إقدام حزب الله على خطف جنديين إسرائيليين فأعقب ذلك هجوم مدمر، وانتهى بصدور القرار 1701 الذي أرسى وقفا للأعمال القتالية وعزز من انتشار قوات الأمم المتحدة في الجنوب اللبناني.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA=
جزيرة ام اند امز