في تقديري أن العيون المسلطة على الحزب ونشاطاته هذه الأيام تعتبر فرصة ذهبية وربما نادرة للفئات المناوئة لهذا الحزب العميل
لبنان كما هو معروف يرزح تحت وطأة دَيْنٍ يتزايد، وصل كما تقول المصادر إلى تسعين ملياراً، وكلُّ المؤشرات تؤكد أنه في ازدياد مستمر، فليس ثمة مصادر يمكن لها أن تقوم بكبح جماح تزايده فضلاً عن تسديده، والطبقة السياسية الحاكمة في لبنان لا تكترث بهذا القرض الكارثي الضخم، قدر اهتمام كل فئة، أو بالأصح كل طائفة، بتكريس سيطرتها على التحكم بمقاليد المشاركة في صناعة القرار، ولن أضيف جديداً لو قلت: إن إيران من خلال حزب الله هي المسيطرة سيطرة كاملة على مفاصل السلطة في لبنان، وكل من عداها إما أنه متحالف معها، وبالتالي خاضع لها أو أنه يعيش على الهامش لا حيل له ولا قوة.
في تقديري أن العيون المسلطة على الحزب ونشاطاته هذه الأيام من قبل العالم أجمع تعتبر فرصة ذهبية وربما نادرة للفئات المناوئة لهذا الحزب العميل، بعرقلة تحركاته وكبح جماحه وتقليم أظافره، بالشكل الذي يعيد التوازنات إلى لبنان للتعايش مع بعضهم بعضا، ويجعل التوافقات بين القوى السياسية أكثر عدالة
وإذا ترجمنا هذا الحديث بلغة طائفية، وهي لغة ذات قوة ونفوذ في لبنان، فيمكن القول إن الطائفة الشيعية ممثلة في حزب الله، وحركة أمل هي الطائفة التي تملك لبنان ملكية كاملة، كملكية الأفراد في أملاكهم الخاصة، فهي تسيطر على مطار بيروت بكل مرفقاته، وهي تسيطر على منفذ (المصنع) الحدودي، حيث إنه المنفذ البري الوحيد بين لبنان وسوريا، كما سيطرت مؤخراً على ميناء بيروت البحري، ولأن المعونات الإيرانية التي كان يغدقها نظام الملالي على لبنان انخفضت، إذا لم تكن توقفت تماماً بسبب العقوبات الاقتصادية على إيران، فإن الحزب لجأ إلى الاتجار بالمخدرات بجميع أنواعها وبالسلاح، لتساعده على تدبير تمويله على كوادره حتى تعود الإعانات الإيرانية، والتي يقال إنها تصل إلى 700 مليار دولار.
الغرب، وبالذات أمريكا وبريطانيا بدأت بوضع تصرفات الحزب وتحركات المنتمين إليه تحت المجهر، وبدأ الأمريكيون برصد وتتبع استثمار لبنان بأكمله وليس فقط حزب الله، ونشاطاته غير الشرعية في الداخل خاصة في أمريكا اللاتينية، ما سوف ينعكس قطعاً على الحزب نفسه ونشاطاته ويضعف من قوته ويكبل نفوذه، خاصة أنه يرزح تحت ديون تصل إلى تسعين مليار دولار.
بمعنى آخر، فإن لبنان على اعتبار أنه ذراع من الأذرع المهمة لإيران في المنطقة سيواجه مستقبلاً كالح السواد، بسبب سيطرة حزب الله على مقاليد السلطة في لبنان، واستخدامه هذه السيطرة لدعم إيران ومساعدتها في تنفيذ أجنداتها الإرهابية في المنطقة.
وفي تقديري أن العيون المسلطة على الحزب ونشاطاته هذه الأيام من قبل العالم أجمع تعتبر فرصة ذهبية وربما نادرة للفئات المناوئة لهذا الحزب العميل، بعرقلة تحركاته وكبح جماحه، وتقليم أظافره، بالشكل الذي يعيد التوازنات إلى لبنان للتعايش مع بعضهم بعضا، ويجعل التوافقات بين القوى السياسية أكثر عدالة، ولا تسيطر فئة معينة على بقية الفئات الأخرى.
ويتفق جميع اللبنانيين، بمن فيهم قطاع كبير من عقلاء الشيعة أنفسهم، على أن سيطرة حزب الله على جميع السلطات اللبنانية بما فيها السلطة القضائية كان السبب الرئيسي في طرد المستثمرين ومعهم السياح من لبنان، كما يتفقون في أغلبيتهم على أن من أهم معوقات السياحة -وبالذات الأمن- تعود بصفة أساسية إلى هيمنة هذا الحزب المسلح الدموي على لبنان، واستخدامه سلاحه لدعم ما يسمونه (المقاومة) لتحرير فلسطين، والمضحك المبكي أن هذا الحزب قتل من السوريين في الحرب الأهلية في سوريا أضعافاً مضاعفة مما قتل من الإسرائيليين، بل إنه، ومعه الإيرانيون، لم يطلقوا على إسرائيل رصاصة واحدة، لينطبق على أمينه العام حسن نصر الله وهو مختبئ في سردابه كالجرذ قول الشاعر:
هلا برزت إلى غزالة في الوغى *** بل كان قلبك في جناحي طائر
نقلاً عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة