صراع مخابرات روسيا وأمريكا.. تاريخ من التلاسن والاختراقات
تاريخ أزمة التلاسن داخل الحكومة الأمريكية بسبب الاختراقات الروسية.. تعرف عليها
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أنه سيجتمع بمسؤولي المخابرات الأمريكية يوم الجمعة، للنظر في مزاعم الاختراق الروسي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يشكك ترامب في استنتاجات الاستخبارات الأمريكية بأن روسيا اخترقت بيانات خاصة بالحزب الديمقراطي.
وسبب أزمة الثقة التلك هو تقارب ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصوفه الأخير بأنه "إحدى أكثر الشخصيات الأمريكية عقلانية" طبقاً لما ذكرته الصحف الأمريكية.
"ترامب وبوتين سياسة واحدة".. الكرملين يصف التقارب بالاستثنائي
وبدأت القصة عندما نشر موقع ويكيليكس للتسريبات في أكتوبر/ تشرين الأول 2016 عدداً من الوقائق، بلغ أكثر من 13 ألف رسالة إلكترونية حول بيانات سرية للحزب الديمقراطي الذي كانت هيلاري كلينتون تترشح باسمه في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، وقامت تلك التسريبات بفضح إستراتيجيات قام بها الحزب لإقصاء المرشح الديموقراطي حين ذاك السيناتور بيرني ساندارز من الترشح باسم الجمهوريين.
حرب إلكترونية تضرب حملة هيلاري.. والمتهم حلف "بوتين- ترامب"
لكن التسريبات لم تتوقف حتى هذا الحد، فقد نشت ويكيليكس 58 ألف إيميل آخر حول بيانات حساسة لوزارة الخارجية الأمريكية وتسريبات شديدة الحساسية حول هيلاري كلينتون وتضامنها مع كبار الشركات والمؤسسات في وول ستريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وجاء فيها العديد من العبارات التي قالتها كلينتون لتسهيل أعمالهم وجعل تنظيم وول ستريت يبدو بشكل صوري بعيداً عن الأعين.
"ويكيليكس" تفضح تدخلات كلينتون في أزمة البحرين
وقام مكتب التحقيقات الفيدرالي بفتح تحقيق موسع حول تلك الاختراقات بالتعاون مع عدة أجهزة أمنية أمريكية، وفي ديسمبر/كانون الأول 2016 رفعت الأجهزة الأمنية تقريراً حول ضلوع روسيا بشكل مباشر في عمليات الاختراقات، للتلاعب في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح مرشح الجمهوريين دونالد ترامب، والذي فاز بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
أوباما يطلب تقرير المخابرات عن قرصنة انتخابات الرئاسة
مطالبات بالكونجرس الأمريكي بالتحقيق في التسلل الإلكتروني الروسي
وأعلنت الاستخبارات المركزية الأمريكية في نفس الشهر أنها تمتلك دلائل قاطعة حول ضلوع روسيا بشكل مباشر في الاختراقات، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بالتوعد، للرد على الاختراقات الروسية بشكل مباشر، بينما وصف الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب تلك الدلائل بأنها "اتهامات مثيرة للضحك".
"هراء".. رد روسيا على اتهامات واشنطن لها بالقرصنة
"إف بي آي" تتفق مع "سي آي ايه": روسيا تدخلت في الانتخابات
ونفت روسيا ضلوعها في تلك الاختراقات على لسان الكريملن واصفاً إياها "بتهم لا صحة ولا دليل لها"، مما دفع واشنطن، وبالأخص إدارة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، بطرد الدبلوماسيين الروس من واشنطن، في خطوة لم تقم الإدارة الروسية بردها، حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا نية له في طرد الدبلوماسيين الأمريكيين من روسيا.
موسكو نافية تدخلها في سباق البيت الأبيض: قدموا أدلة أو اصمتوا
وقام ترامب بإتهام مسؤولي الاستخابارات الأمريكي بتعطيل اجتماع كان من المقرر أن يحدث بين ترامب ومسؤولي الاستخبارات الأسبوع الماضي، إلا أنه أكد في وقت لاحق أن الاجتماع سينعقد غداً الجمعة، لمناقشة التقرير والدلائل التي أعلنت الاستخبارات الأمريكية امتلاكها حول الاختراقات الروسية.
والجدير بالذكر أن ترامب قد شكك في صحة ما نشر على موقع ويكيليكس، وربط المعلومات المنشورة بتدخل الحكومة الروسية في نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016.