السؤال المهم يقول: كيف فكرت وبأي طريقة ناقشت هذه المجموعة من الإخوان وفيلق القدس فكرة أن تؤذي السعودية عبر تفسيرات وتحليلات خيالية؟
في وثيقة من سبعمائة صفحة نشرها موقع (ذا إنترسبت) بالتعاون مع صحيفة نيويورك تايمز، تم الكشف عن مخططات إخوانية وفيلق القدس، وقد أصيبا بالهوس وجنون الارتياب عند محاولة النيل من المملكة العربية السعودية الدولة التي تتربع على عرش المنطقة تاريخيا، فالسعودية يبلغ عمرها ما يقارب ثلاثمائة عام، كما أنها تتربع على عرش الاقتصاد العالمي كونها الدولة الأكثر إنتاجا واحتياطا من الطاقة التي تسير العالم.
النصحية الأكثر أهمية لكل أولئك الذي يفكرون بشكل سلبي عن السعودية أن يستوعبوا التاريخ جيدا عندما يذكرون المملكة العربية السعودية.
السعودية قبل كل هذه الميزات بلد تحتضن بشرف بين أراضيها الحرمين الشريفين ويعرفها ويصلي باتجاهها ما يقارب مليارا ونصف المليار مسلم في العالم، وتطل على أهم الممرات المائية في العالم، والسعودية هي البلد المحوري في العالم والشرق الأوسط، ولو استرسلت بالكتابة عن السعودية لاحتجت إلى كتب وليس كتابا واحدا، وهذا ليس مبالغة بحقها لأنها بلدي فكل البلدان لها من التميز والتفرد ما يجعلها تختلف عن غيرها، ولكن الدول لها عناوين واضحة في منجزاتها التاريخية ومكانتها بين الدول.
السؤال المهم يقول: كيف فكرت وبأي طريقة ناقشت هذه المجموعة من الإخوان وفيلق القدس فكرة أن تؤذي السعودية عبر تفسيرات وتحليلات خيالية لواقع يستحيل أن يحدث وفقا لمعطيات التاريخ والحالة السعودية كدولة راسخة؟ هذه لم تكن المحاولة الأولى من هذه الفئات أو غيرها تهدف إلى الإساءة إلى السعودية، وكنت أتمنى على المجتمعين أن يقرأوا التاريخ ليعرفوا ترتيبهم الطبيعي في قائمة الفشل بين أولئك الذين بذلوا جهودا وأموالا أكبر وأكثر كي يسيؤوا إلى السعودية وكان مصيرهم ليس الفشل وحده وإنما الانتهاء من على هذه الأرض برمتها، فطموحهم كان أكبر من واقعهم، وهذا مصير كل من يحاول أن يلعب دورا أكبر منه سياسيا.
هذا الأمر -وبهذه الصورة- ليس مقبولا ولا يمكن أن يكون مقبولا سواء من المخططين أو المستضيفين؛ لأنه ينم عن فشل في التعاطي مع المسار السياسي والعلاقات الطبيعية بين الدول، وينبئ عن جهل عميق في التاريخ، لقد كانت هذه المجموعة كما أعتقد وبحسب ما نشر عنها تتصور أنها يمكن أن تخترق النسيج الاجتماعي السعودي أو حتى يمكنها أن تجر السعودية إلى ملعب مختلف، والإجابة ببساطة أن تاريخ هذا الوطن الطويل منحنا جلدا سميكا من الاندماج والثقة بهذا الوطن وقيادته على مر السنوات.
ما أعرفه عن تاريخ وطني السعودية في مثل هذه المواقف، ألا يتوقع أحد انفعالا أو تصرفا سياسيا أو دبلوماسيا غير محسوب منها، فالسعودية بعراقتها اعتادت أن تشهد مثل هذه المحاولات وتشهدها في لحظة انكشافها أمام العالم، كما جاء في هذا التقرير الإخباري، الدول العريقة قادرة على بناء مسارات كثيفة تجعلها بإذن الله محصنة ضد كل عابث وخاصة في نموذج السعودية التي تميزت سياسيا بعلاقة اندماج بين المجتمع ومؤسسة الحكم فيها، والنصيحة الأكثر أهمية لكل أولئك الذي يفكرون بشكل سلبي عن السعودية أن يستوعبوا التاريخ جيدا عندما يذكرون المملكة العربية السعودية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة