"جُماش".. مشروع منزلي للحد من استخدام البلاستيك بأيدٍ مصرية
الشابة المصرية هبة كامل تطمح أن تصل فكرة مشروعها إلى أكبر عدد من الناس ويتحول مشروعها إلى شركة كبيرة للحد من استهلاك البلاستيك
لوعيها بخطورة البلاستيك على البيئة والإنسان، وفي محاولة لتشجيع غيرها على الحد من استخدامه قررت الشابة المصرية هبة كامل، الحاصلة على بكالوريوس التجارة، المساهمة في إنقاذ البيئة والحد من استخدام أكياس البلاستيك في منزلها من خلال مشروع "جُماش".
عن بداية الفكرة، قالت هبة كامل لـ"العين الإخبارية": "من 3 سنوات كنت أعيش في دولة عربية وبها تحولت رغبتي في الحد من استخدام أكياس البلاستيك إلى عادة، فدائما معي حقيبتي الخاصة للتسوق والمصنوعة من القماش، وعندما عدت إلى مصر كان لابد من اتباع نفس نمط الحياة".
وأضافت هبة، صاحبة الـ38 سنة: "قررت البحث عن بدائل لاستخدام أكياس البلاستيك، بحثت عن الأدوات والخامات الجيدة من القماش، وبحثت عن مكان للتنفيذ وبالفعل نجحت في إعداد حقائب للاستخدام الشخصي، وعرضتها على صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي وكتبت عن سعادتي بتقليل استهلاكي من الأكياس البلاستيك في كل مرة أذهب فيها إلى السوبر ماركت، وأحب الناس الفكرة ودعموني. ومن هنا كانت البداية".
وعن اسم سبب اختيارها لاسم "جماش" تابعت: "بعدما وجدت تشجيعا من الأهل والأصدقاء بتحويل هذه الفكرة إلى مشروع، قمت بتنفيذ صفحة، وشاركني الأصدقاء في الاسم، حيث اخترنا أولا "جو قماش" أي "السير نحو القماش" ثم تم دمج الكلمة لتصبح "جُماش".
وعن الخامات المستخدمة، أوضحت هبة: "أستعمل خامات الشبك للخضار والفاكهة، والدمور وهو خامة سهلة الطي وخفيفة في حملها، والدك أو قماش الخيم وهو الخامة التي تتحمل حمل الأوزان بأحجام مختلفة".
ولتغليف السندوتشات تستخدم هبة خامة المشمع وتوضح: "للحد من فكرة الاستخدام الأحادي للبلاستيك، وصلت لفكرة استخدام المشمع في تغليف الساندوتشات، ولكني لست مقتنعة به بنسبة كبيرة، فهو نوع من أنواع البلاستيك وغير صديق للبيئة، ولكنه صالح للاستخدام المتعدد".
ويهدف مشروع "جُماش" للحد من استهلاك البلاستيك وليس للربح، فتتراوح أسعار الحقائب من 15 إلى 65 للأحجام الكبيرة، وتوضح: "هدفي من المشروع ليس تجاريا ولا أحسبها بالعدد، ولكن طالما هناك طلبيات حتى لو 5 حقائب فقط خلال السنة، ففي المقابل أنا وفرت استهلاكا يتراوح بين 500 و600 كيس بلاستيك".
ويصنف البلاستيك ضمن 20 منتجا من أخطر المواد أثناء عملية التصنيع، كما يتسبب في تلوث البيئة البحرية، إذ إن الكثير من النفايات البلاستيكية ينتهي بها الحال في وسط البحار والمحيطات، دون تحلل ما يؤثر على الحيتان والطيور والسلاحف ويضر بالأسماك التي تتغذى عليها.
وتعمل هبة صباحا موظفة في إحدى الجامعات، وتعود لتعمل على تصميم طلبيات جديدة، من منزلها، ثم ترسلها لسيدة أخرى تعمل على تنفيذها بمنزلها أيضا.
وتدير الشابة المصرية مشروعها بمفردها، وتقول: "أدير التسويق بنفسي بجانب التصميم وعمل الطلبيات وتوصيلها، بجانب عرضي للمنتجات في أحد محال السوبر ماركت بالإسكندرية والقاهرة".
ولا تكتفي هبة بتوعية الكبار ولكنها تعمل على توصيل الفكرة للأطفال، حيث تقول: "بعض المدارس تطلب شنط قماش للرسم عليها لتوعية الأطفال بمخاطر البلاستيك".
وتطمح هبة أن تصل فكرة مشروعها إلى أكبر عدد ويتحول مشروعها إلى شركة كبيرة للحد من استهلاك البلاستيك، وتضيف: "أتمنى التأثير في الناس ورؤية المزيد منهم يستخدمون الأكياس والحقائب من القماش".