بالصور.. 9 معالم أثرية خسرها العالم في 100 عام
٩ مواقع أثرية خسرها العالم خلال المئة عام الماضية لأسباب عدة أبرزها الصراعات والحروب، في العراق، سوريا، روسيا، الصين، أفغانستان، كندا
تعتبر الآثار والمواقع التراثية سجلاً هاماً للإنسانية بأكملها، حيث تؤرخ لحضارات اندثرت وشعوب عاشت منذ ملايين السنوات فتروي لنا قصص الأمم الماضية؛ كيف عمروا الأرض؟ كيف عاشوا؟ ما الظروف البيئية التي عاصروها؟ وما الذي أودى بهم؟
وفقد العالم قصص تسعة مواقع تراثية وقطع أثرية فقدناها خلال المئة عام الماضية لأسباب تنوعت ما بين تدخل الإنسان وجشعه والحروب، وغياب قوانين تحمي تلك المواقع بالإضافة إلى الظروف الطبيعية والمناخية التي رسمت نهاية تلك الآثار.
1. مدينة نمرود - العراق
كانت المدينة العراقية عاصمة الإمبراطورية الآشورية في عهد الملك آشورناسييربال الثاني، والذي حكم مابين العامين 883 و 859 قبل الميلاد. وتميزت قصور الملك آشورناسييربال الثاني بالزخارف العاجية والحجار الكريمة التي صورت الملك خلال رحلات الصيد وقتاله في ساحات المعارك، وخلال تأدية طقوسه الدينية.
في عام 2015، دمر تنظيم داعش الإرهابي المدينة بالمتفجرات والجرافات ولم ينجُ من المدينة سوى الآثار التي كان قد عثر عليها عالم الآثار البريطاني أوستن هنري لايارد خلال تنقيبه في المدينة في القرن ال19 . تعرض هذه الآثار اليوم في المتحف البريطاني في لندن ومتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك.
2. معابد تدمر - سوريا
يعود تاريخ المعابد في مدينة تدمر السورية إلى 2000 عام مضت، حيث يضم كل معبد عددا من الأعمدة الضخمة المميزة بزخارفها الدقيقة. واستخدمت هذه المعابد خلال حكم الرومان للمدينة والتي عرفت بكونها مركزا تجاريا مهما على طريق الحرير مما أكسبها مكانة مهمة وجلب لها الكثير من الثروات.
قام تنظيم داعش الإرهابي عام 2015 أيضا خلال سيطرته على المدينة بتدمير عدد من المعابد منها معبد بعل شمين المخصص لآلهة الكنعانيين، كما نهب ودمر عدداً من المواقع الأثرية في المدينة العريقة خلال الشهور التي استولى فيها على المدينة.
3. إنسان بكين - الصين
تم اكتشاف مجموعة من الأحافير، التي تعود إلى إنسان بكين، ما بين عامي 1920 و 1930 في كهف تشوكوديان في الصين، حيث أكد علماء التاريخ أن الأحافير تعود لنصف مليون عام مضت. وكان لهذه الأحافير دوراً مهماً في التعرف على مدى تطور الإنسان القديم ومهاراته والمعدات التي استخدمها لحماية نفسه أو تجهيز طعامه.
لكن عام 1941 تم تجميع الأحافير لشحنها إلى الولايات المتحدة، ولم يعثر عليها بعد ذلك، وأغلب الروايات تقول إنها ضاعت خلال عملية النقل. وما زالت فرق البحث حتى اليوم تجري عمليات تنقيب في كهف تشوكوديان للعثور على معلومات أدق عن إنسان بكين، ونتج عن هذا التنقيب بعض النتائج التي تشير إلى أن من المرجح أن إنسان بكين وصل الصين قبل 780 ألف عام، عندما كان مناخ الصين أكثر برودة.
4. شجرة تينيري - النيجر
قبل تدميرها كانت شجرة تينيري هي الشجرة الأكثر عزلة في العالم، وشكلت الشجرة مقصداً للسياح وللمهتمين بالعناصر الطبيعية في البيئات القاحلة؛ حيث تقع الشجرة في صحراء تينيري في النيجر. وعلى الرغم من أن العلماء لم يتمكنوا من تحديد عمرها بدقة إلا أنهم يتوقعون أنها تعود لفترات كانت المنطقة المعروفة اليوم بالنيجر أكثر رطوبة.
وعلى الرغم من أن الشجرة نجت من مئات الكوارث الطبيعية وسنين طويلة من الجفاف إلا أنها لاقت نهايتها عام 1973 بعد أن اصطدمت بها إحدى السيارات، لكن لا يوجد تأكيد على صحة تلك الرواية. بعد دمارها، نُقلت الشجرة إلى متحف النيجر الوطني في العاصمة نيامي؛ كما تم تشييد تمثال معدني في موقعها ليبقى شاهداً على ذكرى تلك الشجرة الفريدة.
5. تمثالا بوذا - أفغانستان
يعد التمثالين الأطول لبوذا في العالم بطول يبلغ 55 مترا لأحدهما و 38 مترا للآخر، حيث يعتبران من أهم المواقع التراثية ويقعان على منحدرات وادي باميان في أفغانستان. تم بناء التمثالين قبل 1500 عام مضت كجزء من مجموعة معابد وأديرة بوذية.
في شهر مارس عام 2001 قامت حركة طالبان خلال سيطرتها على الحكم في أفغانستان بتدمير التمثالين وتفخيخهما بالمتفجرات ضمن حملة الحركة لاستئصال كل التماثيل التي تعود إلى ما قبل الإسلام. وفي نهاية 2001 طُردت طالبان من المنطقة وعادت فرق الآثار للتنقيب عن الآثار التي لم تصل لها يد التدمير والخراب، وأعيد إحياء التماثيل لاحقاً بعرض استُخدم فيه نظام إسقاط ضوئي لإعادة تشكيل صورة للتمثالين. يظهر في الصورة النمثال الأكبر قبل التدمير وبعده
6. دير مار بهنام - العراق
يقع دير مار بهنام قرب مدينة الموصل العراقية، حيث بني في القرن السادس الميلادي، وسمي على اسم أحد الأمراء الأشوريين الأوائل الذين اعتنقوا المسيحية.
يتميز الدير بعمارته المميزة ونقوشه التي تملأ الجدران والأعمدة والتي تعود إلى 1500 عام مضت.
دُمر الدير عام 2014 على يد تنظيم داعش الإرهابي خلال احتلاله لبعض المناطق في العراق، لكن أمير الحرّاك، أستاذ حضارات الشرق الأوسط والأدنى في جامعة تورنتو، كان قد سبق التنظيم وقام بتوثيق نقوش وزخارف المعبد.
ويعمل الحراك اليوم مع المركز الكندي لتوثيق الكتابات الأثرية، لتجميع الصور والوثائق الخاصة ببحثه في ملفات رقمية ليحفظها من الزوال.
7. هرم نوه مول الكبير - بليز
يعود هرم ”التل الكبير“ أو ما يعرف بـ ”نوه مول“ في دولة بليز لحضارة المايا التي سكنت مناطق عدة من أمريكا الوسطى، حيث ارتفع بطول 30 مترا في مجمع نو مول المقدس عند حضارة المايا قبل تدميره، ويرجع تاريخ بنائه إلى أكثر من 2000 عام.
في عام 2013، قامت شركة بناء بتدمير الهرم لاستخدام صخوره في مشروع بناء طرق، على الرغم من وجود الصخر في منطقة محمية بقوانين تحظر تدمير أي معلم أثري قديم.
8. موقع مانتل - كندا
يقع موقع مانتل الأثري والذي يقدر عمره بـ500 عام في ويتشيرش في ستوفيل، أونتاريو بكندا. و يضم 100 مسكن تقليدي يعود للهنود الحمر الذين سكنوا أمريكا قبل عدة قرون. اكتُشف بين عامي 2003 و2005 وعلى الرغم من تهالك معظم المساكن الخشبية، إلا أن علماء الآثار تمكنوا من حفظ بعض القطع الأثرية.
دُمرت عدة مواقع أثرية تعود للسكان الأصليين في أمريكا وكندا بسبب بناء مشاريع تجارية ومساكن حديثة على حساب الآثار.
وقد انتُقدت أونتاريو في كندا بسبب تراخي قوانين حماية الآثار والمواقع التراثية، حيث تم الضغط على الجهات المعنية حتى تم تغييرها مؤخراً، وربما لو وجدت هذه القوانين الجديدة عام 2003 لحفظ موقع مانتل الأثري.
9. غرفة العنبر - روسيا:
شيدت غرفة العنبر في القرن الـ18 الميلادي في قصر كاترين في مدينة سان بطرسبرج الروسية، وسميت بهذا الاسم نسبة للعنبر الثمين الذي يزينها من الداخل، حيث تضم لوحات مصنوعة من 1000 رطل من الكهرمان (العنبر) حسب بعض التقديرات بالإضافة إلى أعمال موزاييك ونقوش ومنحوتات مرصعة بالأحجار الكريمة والذهب.
تم تفكيك غرفة العنبر ونقل مقتنياتها غرباً باتجاه ألمانيا خلال الاجتياح الألماني لروسيا عام 1941، وعلى الرغم من تقديم علماء الآثار عدة نظريات عن مكان تواجد الغرفة اليوم إلا أن موقع الغرفة المفككة غير معروف حتى الآن. يوجد في قصر كاترين غرفة محاكية لغرفة الكهرمان تم إنشاؤها لاحقاً لإحياء ذكرى هذه الغرفة الفارهة.