كان واضحا منذ البداية أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ستمثل نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية، كونها خطة «جهنمية رتبت بدقة»
كان واضحاً منذ البداية أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ستمثل نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية، كونها خطة «جهنمية رتبت بدقة، وأدت إلى نتائج وخيمة حقاً»، ومنذ البداية أيضاً ننظر إلى تلك الواقعة المروعة باعتبارها عملاً آثماً قام بها أفراد بغض النظر عن جنسياتهم أو انتمائهم إلى هذا البلد أو ذاك، لكن عبر السنوات، وكعادة جارة السوء قطر، بدأت في اختلاق العلل المغايرة، نحو تحريض سافر ومريب على المملكة العربية السعودية، محاولة تحويل الوهم الذي في رأسها إلى حقيقة على الأرض، إلى أن فقدت الرشد تماماً، وها هي تربط بين خالد شيخ محمد مهندس ومخطط العديد من عمليات تنظيم «القاعدة» الإرهابي والسعودية.
طيب.. هناك خصومة مع قطر، لكن أن يصل تفسيرها للخصومة إلى مثل هذا الفجور، فإن قطر تنسلخ مجدداً عن كل صفات الدولة، وتدخل بالفعل في صفات الجماعة والعصابة
قطر ليست فاقدة الرشد فقط وإنما الذاكرة أيضاً، فمعروف أن هذا الرجل عمل في التسعينيات في قطر، ودبر عمليات وتفجيرات لـ«القاعدة» وهو هناك، من بينها عمليات عديدة في بريطانيا وأوروبا بشكل عام، وعبر السنوات الطويلة الماضية كان ارتباط خالد شيخ محمد الباكستاني الأصل، والمنتمي إلى تنظيم الإخوان المسلمين منذ نعومة أظفاره، وصولاً إلى الانتماء رسمياً إلى «القاعدة» بتمويل ورعاية قطريين.
تروج جارة السوء اليوم، وبأسلوب فج فظيع، للتحريض على المملكة العربية السعودية الشقيقة، نحو تحميلها تبعات اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، ومن ثم «دفع مئات مليارات الدولارات»، حسب تعبير الأبواق الإعلامية القطرية.
هكذا جارة السوء قطر من الوهم إلى الاتهام إلى الإدانة إلى المطالبة الملحة بإنزال العقوبة، ولا احترام لقانون أو نظام، ولا أعراف دبلوماسية أو تقاليد سياسية، وفي النهاية ليس إلا التجسيد المخل بكل القيم تقدمه قطر، فتقدم من خلاله نفسها حالة الارتباك والعزلة، وحالة الكآبة والوسواس القهري، واستمرار التدخل في شؤون الغير، والتحريض على الفتنة والقتل، والمضي كذلك في إيواء أو احتضان المعارضات المسلحة، ثم استخدام تلك المعارضات وأصواتها الشاذة في المستقبل وفق ما تشاء، وبما ينسجم والفكرة القطرية الإخوانية الضيقة.
عرض الإرهابي خالد شيخ محمد أن يقول شهادته لمصلحة ضحايا واقعة البرجين، فما كان من جارة السوء إلا أن رحبت وهللت لأن شهادته، لا كما توقعت الدوحة وإنما كما قررت، أن الشهادة ستضر السعودية، الدولة والشعب، وستغرمها جراء واقعة سابقة في زمن آخر، واقعة قام بها أفراد من تربية قطر وإن انتموا إلى جنسية غيرها، مئات مليارات الدولارات!
طيب.. هناك خصومة مع قطر، لكن أن يصل تفسيرها للخصومة إلى مثل هذا الفجور فإن قطر تنسلخ، مجدداً، عن كل صفات الدولة، وتدخل بالفعل في صفات الجماعة والعصابة.
فمن يحكم قطر؟ يستحضر المرء لدى طرح هذا السؤال مسلسل غوار الطوشة «حارة كل من إيدو إلو»، والواجهات السياسية القطرية كما الأبواق الإعلامية تقول ذلك وتردده من أول طلوع الشمس إلى مغربها، وكيف تستعيد قطر حكاية خالد شيخ محمد بهذا الشكل وهي جزء أساسي من القصة؟ كم غوار الطوشة في قطر؟
جارة السوء قطر أو «حارة كل من إيدو إلو» يحكمها غوار الطوشة بلحمه وشحمه، بل أكثر من غوار طوشة واحد، فلا عقل أو حكمة، وليس إلا الطيش والتهور والمضي في المتاهة أبعد.
وكأنما جارة السوء قطر تعيش الآن مسلسلاً كوميدياً لا يخلو من المرارة والحزن.
نقلا. عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة